هونغ كونغ 30 مايو 2025 (شينخوا) صرح وزير الخارجية الصيني وانغ يي، هنا اليوم (الجمعة)، بأن المنظمة الدولية للوساطة (إيوميد) تُعد منفعة عامة مهمة في مجال سيادة القانون من أجل حوكمة عالمية أفضل.

وقد ألقى وانغ، وهو أيضا عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، كلمة خلال مراسم التوقيع على اتفاقية إنشاء منظمة ((إيوميد))، والتي أُقيمت في هونغ كونغ.

وأشار وانغ إلى أن المنظمة، باعتبارها خطوة مبتكرة في مجال سيادة القانون الدولية، تحظى بأهمية كبيرة في تاريخ العلاقات الدولية.

وأوضح أن إنشاء هذه المنظمة يعد بمثابة تحقيق لمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، وسيسد فجوة مؤسسية في الوساطة الدولية.

وقال وانغ إن ولادة هذه المنظمة يمكن أن يساعد في تجاوز عقلية المحصلة الصفرية (أنت تخسر وأنا أربح)، وتعزيز الحل الودي للنزاعات الدولية، وتعزيز العلاقات الدولية بصورة أكثر تناغما.

وأضاف أن المنظمة تحترم رغبات الأطراف المعنية، وتستفيد من نقاط القوة المتمثلة في كونها أكثر مرونة وفعالية من حيث التكلفة وأكثر ملاءمة وكفاءة، مضيفا أنها ستكمل آليات التقاضي والتحكيم وآليات تسوية المنازعات الدولية الأخرى القائمة، وستشكل تضافرا معها.

وفي سياق تأكيده على أهمية تعزيز مشاركة الدول النامية، وتحسين مستوى تمثيل دول الجنوب العالمي وصوتها في الحوكمة الدولية، دعا وانغ الأطراف المعنية إلى الإسراع في وضع مجموعة من قواعد الوساطة ذات المستوى العالمي وآلياتها، والتي تتسم بالاستقلالية والمرونة والبراغماتية والكفاءة العالية.

وأوضح وانغ أن الدول المشاركة في مفاوضات الاتفاقية قررت بالتشاور أن يكون مقر المنظمة الدولية للوساطة في هونغ كونغ، مشيرا إلى أن هذه المدينة، بفضل قربها مع الوطن الأم وارتباطها بالعالم، تتمتع بمزايا استثنائية في مجال الوساطة الدولية.

وقال وانغ إن الصين تتطلع إلى أن تُصادق جميع الدول الموقعة، على الاتفاقية في أقرب وقت ممكن، وترحب بمشاركة فعالة من مزيد من الدول.

وقد حضر مراسم التوقيع اليوم نحو 400 ممثل رفيع المستوى من 85 دولة ونحو 20 منظمة دولية. ومن بين هذه الدول، وقعت 33 دولة على الاتفاقية في الحال، لتصبح الدول المؤسسة لمنظمة ((إيوميد)).

كما شهدت المراسم إلقاء كلمات من جانب محمد إسحاق دار نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الباكستاني، ووزير الشؤون الخارجية والتجارة الدولية في زيمبابوي أمون مورويرا، والمدعية العامة في نيكاراغوا ويندي كارولينا موراليس أوربينا، ووزير العدل الصربي نيناد فوييتش، ووزير الخارجية السويسري إجنازيو كاسيس، ولي جيون هوا وكيل الأمين العام للأمم المتحدة.

وقد أكد المتحدثون على أن المنظمة الدولية للوساطة تنسجم مع مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، وشددوا على أهميتها في دعم التعددية والحوكمة العالمية وسيادة القانون على المستوى العالمي، ودعوا المزيد من الدول إلى التوقيع على الاتفاقية والتصديق عليها.

كما أعربوا عن تقديرهم لدور الصين بصفتها دولة كبرى، وتطلعهم إلى إسهام المنظمة الدولية للوساطة في التسوية السلمية للنزاعات وتعزيز التعاون الودي بين الدول.

من جانبه، رحب جون لي، الرئيس التنفيذي لمنطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة، بتأسيس أول منظمة قانونية حكومية دولية على مستوى العالم مكرسة لتسوية النزاعات الدولية من خلال الوساطة في هونغ كونغ، مشيرا إلى أن هونغ كونغ ستُسخر كامل مزاياها المؤسسية في إطار مبدأ "دولة واحدة ونظامان"، وستدعم سير عمل المنظمة الدولية للوساطة بشكل كامل.