غزة 27 مايو 2025 (شينخوا) اقتحم آلاف الفلسطينيين اليوم (الثلاثاء) مركزا لتوزيع المساعدات تديره مؤسسة أمريكية عند دوار العلم في رفح جنوب قطاع غزة، في اليوم الأول لتشغيله تحت إشراف الجيش الإسرائيلي.

وأفادت مصادر فلسطينية وشهود عيان بأن آلاف الفلسطينيين الذين يعانون من نقص حاد في الغذاء بسبب حصار مستمر، اقتحموا المركز واستولوا على الطرود الغذائية والمعدات، بما في ذلك أجزاء من السياج الشائك الموضوع حول مركز التوزيع، مما أدى إلى فوضى عارمة في المكان وانهيار النظام داخله.

وقال هؤلاء إن الحادث بدأ عندما تجمع آلاف الأشخاص أمام مركز توزيع المساعدات التابع لمؤسسة (SRS) الأمريكية، التي أعلنت بدء توزيع المساعدات من الساعة 9:00 صباحا حتى 6:00 مساء بالتوقيت المحلي.

ومع ذلك، سرعان ما عمت الفوضى بسبب التدافع والتزاحم والجوع الشديد الناتج عن حصار إسرائيلي مستمر منذ أشهر، بحسب شهود عيان.

وذكرت قناة ((كان)) العبرية نقلا عن مصادر إسرائيلية أن حراس المركز، التابعين للشركة الأمريكية، أطلقوا النار داخل الموقع في محاولة للسيطرة على الحشود، مما زاد من التوتر والفوضى.

كما أفادت القناة 13 العبرية أن الجيش الإسرائيلي نشر قوات لإجلاء الموظفين الأمريكيين، مدعوما بطائرات مروحية لحمايتهم، فيما أثارت هذه التدخلات مخاوف من وقوع إصابات.

وفي أول تعليق له على الحادث، أدان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة في بيان، ما وصفه بـ"فشل ذريع" للمشروع الإسرائيلي الأمريكي لتوزيع المساعدات في "مناطق عازلة"، متهما إسرائيل بتسييس المساعدات الإنسانية وفرض سياسة "التجويع الممنهج" كجزء من "جريمة إبادة جماعية".

وطالب البيان بفتح المعابر وتمكين المنظمات الدولية من العمل دون قيود، داعيا إلى تشكيل لجان تحقيق دولية لتوثيق الانتهاكات.

ونقلت الإذاعة العبرية عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن المشروع، الذي لم يمض على إطلاقه سوى ساعات، قد ينتهي بنتائج "مأساوية" بسبب فقدان السيطرة.

يأتي الحادث وسط أزمة إنسانية متفاقمة في قطاع غزة، حيث يعاني السكان من نقص حاد في الغذاء والدواء بسبب الحصار الإسرائيلي المستمر.

وتتهم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسرائيل باستخدام المساعدات كأداة سياسية، بينما تؤكد إسرائيل أنها تسعى لتأمين توزيع المساعدات بشكل منظم.

وطالب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة الأمم المتحدة ومجلس الأمن بالتدخل العاجل لوقف "جريمة التجويع"، محذرا من أن السكوت على الوضع يعد "تواطؤا"، كما دعا الدول العربية والمجتمع الدولي إلى إنشاء مسارات إنسانية مستقلة لكسر الحصار.

فيما دعت حركة حماس إلى تصعيد الحراك الشعبي العالمي خلال الأيام المقبلة رفضا لما وصفته بـ"حرب الإبادة والتجويع" التي يشهدها قطاع غزة، وسط استمرار التصعيد العسكري وتأزم الوضع الإنساني في المنطقة.

وقالت حماس في بيان لها "ندعو الجماهير والمنظمات الدولية ومناصري حقوق الإنسان إلى تنظيم فعاليات تضامنية واسعة أيام الجمعة والسبت 30 و31 مايو 2025، ويوم الأحد 1 يونيو 2025، تتضمن مظاهرات واعتصامات في الميادين العامة والعواصم حول العالم".

وتشن إسرائيل حربا واسعة في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، أوقعت 54056 قتيلا و123129 مصابا، وفقا لبيان أصدرته وزارة الصحة في غزة اليوم.

وجاءت الحرب إثر هجوم مفاجئ شنته حماس على جنوب إسرائيل، أسفر بحسب السلطات الإسرائيلية، عن مقتل أكثر من 1200 شخص واحتجاز رهائن.

وتوصلت إسرائيل وحماس إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بوساطة مصرية قطرية أمريكية في 19 يناير 2025، إلا أنه انهار بعد شهرين باستئناف العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة بعد انتهاء المرحلة الأولى من الاتفاق دون التوصل إلى تفاهم بشأن بدء مرحلته الثانية أو تمديده. /نهاية الخبر/