غزة 30 مايو 2025 (شينخوا) قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) اليوم (الجمعة) إن المجاعة تفتك بسكان قطاع غزة، معتبرة أن آليات إدخال المساعدات تعد "تلاعبا" بالاحتياجات الإنسانية.

وقالت الحركة، في بيان، إن الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة تدخل مراحلَ "حرجة نتيجة توسُّع وتعمُّق المجاعة، والتهديد الخطير الذي تشكّله على حياة أكثر من 2.3 مليون مواطن نصفهم أطفال بالتوازي مع مجازر وحشية مستمرة".

واعتبر البيان أن آليات إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع تعد "تلاعباً إجرامياً بالاحتياجات الإنسانية للمدنيين الأبرياء عبر إدارة التجويع واستخدامه سلاحاً لمحاولة إخضاع إرادة شعبنا وفرض واقع سياسي وعسكري وأمني يخدم الاحتلال".

وحذر من استمرار ما وصفّه حالة "التخاذل" الدولي تجاه هذه المأساة الإنسانية التي تمعن حكومة نتنياهو في تعميقها، داعيا مجلس الأمن الدولي للاضطلاع بمسؤولياته وفرض وقف العدوان وكسر الحصار وإدخال المساعدات عبر الآليات الأممية المعتمدة.

وطالب الدول العربية والإسلامية بالتحرك والضغط لوقف الإبادة في القطاع، وتسيير القوافل الإنسانية وإغاثة الشعب الفلسطيني وإسناده في وجه محاولات تهجيره وتصفية قضيته.

كما حث الفعاليات الشعبية والأصوات الحرة وأحرار العالم على تكثيف الحراك المتضامن مع شعبنا في قطاع غزة، وتصعيد الضغط بكل الوسائل المتاحة حتى وقف العدوان ورفع الحصار وإنهاء سياسة التجويع.

وبدأت إسرائيل قبل عدة أيام بإدخال شاحنات محملة بالمساعدات الإنسانية والطبية إلى غزة عبر معبر كرم أبو سالم لأول مرة منذ إغلاقها المعابر المؤدية للقطاع في الثاني من مارس الماضي.

ودخل خلال الأيام الماضية، عشرات الشاحنات لصالح عدد من المؤسسات الدولية والأهلية العاملة في القطاع، بحسب ما أفاد منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق الفلسطينية غسان عليان.

وتضمنت الشاحنات التي تعرض بعضها للسرقة، دقيق ومكملات غذائية وأدوية مخصصة لصالح عدد من المؤسسات الدولية والأهلية، تم إدخالها إلى مدينتي دير البلح وخان يونس وسط وجنوب القطاع.

والثلاثاء الماضي، اقتحم آلاف من الفلسطينيين مركزا لتوزيع المساعدات تديره مؤسسة أمريكية عند دوار العلم في رفح جنوب قطاع غزة، في اليوم الأول لتشغيله تحت إشراف الجيش الإسرائيلي.

وكانت منظمات إنسانية قد حذرت في وقت سابق من أن استمرار إغلاق المعابر يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية، وارتفاع معدلات الجوع وتفشي الأمراض في القطاع.

في هذه الأثناء، دعت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إلى السماح بتدفق الإمدادات الإنسانية إلى غزة دون عوائق أو انقطاع إثر تفاقم الكارثة الإنسانية الناجمة عن الحرب الإسرائيلية منذ 20 شهرا.

وقالت الأونروا، في بيان لها اليوم، إن مستودعها في الأردن يحتوي على مساعدات تكفي لأكثر من 200 ألف مواطن لمدة شهر كامل وتشمل دقيق وطرود غذائية ومستلزمات نظافة وبطانيات وأدوية، وإنها جاهزة للإرسال الفوري.

وأكد البيان أن الاحتياجات الإنسانية في غزة "هائلة وتتطلب تدخلا عاجلا وفتح المعابر وضمان تدفق المساعدات بشكل منتظم ومستمر لإنقاذ الأرواح".

وتشن إسرائيل حربا واسعة في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، أوقعت أكثر من 54 ألف قتيل و120 ألف إصابة ودمار كبير في المباني والبنية التحتية.

وجاءت الحرب إثر هجوم مفاجئ شنته حماس على جنوب إسرائيل، أسفر بحسب السلطات الإسرائيلية، عن مقتل أكثر من 1200 شخص واحتجاز رهائن. /نهاية الخبر/