share
arabic.china.org.cn | 30. 05. 2025

رأي ضيف: العلاقات الصينية - العربية الاستراتيجية تعزز القدرة على تجاوز التحديات والعبور للمستقبل

arabic.china.org.cn / 23:57:26 2025-05-30

في الصورة الملتقطة جوا بطائرة بدون طيار يوم 5 سبتمبر 2024، مشهد لمحطة "أبيدوس" لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية في محافظة أسوان في مصر. (شينخوا)

بقلم/ اللواء محمد حسين

منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية تكونت شراكة متينة بينها وبين الدول العربية بروح الفريق الواحد فى سبيل تحقيق المكاسب المشتركة فى المحافل الدولية اقتصادياً وسياسياً وثقافياً وقد حقق التعاون الودي بين الجانبين طفرة تاريخية من حيث النطاق والعمق، حيث شهدت العلاقات الصينية العربية تطوراً كبيراً على المستويات الاقتصادية والسياسية والثقافية مما أثر بشكل ملحوظ على مسارات الحداثة في العالم العربي.

ففي المجال الاقتصادي، تتمتع كل من الدول العربية والصين بدرجة عالية من المزايا التكاملية اقتصادياً خاصة فى مجال النفط والغاز وتتمسك الدول العربية والصين بالمنفعة المتبادلة والمصالح المشتركة فى التعاون بينهما، الأمر الذي ساهم فى زيادة حجم الاستثمار المتبادل والتعاون الاقتصادي والتجاري بين الجانبين عما كان عليه من قبل ففى العام 2021 بلغ الاستثمار المباشر بين الجانبين نحو 27 مليار دولار أمريكي بزيادة 2.6 ضعف ما كان عليه قبل 10 سنوات، في حين بلغ التبادل التجاري بين الجانبين 330.3 مليار دولار أمريكي بزيادة 1.5 ضعف عما كان عليه قبل 10 سنوات.

وفى مجال الطاقة بصفة خاصة، بلغ احتياطي النفط في الدول العربية حوالي 55.7 % من اجمالى النفط العالمى وفقاً للتقرير الاقتصادى العربى الموحد العام 2021 الصادر عن صندوق النقد العربي، حيث استوردت الصين في ذلك العام نحو 26 مليون طن من النفط الخام من الدول العربية بما يعادل 51.47 % من إجمالى الواردات الصينية.

ولم يكن مجال الطاقة الجديدة بعيداً عن التعاون الاستراتيجي، حيث تعمل الصين عل توسيع التعاون مع الدول العربية فى مجالات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الكهرومائية وتم انشاء المعمل الصينى المصرى المشترك للطاقة المتجددة وإنشاء مركز التدريب الصيني العربي للطاقة النظيفة، كما تم تنفيذ العديد من المشروعات المشتركة بين الصين والدول العربية فى ذات المجال منها مشروع المحطة الكهروضوئية بقدرة 186 ميجاوات بمجمع بنبان للطاقة الشمسية فى مصر ومشروع EP2 للمحطة الكهروضوئية (التيار المستمر) بقدرة 165 ميجاوات في مصر.

وضمن الجانبان سوياً خطة عمل مبادرة الحزام والطريق في مجالات الابتكار التكنولوجي والجيل الخامس للاتصالات والطاقة النووية ومجال الفضاء والأقمار الصناعية حيث نجحت الصين في اطلاق القمر الصناعي الجزائر (الكوم سات -1) والقمرين السعوديين (سات 5A) و (سات 5B) والقمر السوداني للاختبارات العلمية إلى الفضاء.

وفى المجال السياسي، تتميز العلاقات العربية الصينية بالثقة الاستراتيجية المتبادلة والحفاظ على المصالح الجوهرية للجانبين حيث تدعو كل من الصين والدول العربية إلى احترام سيادة الدول وعدم التدخل فى الشئون الداخلية لأي دولة والتعايش السلمي ورفض التدخل الخارجى والهيمنة وسياسة القوة بكافة أشكالها واحترام المنظومة الدولية وميثاق الأمم المتحدة والمحافظة على قواعد القانون الدولي.

