arabic.china.org.cn | 03. 06. 2025 | ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
غزة 3 يونيو 2025 (شينخوا) قال مسؤولون فلسطينيون إن 27 مدنيا على الأقل قُتلوا وأُصيب العشرات اليوم (الثلاثاء) عندما أطلق جنود إسرائيليون النار قرب نقطة توزيع مساعدات في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، في حادث جديد يسلط الضوء على تصاعد المخاطر المحيطة بآلية توزيع الإغاثة وسط استمرار الحرب.
وذكرت وزارة الصحة في غزة، في بيان، أن الجيش الإسرائيلي قتل 27 فلسطينيا على الأقل وأصاب أكثر من 90 آخرين، بينما كان الضحايا يتجمعون في منطقة تُعرف بـ"دوار العلم" غرب رفح في انتظار الحصول على مساعدات غذائية.
وبحسب سكان محليين وشهود عيان، وقع الحادث قرب نقطة توزيع تديرها "مؤسسة غزة الإنسانية"، وهي جهة أمريكية تعمل بدعم إسرائيلي لتوزيع المساعدات في القطاع المحاصر.
ويقول نديم زعرب نازح من مدينة خان يونس، لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن رحلته عند الثانية بعد منتصف الليل كانت محاولة بسيطة للحصول على صندوق طعام تسد الجوع، لكنها تحولت إلى مشهد رعب لا يُنسى.
ويضيف "خرجنا فقط لنأخذ كرتونة نطعم بها أطفالنا، لم نطلب شيئا آخر، لم نذهب لنواجه أحدا، كنا فقط نبحث عن الحياة".
ويتابع "وصلنا إلى دوار ((فش فرش))، وفوجئنا بطائرات تحلق فوق رؤوسنا، ودبابات وقناصة يطلقون النار من كل اتجاه، احتمينا بحائط، لكن حتى الجدران لم تكن كافية لرد الموت عنا".
وسط هذا الهلع، بحسب زعرب، حاول رجل مسن يدعى عدنان أبو حرب إنقاذ الجرحى، قلت له إن الوضع خطير، لكنه رد علي بكلمات لن أنساها أبدا "مش لازم نرجع بكرتونة مساعدات…بس الأهم ما نترك المصابين لحالهم"، ثم فجأة، أصيب برصاصة برأسه وسقط أرضا.
أما عادل عبده، شاب من منطقة الشابورة، فكان ينتظر دوره في طابور طويل أمام مركز توزيع المساعدات.
ويقول "لم نكن قد وصلنا إلى المساعدات بعد، إنما ننتظر دورنا لنأخذ شيئا نأكله، فجأة، بدأ إطلاق النار، وسقط رجل أمامي، ثم سقط أخي بجانبي، لم يكن هناك مسعفون، فقط صراخ ورصاص".
ويضيف بصوت مختنق "نحن لا نطلب شيئًا كبيرا، فقط نريد أن نأكل، أن نعيش، إذا لم يتمكنوا من إطعامنا، فعلى الأقل لا يطلقون النار علينا، لماذا يُعاقَب الجائع حين يبحث عن طعام؟".
ويتابع "لم يكن هذا مركز توزيع .. بل كان بابا للانتظار تحول إلى فخ، كنا نقف في طابور من أجل الحياة، لا من أجل الموت".
ويُعد هذا الحادث الثالث من نوعه خلال أيام قليلة في الموقع ذاته.
فقد قُتل العشرات خلال الأيام الماضية، ما يرفع حصيلة القتلى منذ بدء تشغيل هذه النقاط في رفح ومناطق أخرى إلى 102 قتيل و490 مصابا، بحسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.
وأقر الجيش الإسرائيلي بأن جنوده فتحوا النار صباح اليوم (الثلاثاء) بعد أن رصدوا "أشخاصا مشتبها بهم يتحركون نحو القوات، متجاوزين الطرق المعروفة"، وفق ما قال المتحدث باسمه أفيخاي أدرعي.
وأضاف "تم تنفيذ إطلاق نار أولي بغرض الإبعاد، وبعد عدم استجابتهم، تم تنفيذ إطلاق نار ثانٍ بالقرب منهم"، مشيرا إلى أن الحادث "قيد التحقيق".
