القاهرة 23 مايو 2025 (شينخوا) أحرزت الجولة الخامسة من المفاوضات غير المباشرة بين طهران وواشنطن بشأن الملف النووي الإيراني، والتي جرت اليوم (الجمعة) في روما، "بعض التقدم" لكنها "لم تتوصل إلى نتائج حاسمة" بشأن الخلافات بين الطرفين الإيراني والأمريكي.

واستضاف السفير العماني لدي إيطاليا، هذه الجولة بحضور وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، والممثل الخاص للرئيس الأمريكي للمفاوضات ستيف ويتكوف، والوسيط العماني وزير الخارجية بدر بن حمد البوسعيدي.

وهذه ثاني جولة تعقد في روما، لكنها الخامسة بشكل عام حيث سبقتها ثلاث جولات في العاصمة العمانية مسقط، التي استضافت أولى جولات التفاوض في 12 أبريل الماضي.

وكانت آخر جولة من المفاوضات قد عقدت في سلطنة عمان في 11 مايو الجاري، وسط مطالبات أمريكية لإيران بوقف كامل لتخصيب اليورانيوم، ورفض إيراني لمبدأ "التخصيب الصفري" واستمرار العقوبات الاقتصادية.

-- حلول عمانية

وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن الجولة الخامسة كانت "واحدة من أكثر جولات المفاوضات احترافية على الإطلاق، ويمكننا القول إن ملف المفاوضات غير المباشرة ما يزال مفتوحا، والمحادثات ستستمر"، بحسب وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا).

وأضاف عراقجي، في ختام الجولة، "تم التوصل إلى تفاهم أفضل وأوضح لمواقفنا مع الجانب الأمريكي، ويقوم الجانبان بنقل المقترحات والأفكار التي تم طرحها إلى العواصم لمزيد من الدراسة".

وأردف "أكدنا (خلال جولة التفاوض) مرة أخرى مواقف ومبادئ الجمهورية الإسلامية الإيرانية بشأن المفاوضات، ومواقفنا واضحة تماما ونحن متمسكون بها".

وتابع أن "الجانب الأمريكي لديه الآن فهم أفضل وأوضح لمواقفنا، وخلال هذه الجولة حاول وزير الخارجية العماني طرح الحلول الكفيلة بإزالة العقبات القائمة وتحقيق التقدم".

واستطرد عراقجي قائلا إن "خطتنا هي دراسة هذه الحلول والمقترحات الجديدة، التي من شأنها أن تمهد الطريق مع الحفاظ على مبادئ ومواقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ومن المقرر أن يقدم الجانبان وجهات نظرهما بشأن هذه المقترحات والحلول، ومن ثم تنظيم الجولة المقبلة من المفاوضات وتنفيذها".

بدوره، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي إن الجولة الخامسة من المفاوضات جرت في "أجواء هادئة ومهنية".

وأضاف بقائي "لقد طرح وزير الخارجية العماني حلولا وأفكارا لتجاوز العقبات، وقد تمت مناقشة خطوطها ومحاورها في هذه الجولة".

وأوضح أنه "تم الاتفاق على أنه بالتوازي مع مزيد من الدراسة في العواصم، سيواصل وزير الخارجية العماني العمل على تفاصيل الأفكار المقترحة وتقديمها للجانبين لمزيد من الدراسة، وسيتم تحديد موعد ومكان الجولة المقبلة من المفاوضات والإعلان عنها في وقت لاحق".

-- مفاوضات معقدة للغاية

وأكد عراقجي أن "المفاوضات معقدة للغاية بحيث لا يمكن حلها في اجتماعين أو ثلاثة، لكن حقيقة أننا الآن على مسار معقول تعتبر تقدما في حد ذاته".

وأعرب الوزير الإيراني عن أمله في أن "نتمكن في الاجتماعات المقبلة، في ضوء التفاهم الأفضل الموجود الآن بشأن مواقف الجمهورية الإسلامية، من التوصل إلى حلول".

وقال "نحن لم نصل إلى هذه المرحلة بعد، لكننا لا نشعر بالإحباط أيضا"، قبل أن يردف أن "اليوم خاصة بالنظر إلى المناقشات التي جرت، والحلول التي اقترحتها سلطنة عمان لإزالة العقبات، هناك إمكانية للتقدم".

من جانبه، قال وزير الخارجية العماني بدر بن حمد البوسعيدي، في ختام الجولة الخامسة، إن "المحادثات أحرزت بعض التقدم دون التوصل إلى نتائج حاسمة"، بحسب وكالة الأنباء العمانية.

وأضاف البوسعيدي "نأمل في الأيام المقبلة أن نتمكن من توضيح القضايا العالقة، بما يتيح لنا المضي قدما نحو الهدف المشترك المتمثل في التوصل إلى اتفاق مستدام ومشرف".

-- صفر تخصيب = لا اتفاق

وقبل انعقاد الجولة الخامسة، أكد عراقجي أن "إيجاد طريق للوصول إلى اتفاق ليس بالمعادلة المعقدة: صفر أسلحة نووية = لدينا اتفاق، صفر تخصيب = لا اتفاق".

وقال وزير الخارجية الإيراني، على حسابه بمنصة ((إكس))، "لقد حان وقت اتخاذ القرار".

ووفق وكالة (إرنا)، "زعم مسؤولون أمريكيون، بمن فيهم الرئيس دونالد ترامب، ومبعوثه الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، ووزير الخارجية ماركو روبيو، والمتحدثون باسم البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية، بشكل غير مهني أن القضية الوحيدة التي سيقبلونها في المحادثات مع إيران هي الوقف الكامل لتخصيب اليورانيوم" من قبل إيران.

وأكدت الوكالة أن هذه القضية "تشكل خطا أحمر بالنسبة لإيران".

وفي وقت سابق، أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي أن "الوفد الإيراني المفاوض مصمم وثابت في السعي لضمان حقوق ومصالح الشعب الإيراني العليا، بما في ذلك الاستفادة من الطاقة النووية السلمية ومن ضمنها التخصيب، ورفع العقوبات الظالمة، ولن يدخر أي جهد أو مبادرة في هذا الصدد".

-- الفجوة كبيرة

واعتبر المحلل السياسي الدكتور مختار غباشي أن "الفجوة بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية ما تزال واسعة"، رغم أن المفاوضات التي تجرى بين الجانبين بوساطة سلطنة عمان "نشيطة".

وقال غباشي، الأمين العام لمركز الفارابي للدراسات، ومقره القاهرة، لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن المفاوضات بين الجانبين الإيراني والأمريكي "صعبة"، مشيرا إلى أن طهران لن توافق على الموقف الأمريكي بشأن التخصيب.

وأضاف أن "هناك قلقا أمريكيا من البرنامج النووي الإيراني، وواشنطن تريد من طهران وقف تخصيب اليورانيوم على أراضيها، ومسألة أن تعود إيران للتخصيب الصفري أمر مستحيل"، لافتا إلى أن هناك خبراء أمريكيين يزعمون وصول إيران إلى "العتبة النووية".

ورد على سؤال حول أفق هذه المفاوضات، بالقول إن الوصول إلى اتفاق "ليس مستحيلا"، قبل أن يستدرك "لكن الفجوة كبيرة، وموافقة إيران على وقف التخصيب مستحيلة". /نهاية الخبر/