بكين 26 مايو 2025 (شينخوا) شهد التعاون الصناعي بين الصين والمملكة العربية السعودية تقدما مطردا خلال الأشهر الماضية من العام الجاري، وذلك في كل من الصناعات التحويلية التقليدية كإنتاج المواد المعدنية، والصناعات الناشئة مثل تقنيات مركبات الطاقة الجديدة وتخزين الطاقة، ما يعكس اتجاها متناميا نحو التكامل الصناعي ونقل التكنولوجيا بين البلدين.

أول مصنع لإنتاج الصفيح المقصدر في السعودية

في منتصف مايو الجاري، وقعت مجموعة "شانغهاي دونغخهشين" الصينية وشركة "الوطنية للصناعة" السعودية اتفاقية شراكة صناعية لإنشاء أول مصنع من نوعه لإنتاج الصفيح المقصدر في المملكة العربية السعودية والمنطقة، وذلك في مدينة رأس الخير الصناعية على الساحل الشرقي في المملكة.

وحسب بيان نُشر على الموقع الرسمي لشركة "الوطنية للصناعة"، إنه من المتوقع أن يدخل المصنع طور التشغيل التجاري في منتصف عام 2027 بطاقة إنتاجية تبلغ 400 ألف طن سنويا، مع اعتماد تقنيات صديقة للبيئة، فيما سيُخصص نصف الإنتاج للسوق المحلي والنصف الآخر للتصدير، كما سيوفر أكثر من 500 فرصة عمل مباشرة.

وأضاف البيان أن المشروع يمثل نقلة نوعية في توطين سلسلة الإمداد لقطاع التعبئة والتغليف، حيث يلبي الطلب المحلي المتعلق بإنتاج الصفيح المعدني المقصدر والصفيح غير المطلي، وهي من المواد الأساسية التي تعتمد عليها العديد من الصناعات، خاصة قطاعات الأغذية والمشروبات والدهانات والزيوت والمنتجات الكيميائية.

تعاون في صناعة مركبات الطاقة الجديدة وتخزين الطاقة

وفي أبريل الماضي، أعلنت شركة "بي واي دي" الصينية، الرائدة في تصنيع مركبات الطاقة الجديدة وبطاريات الطاقة، وأرامكو السعودية، موافقتهما على بحث فرص التعاون الوثيق في تقنيات المركبات التي تعمل بالطاقة الجديدة.

وتهدف الاتفاقية التي وقعتها شركة "بي واي دي" وشركة أرامكو السعودية للتقنية، وهي شركة تابعة ومملوكة بالكامل لأرامكو السعودية، إلى تعزيز تطوير التقنيات المبتكرة التي تدعم الكفاءة والأداء البيئي، بغية تحقيق اختراقات في مجال مركبات الطاقة الجديدة.

ويعد هذا التعاون خطوة نحو تعميق شركة "بي واي دي" تعاونها مع الجانب السعودي في مجالات تكنولوجيا صناعة الطاقة الجديدة. ففي فبراير من العام الجاري، أعلنت شركة "بي واي دي" لتخزين الطاقة توقيع عقد مع الشركة السعودية للكهرباء، بشأن أكبر مشروع لتخزين الطاقة على جانب الشبكة في العالم، بسعة 12.5 جيجاواط ساعي، مما زاد إجمالي حجم التعاون بين الطرفين إلى 15.1 جيجاواط ساعي، وذلك بعد أن دخل مشروع "بيشة" لتخزين الطاقة بالبطاريات بسعة 2.6 جيجاواط ساعي طور التشغيل في وقت سابق من الشهر نفسه.

انعقاد مؤتمر بكين-السعودية للتصنيع المتقدم وتوقيع 8 اتفاقيات تعاون

عُقد مؤتمر بكين-السعودية للتصنيع المتقدم في العاصمة الصينية بكين يوم 9 مايو الجاري، والذي أثمر عن توقيع ثماني اتفاقيات تعاون تغطي مجالات متعددة من بينها التمويل والتعاون التقني والتصنيع الذكي، مع حضور مسؤولين من الجهات الحكومية السعودية، من بينها المركز الوطني للتنمية الصناعية ووزارة الاستثمار وهيئة المحتوى المحلي والمشتريات الحكومية، والهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية، وكبار التنفيذيين من شركات سعودية مثل شركة العيسى ومجموعة شركات الزاهد ومجموعة شاكر، إلى جانب أكثر من 300 شركة صينية عاملة في قطاع التصنيع.

وقال أسامة كوكاندي، عضو مجلس الأعمال السعودي الصيني، في تصريح له خلال المؤتمر، إن السنوات الأخيرة شهدت تزايدا ملحوظا في إقبال الشركات الصينية على السوق السعودية، بهدف الاستفادة من الفرص التنموية التي تتيحها، وهو ما أسهم بدوره في تعزيز مسيرة التنمية داخل المملكة.

وأضاف أن الصين تعد من الدول الرائدة عالميا في قطاع التصنيع ومجالات التكنولوجيا المتقدمة، مشيرا إلى أن قطاع التصنيع يُعد أحد المحاور الرئيسية ضمن أهداف رؤية السعودية 2030، معربا عن تطلعه إلى تعزيز التعاون مع الجانب الصيني في هذا القطاع.