22 مايو 2025 / شبكة الصين/ نشرت النسخة اليابانية من موقع "ياهو نيوز" مؤخرًا مقالًا أشار إلى أن العديد من الشركات الصينية تُظهر أداءً متميزًا في سرعة اتخاذ القرار والمرونة والقدرة على الاختراق. ومن بين هذه الشركات، برزت شركات مثل هواوي، التي واصلت ضخ الاستثمارات في البحث والتطوير وتعزيز الإصلاحات الموجهة نحو العملاء، وقد أظهرت بالفعل قدرة تنافسية على المستوى الدولي.

ومع التحول الهيكلي في القطاع الصناعي الذي أحدثته الرقمنة، واصلت شركات صينية مثل "بي واي دي" و"شاومي" تحسين قدراتها التقنية والبحثية، مستفيدة من ميزة الحجم الكبير للسوق الصينية، وبدأت منذ عام 2020 الظهور بقوة في الأسواق العالمية.

ويرى المقال أن مفتاح التنافسية لدى الشركات الصينية يكمن في "الإدارة المدفوعة بالبرمجيات" و"نموذج النمو المستدام المدفوع بالنظام الإيكولوجي". 

وفي اليابان، على الرغم من ترسخ مفهوم "السيارات المُعرّفة بالبرمجيات ـ SDV"، فإن ما يؤكده المقال هو أن الإدارة في الشركات الصينية تبدأ من البرمجيات كـ"أساس"، وتستمر في تطبيق هذا النموذج بشكل منهجي.

وتشترك شركات مثل بي واي دي وشاومي في سمة تطبيق خصائص البرمجيات لخلق "الترابط" و"التطور السريع". وفي الوقت نفسه، تُنشئ نظما إيكولوجية مربحة لجميع الأطراف مع العملاء والشركاء، مما يُعزز من تأثير اقتصاد الحجم. وهذا النمط من التنافس هو ما يمثل ميزة الشركات الصينية في السوق العالمية. ولكن كيف تحقق الصين هذا النمط من التنافسية؟. ويرى المقال أن الجواب يكمن في ما يُعرف بـ"التوافق مع أُطُر زمنية مختلفة".

ويشير المقال إلى أن البرمجيات قادرة على التطور والتوسع على نحو أُسّي، كما هو واضح في النمو المتسارع للذكاء الاصطناعي التوليدي. وعلى النقيض من ذلك، فإن نمو الأجهزة المادية محدود. والكثير من الشركات اليابانية بنت ميزتها التنافسية على أنظمة إدارة قائمة على الأجهزة، ولذلك يصعب عليها تحقيق السرعة والمرونة المطلوبة لمواكبة الرقمنة من خلال أنظمتها الحالية. وغالبًا ما يُقال إن التحول الرقمي في اليابان يقتصر على تحسين الأنظمة الحالية دون إعادة هيكلتها فعليًا.

ويضيف المقال أن الشركات الصينية ذات التنافسية لا تكتفي بمزايا المدى القصير مثل "السرعة" و"المرونة"، بل تسعى أيضًا لامتصاص مزايا الشركات اليابانية على المدى الطويل مثل "تطوير التكنولوجيا" و"تراكم المعرفة" بهدف دفع التحول الإداري. ومن خلال التوافق بين المدى القصير والمدى الطويل، استطاعت شركات مثل بي واي دي وشاومي تحقيق قفزات تنموية كبيرة.

وفي الآونة الأخيرة، بدأ مصنعو السيارات اليابانيون التعاون مع عمالقة تكنولوجيا المعلومات الصينيين لإنتاج سيارات كهربائية مخصصة للسوق الصينية، لأن الشركات اليابانية باتت ترى أن الخبرات والمعارف التي راكمتها الصين يمكن أن تُوظّف على النطاق العالمي. وتطبيق هذه الأنظمة الإدارية المصقولة على مستوى العالم قد يفتح آفاقًا جديدة أمام الشركات اليابانية.