arabic.china.org.cn | 24. 05. 2025 | ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
المصدر: الصين اليوم
24 مايو 2025 /شبكة الصين/في قلب بكين، حيث تتقاطع الثقافات وتُزهر الكلمات عبر حدود اللغة، يشارك السيد بشار شبارو، الناشر والمثقف اللبناني البارز، في لجنة تحكيم الدورة الثانية من "جوائز الأوركيد"- إحدى أبرز الجوائز الأدبية الصينية المخصصة للأعمال المُترجمة. يُعد شبارو من الشخصيات الفاعلة في المشهد الثقافي العربي، وصاحب مسيرة طويلة في النشر، ساهم من خلالها في مدّ الجسور بين الثقافة العربية والعالم.
بصفته الأمين العام لاتحاد الناشرين العرب، وأحد أصحاب "الدار العربية للعلوم ناشرون"، وصاحب دار "منشورات ضفاف" في لبنان، والمدير التنفيذي لـ"دار جامعة حمد بن خليفة للنشر" في قطر، وأحد المؤمنين بقوة الترجمة في تعزيز التفاهم بين الشعوب، يحمل شبارو إلى الجوائز خبرة عميقة في اختيار النصوص ذات القيمة، ورؤية نقدية تعكس تاريخه الطويل في خدمة الكلمة والمعرفة. وفي هذا السياق، أجرت مجلة ((الصين اليوم)) حوارا خاصا معه، للحديث عن أهمية الجوائز، ورؤيته لحوار الثقافات بين الوطن العربي والصين.
((الصين اليوم)): بصفتكم ممثلا عربيا مشاركا لأول مرة في لجنة تحكيم لـ"جوائز الأوركيد"، ما هو انطباعكم العام عن التحكيم لهذه الجوائز؟
بشار شبارو: أي جائزة ثقافية تمثل دفعة مهمة للعاملين في المجال الثقافي، وجوائز الأوركيد تكتسب أهمية خاصة لاهتمامها بالتنوع الثقافي المرتبط بالصين. مشاركتي كمحكم لها بُعد شخصي، خاصة أن شقيقي بسّام شبارو فاز سابقًا بجائزة مماثلة، مما يجعل وجودي في لجنة تحكيم تضم نخبة من الخبراء مسؤولية كبيرة. الأعمال المرشحة تعكس تنوعا دوليا غنيا، وأتمنى أن نوفق في تقديم اختيارات تليق بهذه المبادرة الثقافية المهمة.
((الصين اليوم)): تركز جوائز الأوركيد على التبادل الحضاري والتواصل الإنساني، فكيف توازنون بين معايير التقييم في ظل الخلفيات الثقافية المختلفة أثناء عملية التحكيم؟
بشار شبارو: الأسماء المرشحة تحمل تنوعًا ثقافيا وعمقا فكريا مرتبطا بالثقافة الصينية، مما يجعل اتخاذ القرار دقيقا. تساءلت إذا كان انتمائي العربي سيؤثر على قراراتي، لكن في النهاية، ما يهم هو تقديم رأيي بناء على معايير موضوعية، بعيدا عن الانتماءات.
((الصين اليوم)): بصفتكم الأمين العام لاتحاد الناشرين العرب، وشاركتم في عدة مشروعات نشر بين الصين والوطن العربي، ما هي المجالات التي في رأيكم يمكن تعميق التعاون فيها في المستقبل ضمن صناعة النشر؟
بشار شبارو: عملت في عدة مؤسسات ثقافية عربية، وأنا الآن الأمين العام لاتحاد الناشرين العرب، والرئيس التنفيذي لـ"دار جامعة حمد بن خليفة للنشر" في قطر. ساهمنا في دعم الترجمة من الصينية إلى العربية، خاصة مع مؤسسات مثل "بيت الحكمة". ترجمت دارنا أكثر من 150 كتابا من الصينية، ما يعكس اهتماما متزايدا بالثقافات الشرقية، وخاصة الصين. لاحظنا أيضا أن القارئ العربي بدأ يتوجه خارج الإطار الغربي المهيمن، وأصبح يهتم بشكل أكبر بالصين باعتبارها مركزا ثقافيا واقتصاديا مبدعا. سعادتي كبيرة بمشاركتي في لجنة تحكيم لـ"جوائز الأوركيد" التي تعكس هذا التفاعل الثقافي العميق.
