جوهانسبرغ 23 مايو 2025 (شينخوا) إن الصورة التي عرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كدليل على ما أسماه "إبادة جماعية ضد البيض" في جنوب أفريقيا هي في الواقع لقطة فيديو التقطت في جمهورية الكونغو الديمقراطية وليست من جنوب أفريقيا.

ففي يوم الأربعاء، فاجأ ترامب رئيس جنوب أفريقيا الزائر سيريل رامافوزا بعرض نظريات مؤامرة حول ما أسماه "إبادة جماعية ضد البيض" في جنوب أفريقيا، من خلال تقديم فيديو ومجموعة من المقالات الإخبارية المطبوعة لإثبات مزاعمه، التي رفضها رامافوزا بشدة.

وقال ترامب، أثناء عرضه نسخة مطبوعة من مقال يحتوي على الصورة أمام رامافوزا ووسائل الإعلام، "هؤلاء جميعا مزارعون بيض يتم دفنهم".

لكن وكالة رويترز أوضحت يوم الخميس أن اللقطة تعود في الحقيقة إلى فيديو نشرته الوكالة يُظهر عمال إغاثة إنسانية وهم يرفعون أكياس جثث في مدينة غوما الكونغولية، في أعقاب هجوم شنته حركة 23 مارس. وقد تم تصوير هذا المقطع من قبل أحد مصوري مقاطع الفيديو في رويترز.

ونقل عن المصور قوله "أمام أنظار العالم، استخدم الرئيس ترامب صورة التقطتها، واستخدم ما صورته في جمهورية الكونغو الديمقراطية في محاولة لإقناع الرئيس رامافوزا بأن في بلاده يُقتل البيض على يد السود".

رفض رامافوزا، الذي وصل إلى واشنطن على أمل تحسين شروط التبادلات التجارية وتخفيف التوترات الثنائية، ادعاءات ترامب خلال اللقاء. وفند فكرة أن مواطني جنوب أفريقيا البيض يفرون من البلاد بسبب السياسات العنصرية. وقال إن الجريمة موجودة في جنوب أفريقيا وغالبية الضحايا من السود.

يأتي هذا التصادم في وقت تشهد فيه العلاقات بين البلدين توترا متصاعدا. فمنذ أن وقع رامافوزا قانون نزع الملكية في يناير، انتقد ترامب قانون الإصلاح الزراعي هذا، واصفا إياه بأنه "تمييز" ضد البيض في البلاد.

وفي الأشهر الأخيرة، وجه ترامب انتقادات متكررة لجنوب أفريقيا، وكان أبرز ما فعله إلغاء تمويل خطة الطوارئ الرئاسية الأمريكية للإغاثة من الإيدز، وادعاؤه بوجود "إبادة جماعية" تُرتكب بحق البيض في جنوب أفريقيا، وهو ادعاء نفته حكومة جنوب أفريقيا.