5 يونيو 2025 / شبكة الصين/ ذكرت صحيفة ساوث تشاينا مورنينغ بوست الصادرة في منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة مؤخرًا أن المدير العام السابق لمنظمة التجارة العالمية، باسكال لامي، صرّح بأنه في ظل انخراط الولايات المتحدة في مفاوضات جمركية مع دول العالم، يمكن للصين والاتحاد الأوروبي التعاون على أساس "موقف مشترك" لضمان أن يظل الانفتاح التجاري بين الطرفين قائمًا على القواعد، وقال "يجب علينا أن نفعل ما فعلته الصين معنا قبل 30 عامًا"، مشيرًا إلى أن الرسالة هي "مرحبًا بالصين في الاتحاد الأوروبي، بشرط أن يتم الإنتاج داخل الاتحاد".

ويشغل لامي حاليًا منصب منسق في معهد جاك دولور، وهو مركز بحوث فرنسي، وكان قد أكد أن استثمارات الصين في مجال السيارات الكهربائية هي بالضبط النوع الذي يريده الاتحاد الأوروبي. وأضاف أن هناك مصلحة مشتركة أخرى بين الصين والاتحاد الأوروبي وهي "سعي الطرفين نحو إزالة الكربون"، حيث إن "اتجاه التقدّم" متقارب، وتوجد "مساحة واسعة للتعاون" في هذا المجال.

وذكرت الصحيفة أن تصريحات لامي جاءت في وقت تحاول فيه دول العالم التعامل مع حالة عدم اليقين التي تسببت بها سياسات الرسوم الجمركية الأمريكية، حيث تخوض الولايات المتحدة مفاوضات جمركية مع العديد من الاقتصادات. إلا أن لامي يرى أن احتمالات حصول الشركاء التجاريين الرئيسيين على اتفاقات عادلة من خلال هذه المفاوضات ضئيلة جدًا. وقال لامي "الولايات المتحدة تسعى إلى صفقات غير متوازنة، وكأنها تقول 'أنا أهددك، وعليك أن تدفع لإزالة التهديد' – وهذا ليس اتفاقًا متوازنًا، بل هو تصرف أشبه بابتزاز المافيا".

وأشارت الصحيفة إلى أنه في منتدى "الصين والعولمة" الحادي عشر الذي نظمته مراكز بحوث، من بينها مركز الصين والعولمة (CCG)، في 23 مايو الماضي بالعاصمة بكين، دعا عدد من السفراء المعتمدين لدى الصين، بمن فيهم سفراء من دول الاتحاد الأوروبي، إلى إصلاح شامل للنظام المتعدد الأطراف العالمي لمواجهة الاضطرابات السياسية والاقتصادية التي تسببت بها الولايات المتحدة. وعبّر لامي، الذي أيّد هذا الرأي، عن حاجة ملحّة لتنسيق كافٍ لتعزيز فاعلية إجراءات الرد على الرسوم الأمريكية. وقال "التجارة مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالتقسيم الدولي للعمل، ويمكن لإجراءات الصين المضادة وتلك التي يتخذها الاتحاد الأوروبي، في حال قرر الطرفان ذلك، أن تشكّل تكاملًا".

ويرى لامي، الذي يُعد من المؤمنين بالعولمة، أنه من الممكن للأطراف المعنية تشكيل "جبهة موحّدة" لضمان استمرار عمل منظمة التجارة العالمية حتى بدون مشاركة الولايات المتحدة. وأوضح أن السؤال الآن هو: كيف يمكن للأطراف أن تطلق رسالة موحدة توحد البلدان الأخرى نحو التعاون المتعدد الأطراف، مفادها "نحن نؤمن بأن التجارة المنفتحة هي لعبة تقوم على القواعد.. وإذا عمل الاتحاد الأوروبي والصين معًا، فإن ذلك لن يبدد مخاوف بعض الدول فحسب، بل سيبعث أيضًا برسالة حيوية للمستقبل، وأرى أن هذا الأمر بالغ الأهمية للاقتصاد العالمي".