((الصين اليوم)): في رأيكم، ما الخطوات التي يجب اتخاذها لجذب عدد أكبر من العرب للاهتمام والقراءة في مجالات الثقافة الصينية؟
بشار شبارو: الصين تسعى لنشر ثقافتها، لكن عليها أيضا أن تفهم احتياجات الوطن العربي وتفضيلات قرائه. التواصل الثقافي يجب أن يكون متبادلا، والصين بحاجة لدراسة الآخر بعمق. ما بدأ سياسيا واقتصاديا مع العرب، يجب أن يتحول إلى مرحلة ثقافية حقيقية. الصين اليوم بحاجة لتعزيز دعمها للقضايا العربية، خاصة القضية الفلسطينية، وأن تعمل على جذب الناس من خلال الثقافة والمعرفة، لا التجارة فقط. كما أنني أرى أن الصين بدأت بالفعل في كسر الحواجز الثقافية، مثل تعلم العربية وتبني أسماء عربية، مما يعكس رغبتها في التواصل الصادق مع الآخر.
((الصين اليوم)): هل لديكم تجارب أو قصص ثقافية شخصية ترتبط بالصين أثرت في اهتمامكم بالحوار بين الحضارات؟
بشار شبارو: في فترات الحرب والصراعات في لبنان، لجأت إلى القراءة لفهم معنى الحرب. قرأت كتاب ((فن الحرب لسون تسي)) و((مذكرات ماو تسي تونغ))، واكتسبت منها دروسا عن الأخلاق والتواضع. تعلمت أن القائد يجب أن يكون خادما لشعبه، لا متسلطا عليه. هذه المبادئ، مثل احترام الناس والصدق في التعامل معهم، أثرت في سلوكي طوال حياتي. كما كنت معجبا بالرموز الصينية، خاصة ملابسالصينيين التقليدية التي تعبر عن احترام عميق للهوية.
((الصين اليوم)): في ظل الأوضاع الدولية الراهنة، كيف يمكن لصناعة النشر أن تسهم في إزالة سوء الفهم وتعزيز السلام؟
بشار شبارو: خلال العقدين الأخيرين، كثفت الصين حضورها الثقافي عالميا، بما في ذلك الوطن العربي، دون فرض أو هيمنة، بل عبر جهود حقيقية لتعريف الآخرين بحضارتها. ساهمت كتب الرئيس شي جين بينغ في توضيح الأيديولوجية الصينية الحديثة وأهداف الصين المستقبلية. ما يميز التجربة الصينية هو قدرتها على دمج الاشتراكية بمرونة، مع الحفاظ على استقرار الدولة وديناميكية المجتمع. ورغم تطورها التكنولوجي، تبقى الصين تقدم منتجات بأسعار تنافسية، مما يعزز قوتها الناعمة.
((الصين اليوم)): في مواجهة النزاعات والانقسامات العالمية، كيف يمكن أن يصبح التبادل الثقافي مسارا عمليا لحل المشكلات؟ وهل يمكنكم إعطاء أمثلة من تجارب في الوطن العربي لدعم ذلك؟
بشار شبارو: المحتوى الثقافي يعد حجر الأساس في نقل الحضارات وتعميق التفاهم بين الشعوب. اليوم، نشهد جهودا ملموسة في هذا الاتجاه، مثل تدريس اللغة الصينية في الجامعات المصرية وتعليم اللغة العربية في الجامعات الصينية، مما يعزز التقارب بين الثقافتين. الثقافة ليست مجرد قوة ناعمة، بل هي أداة قوية في تشكيل الرأي العام وبناء جسور بين الأمم. من خلال التعاون بين الناشرين، نسعى لتعميق الفهم المتبادل بين الثقافات المختلفة، خاصة الصينية والعربية. في ظل التحديات العالمية والصراعات، تزداد الحاجة لتوسيع التبادلات الثقافية لنقل الصورة الحقيقية للمجتمعات العربية. اختيار السعودية كضيف شرف في معرض بكين الدولي للكتاب العام الماضي كان خطوة مهمة في هذا الاتجاه، ونأمل أن يتواصل هذا الجهد لتحقيق فهم متبادل بين الشعوب. كما عرفت خلال حضوري لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب 2025، فإن الحضور الإماراتي، وخاصة من جانب أبوظبي، سوف يكون لافتا ومميزا في الدورة القادمة لمعرض بكين الدولي للكتاب. هذا الحضور سوف يعكس الجهود الكبيرة التي تبذلها دولة الإمارات في تعزيز التبادل الثقافي مع الصين، وحرصها على أن تكون جزءا فاعلا في المشهد الثقافي الدولي.
![]() |
![]() |
![]() |
انقلها الى... : |
China
Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000 京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号 |