خفي 31 مايو 2025 (شينخوا) في أوائل الصيف، يموج جزء نهر اليانغتسي الواقع في مدينة مآنشان بمقاطعة آنهوي في شرقي الصين، بالأمواج الزرقاء المفعمة بالحيوية. وتحت أشعة الشمس الساطعة، تحلق الطيور في السماء بينما تسبح الأسماك في المياه الضحلة، ما يجذب العديد من الزوار للتوقف والتقاط الصور.

تقف تشن نيان تشي، وهي مرشدة سياحية تبلغ من العمر 26 عاما، على منصة "شويهجياوا" المواجهة لمياه نهر اليانغتسي وتعرض التغييرات التي طرأت على مسقط رأسها بكل فخر بجانب لوحات العرض العمودية التي تصف "الحياة الماضية والحياة الحالية" في منطقة "شويهجياوا"، وقالت: "هنا على ضفتي نهر اليانغتسي توجد مساحات خضراء شاسعة، ومياه نهر اليانغتسي المتدفقة، وهنا في مكان ليس ببعيد جسر مآنشان المهيب لنهر يانغتسي... إنه مشهد خلاب للغاية!".

بقيت تشن في مسقط رأسها، مدينة مآنشان، بعد تخرجها من كلية الاستضافة، وتعمل كمرشدة سياحية بدوام كامل في حديقة بينجيانغ الثقافية.

وقالت تشن: "إن بيئة حديقة بينجيانغ تتحسن باستمرار، ورؤية اللون الأخضر المحيط بالمكان من كل الاتجاهات يشعرني بالاسترخاء، عندما أخبر السياح عن التغييرات التي حدثت على طول النهر على مر السنين، أذكرهم أيضا بأن ضفتي نهر اليانغتسي ستصبحان أكثر جمالا في المستقبل".

واستطردت تشن قائلة إنه من الصعب التخيل أن هذا المكان كان مليئا بالأرصفة غير القانونية، ومواقع تراكم النفايات الصلبة، والمؤسسات الفوضوية وغير المشروعة والملوثة.

في عام 2019، قررت حكومة مدينة مآنشان اختيار منطقة بينجيانغ كنقطة انطلاق لأعمال معالجة بيئة ضفتي نهر اليانغتسي في المدينة، حيث تم تنفيذ مشروعات متعددة لاستعادة البيئة الإيكولوجية في هذه المنطقة بتخطيطات متكاملة وكلية.

وأوضحت تشن قائلة: "في ذلك الوقت، كان الطول الإجمالي للمنطقة التي تم معالجة البيئة الإيكولوجية فيها 23 كيلومترا، بمساحة إجمالية تبلغ 30 كيلومترا مربعا"، مشيرة إلى أن ضفتي نهر اليانغتسي في المنطقة بدتا كما لو أنهما ولدتا من جديد، وبشرتا بحياة جديدة مع استعادة طبيعتهما الأصلية بعد النجاح في تنفيذ أعمال المعالجة.

تقع منطقة "شويهجياوا" المذكورة على الضفة الشرقية لنهر اليانغتسي. وكانت مشهورة كملاذ طبيعي للقوارب بفضل شكلها على شكل الحرف "U" في اللغة الإنجليزية، حيث كانت ذات يوم منطقة تجمع للصيادين وقوارب الصيد.

وصفت تشن قائلة: "في الماضي، كانت السماء هنا رمادية دائما، وكانت المصانع تعمل بجوار نهر اليانغتسي بشكل عشوائي، ويتطاير الغبار في كل مكان"، مشيرة إلى أن رسو قوارب الصيد في منطقة "شويجياوا" على مدار السنة في ذلك الوقت كان يشكل مشكلة كبيرة، حيث كانت النفايات المنزلية الناتجة عن هذه القوارب وحدها بمثابة "مرض مزمن رئيسي" على ضفاف نهر اليانغتسي.

وفي عام 2019، كانت مدينة مآنشان أول مدينة في البلاد تكمل مهمة انسحاب الصيادين من صناعة صيد الأسماك، حيث قامت الحكومة المحلية بتطبيق خمس سياسات حماية خاصة لضمان مصالح الصيادين بعد ذهابهم إلى اليابسة بسلاسة ولتغيير أساليب إنتاجهم التقليدية، وتتمثل هذه السياسات في ضمان حصول كل الصيادين السابقين على منزل للسكن، وعمل جديد، وضمان اجتماعي، وخدمات تدريب والتعليم لأطفالهم وأنفسهم، وبيئة معيشية مريحة.

وقالت تشن إن "فتاة من الجيل الثالث لعائلة صيادين كانت تصطاد الأسماك مثل أجدادها على نهر اليانغتسي، لكنها أصبحت نموذجا للصيادين الذين تركوا مهنة الصيد"، مستطردة قائلة إن هذه الفتاة أنشأت شركة خدمات عمالية بمساعدة الحكومة، ولم تحل مشكلة توظيف أكثر من 70 شخصا فحسب، بل حققت أيضا أرباحا في نهاية العام لجميع الموظفين. وفي العام الماضي، بلغ إجمالي إيرادات الشركة أكثر من 1.8 مليون يوان.

وأكدت تشن أن حياة عائلة الفتاة تسير اليوم على طريق أوسع وأكثر سلاسة وأفضل، حيث أصبح زوجها عضوا في فريق دورية النهر ولديه وظيفة جديدة ودخل مستقرين.

وازدهرت المدينة بفضل مياه نهر اليانغتسي، وحصد الناس عطايا النهر خلال حمايته.

والآن، مع بناء منصة مشاهدة النهر وممشى الأراضي الرطبة، أصبح الاستمتاع بمشاهدة الأسماك في النهر، والتمتع بنسيم النهر ومناظره، موضة جديدة للناس للاسترخاء والتقاط الصور والترفيه.

ورافقت تشن السياح على متن حافلة مشاهدة المعالم السياحية التي كانت تسير على طول ضفاف نهر اليانغتسي وصولا إلى خليج "القصب"، الذي أصبح مكانا ترفيهيا مشهورا جديدا على الإنترنت منذ افتتاحه.

وأضافت تشن قائلة: "في عطلات نهاية الأسبوع والعطلات الأخرى، يتدفق الناس ويأتون إلى هنا، ويتعين عليّ الشرح لهم عدة مرات في اليوم الواحد!"، وترى أنه مع استمرار تحسن البيئة الإيكولوجية المحلية، فإن مثل هذه "المتاعب السعيدة" الناجمة عن العمل الشاق سوف تصبح الأمر السائد دائما.