من جانبها، قالت "مؤسسة غزة الإنسانية" على موقعها الإلكتروني إنها وزعت شحنة مساعدات صباح اليوم "بأمان ودون وقوع حوادث"، لكنها لم تعلق بشكل مباشر على التقارير التي تتحدث عن سقوط قتلى قرب الموقع.
وفي بيان شديد اللهجة، اتهم إسماعيل ثوابتة مدير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إسرائيل والولايات المتحدة بتحويل مراكز المساعدات إلى "مصائد موت جماعية"، ووصف المشروع بأنه "واجهة إنسانية لجرائم إبادة ممنهجة".
وقال ثوابتة إن ما يسمى بمراكز التوزيع "تقام في مناطق مكشوفة وخاضعة لسيطرة الجيش الإسرائيلي، وتستدرج إليها حشود المدنيين الجائعين ليفتح عليهم النار عمدا"، مضيفا أن هذه المراكز تدار أمنيا من قبل إسرائيل وشركة أمنية أمريكية ولا تخضع لأي رقابة إنسانية مستقلة.
وطالب الأمم المتحدة ومجلس الأمن بـ"التدخل الفوري لوقف هذا النموذج الدموي من توزيع المساعدات، وفتح المعابر الرسمية أمام الجهات الدولية المحايدة لتأمين الإغاثة".
من جهتها، قالت حركة حماس إن ما حدث في رفح هو "جريمة إبادة جماعية متعمدة"، ووصفت الآلية المشتركة بين إسرائيل والولايات المتحدة بأنها "أداة إذلال وتجويع وقتل ممنهج تستهدف كسر كرامة الفلسطينيين ودفعهم نحو التهجير القسري".
وتواجه هذه الآلية لتمرير المساعدات انتقادات متزايدة من منظمات إغاثة، بينها ((أطباء بلا حدود))، التي قالت في بيان إن "مراكز التوزيع ليست آلية إنسانية، وغالبية الناس لا يحصلون على شيء".
وأضاف البيان أن "التوجه إلى هذه النقاط بات يعني الذهاب إلى الموت".
وأكد أن النظام الصحي في غزة على شفا الانهيار، وأن 60 % من القطاع أصبح مناطق إخلاء، مضيفًا أن الوضع يدفع المنظمة إلى مراجعة عملها بالكامل في غزة.
وفي تطور ميداني آخر، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل ثلاثة من جنوده خلال معارك في مخيم جباليا شمالي القطاع.
وذكر أن الجنود الثلاثة، وهم من لواء غفعاتي، قتلوا يوم أمس الاثنين أثناء عملية عسكرية تعرضت فيها القوة لهجوم معقد شمل تفجير عبوات ناسفة وإطلاق صاروخ مضاد للدروع.
وأكدت الإذاعة العبرية أن الاشتباكات تواصلت لساعات، وأن المروحيات واجهت صعوبة في إجلاء الجنود المصابين بسبب حدة الاشتباكات.
من جانبها، أكدت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أنها خاضت "اشتباكات من مسافة الصفر" مع القوات الإسرائيلية، وأكدت وقوع "قتلى وجرحى" في صفوف الجيش، دون تقديم أرقام دقيقة.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أصدر أوامر إخلاء لسكان عدة أحياء في خان يونس جنوبي غزة، محذرا من "عملية عسكرية وشيكة"، ضمن ما يصفه بـ"توسيع المناورة البرية".
وقال أفيخاي أدرعي إن الهدف هو "ضرب البنى التحتية للإرهاب"، في إشارة إلى حماس.
وتتزامن هذه التطورات مع أزمة إنسانية متفاقمة في قطاع غزة، حيث يواجه السكان نقصًا حادًا في الغذاء والماء والدواء، في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي ومنع دخول المساعدات عبر المعابر التقليدية.
وتقول منظمات الإغاثة إن الوضع بات "كارثيًا"، وإنه لا بديل عن فتح المعابر وإيصال المساعدات عبر قنوات أممية محايدة.
![]() |
![]() |
![]() |
انقلها الى... : |
China
Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000 京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号 |