في الصورة الملتقطة يوم 16 أكتوبر 2024، مشهد لاجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي بشأن الوضع الإنساني في قطاع غزة، وذلك بمقر الأمم المتحدة في نيويورك. وخلال إحاطة مجلس الأمن بشأن الوضع في الشرق الأوسط، بما في ذلك القضية الفلسطينية، قال فو تسونغ مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة إنه يتعين التمسك بفعالية قرارات مجلس الأمن الدولي وتنشيطها. (صورة من الأمم المتحدة/نشرة عبر شينخوا)

وتدعم الدول العربية والصين تعددية الأطراف وتعزز التعاون المتعدد الأطراف ورفض الأحادية، وتدعو سوياً إلى ديمقراطية العلاقات الدولية ودعم الدول النامية للحصول على تمثيل أكبر وصوت أعلى فى الحوكمة العالمية للحفاظ على المصالح المشتركة للدول النامية وتعزيز القضايا العادلة للسلام والتنمية البشرية.

وعلى صعيد الصراعات المتشابكة فى منطقة الشرق الأوسط، تعمل الدول العربية والصين معاً بهدف تضافر الجهود للدفع بايجاد حل سياسى للقضايا الساخنة المعاصرة، فعلى سبيل المثال فى القضية الفلسطينية تدعم الصين اقامة دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة الكاملة على حدود العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

أما في مجال التواصل الثقافى الإنسانى المتنوع، تشهد الفترة الحالية تعاوناً كبيراً ومتنوعاً بين الدول العربية والصين فى مجالات الشباب والأحزاب والتعليم والثقافة والصحة والإذاعة والتليفزيون، حيث حرصت الصين على تقديم المنح التدريبية لشباب الدول العربية والتي وصلت إلى تدريب 25 ألف متدرب فى مختلف التخصصات للدول العربية بالإضافة إلى تقديم حوالي 11 الف منحة دراسية حكومية تتحمل الصين كامل تكلفتها لشباب الدول العربية.

وفى المقابل، أعلنت 4 دول عربية عن ادراج اللغة الصينية في منظومة التعليم الوطني بها، كما تم افتتاح كليات اللغة الصينية فى 15 دولة عربية وتم إنشاء 20 معهد كونفوشيوس فى 13 دولة عربية لتعلم اللغة والثقافة الصينية.

كما امتدت آليات التواصل الإنساني والثقافي بين الصين والدول العربية إلى إقامة المهرجانات المشتركة للفنون ومنتديات التعاون في العديد من المجالات سواء فى مجال الإعلام أو الصحة العامة أو المرأة أو الإذاعة والتليفزيون، ما يساهم في تعريف العالم العربي أكثر على النموذج الصينى فى الحداثة دون تغريب مما يقدم بديلاً متقارباً مع العادات والتقاليد العربية عن النموذج الغربي.

وتعد الصين والدول العربية قوى سياسية واقتصادية واجتماعية مهمة على الساحة الدولية وفى ظل الأحداث الجارية والظروف التاريخية وكذا الظروف الحالية والملحة على الساحة الدولية فمن المهم أن يتطور التعاون الصينى العربى باستمرار وإلى الأمام وبخطوات سريعة لمواكبة التقدم البشرى السريع فى كافة المجالات حيث هذه العلاقات الاستراتيجية بين الجانبين من شأنها أن تعزز قدرتهما على تجاوز تحديات الحاضر والعبور سويا إلى مستقبل أفضل.

ملاحظة المحرر: اللواء محمد حسين وكيل أول وزارة رئيس قطاع الخدمات بالهيئة العامة للاستعلامات المصرية

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة آراء وكالة أنباء ((شينخوا)).

في الصورة الملتقطة يوم 14 مايو 2025، متسابقة تقدم عرضها في النهائي للنسخة الـ 24 من مسابقة إجادة اللغة الصينية "الجسر الصيني" لطلاب الجامعات الأجانب في الأردن. (شينخوا)

   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号