تونس 5 يونيو 2025 (شينخوا) أعلن محمد مهدي الحلوي، المدير العام للديوان الوطني للسياحة (مؤسسة حكومية تابعة لوزارة السياحة التونسية) اليوم (الخميس) أن تونس استقطبت خلال الأشهر الخمسة الماضية أكثر من 3 ملايين سائح، بارتفاع نسبته 10.2 % بالمقارنة مع النتائج المُسجلة خلال نفس الفترة من العام الماضي.

وقال الحلوي، في تصريح بثته اليوم إذاعة ((موزاييك اف أم)) المحلية التونسية، إن عدد السياح الذين زاروا تونس منذ بداية العام إلى غاية نهاية شهر مايو الماضي، بلغ 3.4 مليون سائح.

واعتبر ان هذه النتائج "تُؤكد أننا بالاتجاه الصحيح، ويمكننا تطوير أرقام السياحة التونسية"، لافتا إلى أن بلاده "لا تعمل فقط على الكم بل تعمل على الكم وكذلك أيضا النوعية، وذلك من خلال تطوير منظومة الجودة بالفنادق التونسية وبالسياحة التونسية ككل".

وتابع قائلا " ...بهذه الأرقام، ونسب التطور المحققة اليوم، يمكننا تحقيق المأمول، وهو رقم 11 مليون سائح لكامل 2025"، مُعتبرا في هذا الصدد أن وتيرة النمو الحالية "تبعث على التفاؤل ببلوغ هذا الهدف".

إلى ذلك، أشار الحلوي إلى أن بلاده حققت خلال كامل السنة الماضية عائدات سياحية بقيمة 7.5 مليار دينار (2.58 مليار دولار)، لافتا إلى أنه بالنظر إلى "توقعاتنا ببلوغ 11 مليون سائح هذا العام، فإن العائدات السياحية يُمكن أن تتجاوز هذا العام 8 مليارات دينار (2.75 مليار دولار)"، على حد قوله.

وفي السياق ذاته، أعلن الحلوي أن مطار تونس قرطاج الدولي استقبل اليوم، أول رحلة جوية قادمة من العاصمة العراقية بغداد، على متنها حوالي 220 مسافرا، وذلك "إيذانا بعودة الخط الجوي المنتظم بين تونس والعراق، بعد سنوات من الانقطاع".

وشدد على أهمية عودة الرحلات الجوية بين بلاده والعراق، قائلا إنها "ستدعم السياحة التونسية من السوق العراقية، بالإضافة إلى تعزيز السياحة العربية في إطار شامل واستراتيجي".

ولفت إلى أن وزارة السياحة التونسية "تُركز اليوم على ضمان استمرارية هذا الخط الجوي بين تونس وبغداد، وتأمين ديمومته وتطويره وضمان استمراريته، بما يخدم صورة تونس كوجهة عربية منفتحة ومتنوعة".

ويرى مراقبون أن هذه الأرقام تُشير إلى أن القطاع السياحي التونسي قد استعاد عافيته بعد الهزات الكبيرة التي عرفها خلال السنوات القليلة الماضية، والتي جعلته يقترب كثيرا من الانهيار.

وفي هذا الصدد، قال الخبير الاقتصادي التونسي محسن حسن، في اتصال هاتفي مع وكالة أنباء ((شينخوا))، إن القطاع السياحي التونسي هو قطاع مهم في البلاد من حيث التشغيل والمساهمة في الناتج المحلي الإجمالي، وقد أظهر صمودا من خلال تسجيل أرقاما ومؤشرات ما قبل أزمة الكوفيد.

وتابع محسن حسن الذي تولى وزارة التجارة التونسية خلال الفترة من 12 يناير إلى 27 أغسطس من العام 2016، أن نسبة النمو المتوقعة خلال العام الجاري سيساهم فيها كثيرا القطاع السياحي الذي أظهر صلابة.

لكنه أشار إلى عدد من المعوقات التي مازالت تحول دون تطور هذا القطاع أكثر فأكثر منها مسألة النقل الجوي، مشددا في هذا السياق، على أنه بات يتعين على تونس أن تستثمر في هذا المجال، وأن تذهب باتجاه التوقيع على اتفاقية السماوات المفتوحة التي تسمح لشركات الطيران منخفضة الكلفة بالدخول إلى السوق التونسية.

وختم بالتأكيد على أن القطاع السياحي في تونس بدا يتعافى تدريجيا، "هو قطاع مهم وصلب، لكنه بحاجة إلى استثمارات جديدة، واصلاحات مهمة".

يُشار إلى أن القطاع السياحي التونسي كان قد سجل خلال العام الماضي أرقاما إيجابية، حيث بلغ عدد السياح الذين زاروا تونس 10 ملايين و260 ألف سائح، ما يعكس تعافي هذا القطاع الذي كان قد تعرض لسلسلة من الأزمات في أعقاب سقوط نظام الرئيس الأسبق الراحل زين العابدين بن علي في 14 يناير 2011.

وقد اقترب هذا القطاع كثيرا من التدهور إثر الاعتداءات الإرهابية التي عرفتها تونس في مارس ويونيو 2015، بالإضافة إلى تأثيرات جائحة (كوفيد - 19) خلال سنتي 2020 و 2021.

ويُعتبر القطاع السياحي في تونس واحدا من القطاعات الاقتصادية الاستراتيجية التي تُعد رافدا أساسيا من روافد التنمية بالبلاد، حيث يعتبر مصدرا رئيسا للنقد الأجنبي في البلاد، ويُساهم بحوالي 9 % من إجمالي ناتجها المحلي، بحسب تصريحات سابقة لوزير السياحة التونسي.