share
arabic.china.org.cn | 06. 06. 2025

مقالة خاصة: مع اقتراب عيد الأضحى .. سكان غزة يواجهون الحرب والحصار بدلا من أجواء الفرح

arabic.china.org.cn / 00:46:40 2025-06-06

غزة 5 يونيو 2025 (شينخوا) بينما يستعد المسلمون في أنحاء العالم لاستقبال عيد الأضحى بالصلاة والزيارات العائلية وتوزيع الأضاحي، يعيش الفلسطينيون في قطاع غزة ظروفا مغايرة تماما، حيث تهيمن المعاناة والنزوح وأجواء الحرب على حياتهم اليومية.

في مخيم إيواء مؤقت على أطراف مدينة دير البلح وسط القطاع، تجلس أمينة جبر (41 عاما)، وهي نازحة من حي الزيتون بمدينة غزة، داخل خيمة مهترئة تحاول تهدئة أطفالها الثلاثة مع اقتراب العيد.

وتقول جبر لوكالة أنباء ((شينخوا)) "قبل الحرب، كنا نعد الكعك ونشتري ملابس جديدة ونزور أقاربنا، أما الآن، فلا نملك إلا العدس، ولا توجد مياه نظيفة، ولا كهرباء، ولا أي أجواء تشبه العيد".

وأضافت وهي تمسك بيد ابنتها الصغيرة "لم نأكل اللحم منذ أشهر، لم يعد أطفالي يطلبون الحلوى أو الدجاج المشوي، بل فقط الخبز أو البطاطا إن توفرت".

ويصادف عيد الأضحى هذا العام يوم الجمعة، لكنه يأتي في ظل استمرار العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة، والتي بدأت في أكتوبر 2023، وخلفت آثارا إنسانية مدمرة.

ووفقا لوزارة الصحة في غزة، قُتل أكثر من 54 ألفا و677 شخصًا منذ بداية الحرب، معظمهم من النساء والأطفال، فيما تجاوز عدد المصابين 78 ألفا، كما تشير بيانات الأمم المتحدة إلى أن نحو مليوني فلسطيني، أي أكثر من 85 % من سكان القطاع، نزحوا من منازلهم.

في أحد الأزقة الضيقة بمخيم النصيرات وسط غزة، يجلس مصطفى السراج (66 عاما)، وكان يعمل حلاقا قبل الحرب، متكئا على جدار منزله المدمر.

ويقول السراج لـ((شينخوا)) "كنت أشتري خروفا كل عام ونوزع لحمه على الجيران، ولكن الآن نعيش على ما تجود به مبادرات الإغاثة، حفيدي طلب لعبة في العيد، فاضطررت لشرح أننا بالكاد نجد ما نأكله".

ويضيف "العيد أصبح ذكرى بعيدة، لم نعد نعدّ الحلويات أو نخرج للصلاة، كل ما نأمله أن يمر اليوم بسلام".

وقد حذرت وكالات الإغاثة من تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل حاد، حيث ينتشر الجوع وتسجل حالات متزايدة من سوء التغذية، خاصة بين الأطفال، إلى جانب انهيار شبه كامل للبنية التحتية الحيوية في القطاع.

وأشار برنامج الأغذية العالمي ومنظمات إنسانية أخرى إلى أن خطر المجاعة يتهدد مناطق واسعة من غزة نتيجة استمرار العمليات العسكرية وغياب سلاسل الإمداد.

ووفقا لتقارير الأمم المتحدة، فإن معظم منشآت وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) تعرضت للقصف أو أصبحت غير صالحة للاستخدام، مما أثر على توزيع الغذاء والمياه والخدمات الطبية.

وقال خالد النجار، أحد متطوعي مبادرة محلية لتوزيع الطعام، لـ((شينخوا)) "نواجه صعوبة في تلبية حتى 10 % من الطلبات اليومية التي تصلنا، الطلب تضاعف والموارد شحيحة".

وأوضح أن الأضاحي التي كانت تقليدا سنويا في العيد غائبة هذا العام "لا توجد خراف ولا لحوم، معظم الناس فقدوا مصدر دخلهم ولم يعودوا قادرين على شراء أي شيء".

وتابع قائلا "نحاول أن نقدم وجبات بسيطة مثل الأرز والعدس، ولكن حتى هذه أصبحت صعبة المنال في ظل الحصار وانهيار سلاسل التوريد".

كما حذرت وزارة الصحة من تفشي أمراض خطيرة نتيجة تلوث المياه وسوء الصرف الصحي.

وأفادت تقارير دولية بأن نحو 80 % من مستشفيات غزة باتت خارج الخدمة بسبب نقص الوقود والمعدات وتضرر المباني، ما يحد من القدرة على تقديم الرعاية الصحية الأساسية.

في مدينة خان يونس جنوب القطاع، تحدثت رنا المهدي، وهي معلمة نازحة، عن تأثير الحرب على طلابها، قائلة لـ((شينخوا)) "قبل الحرب، كان الأطفال يكتبون عن العيد، عن زيارات الأقارب والفرحة. الآن، يكتبون عن الصواريخ، وعن فقدان إخوتهم، والخوف الذي يسيطر عليهم".

وقالت "حتى أولئك الذين ما يزالون في منازلهم فقدوا أحباءهم، لم تعد هناك مدارس ولا أمان ولا طعام كاف، الجميع يعاني".

وفي ظل استمرار القتال، تتواصل الجهود الدبلوماسية لوقف إطلاق النار، وتجري محادثات بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة، إلا أنها لم تسفر حتى الآن عن نتائج ملموسة.

وذكرت مصادر فلسطينية أن المحادثات تواجه صعوبات بسبب خلافات حول إطلاق سراح الأسرى، وخطط إعادة الإعمار، والترتيبات المستقبلية لحوكمة غزة.

وقد طالبت حركة حماس بوقف فوري ودائم لإطلاق النار، إلى جانب ضمانات دولية لحماية المدنيين وتسهيل تدفق المساعدات، بينما تشدد إسرائيل على ضرورة "تفكيك البنية التحتية العسكرية" في غزة كشرط لأي اتفاق.

وفي مدينة دير البلح، يقول وليد الناجي، رجل في الأربعينيات من عمره، إن العيد فقد معناه بالنسبة لسكان غزة.

وقال الناجي لـ((شينخوا)) "العيد هذا العام ليس سوى وقت للحزن الجماعي، الناس يشعرون بأنهم تركوا وحدهم".

ومع ذلك، يتمسك البعض بالأمل، ولو كان بسيطا، ويقول الناجي وهو ينظر لأطفاله الثلاثة "لا نطلب الكثير، فقط أن نكون آمنين، وأن نشرب ماء نظيفا، وأن ننام دون خوف من الغارات".

ويضيف "العيد ليس فقط طقوسا، إنه وقت لتذكير العالم بأننا ما زلنا هنا، نعيش وننتظر من يرانا ويسمعنا". 

   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号