غزة 20 مايو 2025 (شينخوا) قتل 64 فلسطينيا في هجمات إسرائيلية على قطاع غزة اليوم (الثلاثاء) في وقت قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إن اليأس بلغ ذروته في القطاع الساحلي.

وقال الناطق باسم جهاز الدفاع المدني في غزة محمود بصل، لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن الطائرات الحربية الإسرائيلية شنت سلسة غارات مكثفة طالت مدرستين تؤويان نازحين ومنازل سكنية في مناطق متفرقة من القطاع منذ فجر اليوم.

وأوضح بصل أن 13 شخصا بينهم نساء وأطفال قتلوا وأصيب عدد أخر في غارة إسرائيلية على مدرسة موسى بن نصير التي تؤوي نازحين في حي الدرج شرق مدينة غزة.

وذكرت مصادر محلية وشهود عيان أن ألسنة النيران التهمت خيام النازحين المصنوعة من النيلون المقامة وسط ساحة المدرسة وسط صرخات وبكاء النساء والأطفال لإنقاذ حياتهم.

وأضاف بصل أن 13 شخصا قتلوا في استهداف إسرائيلي جوي لمنزل سكني يعود لعائلة أبو سمرة في حي المحطة شرق مدينة دير البلح وسط القطاع.

كما قتل 15 فلسطينيا وأصيب عدد أخر بجروح متفاوتة في قصف للطائرات الإسرائيلية لمحطة وقود كان يتواجد فيها عدد من العائلات النازحة غرب مخيم النصيرات للاجئين وسط القطاع، وفق بصل.

وفي جباليا شمال القطاع، قتل 9 أشخاص في قصف إسرائيلي لمنزل يعود لعائلة "المقيد"، كما قتل 4 أخرين في استهداف لمدرسة "خليقة" تؤوي نازحين في بلدة بيت لاهيا شمال القطاع، بحسب الناطق باسم الدفاع المدني.

وتابع أن قتل 8 فلسطينيين قتلوا في استهدافين أحدهما لتجمع فلسطينيين شرق مدينة خان يونس والثاني لخيمة غربها، فيما قتلت سيدة ورجل في استهدافين منفصلين على مدينة غزة.

وأشار بصل إلى أن طواقم الدفاع المدني تواجه "صعوبات جمّة في مقدمتها انعدام الحصانة ونقص حاد في الإمكانيات والمعدات اللازمة للطواقم الميدانية، مما يزيد من تعقيد مهامهم ويُعرض حياتهم للخطر".

إلى ذلك، حذر عاهد سمور مدير الرعاية الأولية بوزارة الصحة في غزة من أن "المنظومة الصحية في القطاع على شفا الانهيار والمرافق الصحية تتقلص يومًا بعد آخر في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي".

وقال سمور، في بيان صحفي، إن "المخزون الدوائي شبه منعدم وهناك أصناف أساسية نفدت تمامًا من المستودعات"، مشيرا إلى أن "خطر كارثة صحية خلال الأشهر المقبلة بسبب نقص مخزون التطعيمات الأساسية للأطفال".

وتابع سمور أن "غالبية الأجهزة الطبية توقفت عن العمل وما تبقّى منها يحتاج إلى صيانة مستمرة وقطع غيار يمنع الاحتلال إدخالها".

من جهتها، طالبت الأونروا السلطات الإسرائيلية برفع حصارها على قطاع غزة الذي بلغ ذروته منذ مارس الماضي، مؤكدة أن "اليأس بلغ ذروته" في القطاع في ظل أزمة إنسانية خانقة.

وحذرت الأونروا في بيان صحفي من "تفاقم الأزمة الإنسانية الحادة في قطاع غزة جراء الحصار وأوامر التهجير، والقصف الإسرائيلي المكثف".

وقال البيان "بلغ اليأس ذروته بغزة حيث تبحث العائلات عن الطعام والإمدادات، بينما يُجبر الآلاف على الفرار".

وفي بيان منفصل، اعتبرت الأونروا أن الدمار هو أقل ما يمكن أن تُوصَف به الحياة في غزة، مشيرا إلى أن 92 % من الوحدات السكنية تضررت أو دمرت مما ترك آلاف العائلات بلا مأوى آمن.

وقال البيان إن مرافق الأونروا تعرضت للقصف ما أدى إلى مقتل أكثر من 760 شخصا ممن كانوا يبحثون عن الأمان فيها، مؤكدا أن الوكالة حاضرة على الأرض وملتزمة بتقديم المساعدة في ظل تحديات هائلة.

وأعلن الجيش الإسرائيلي يوم الأحد الماضي بدء "عملية برية واسعة" في شمال وجنوب قطاع غزة في إطار عملية "عربات جدعون".

والجمعة، أعلن الجيش الإسرائيلي بدء شن "ضربات واسعة ونقل قوات للاستيلاء على مناطق داخل قطاع غزة"، وذلك ضمن مراحل بداية عملية توسيع المعركة في قطاع غزة، بهدف "تحقيق كافة أهداف الحرب بما فيها تحرير المختطفين وحسم حماس".

واستأنفت إسرائيل في 18 مارس الماضي عملياتها العسكرية في قطاع غزة بعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، الذي تم التوصل إليه بوساطة مصرية قطرية أمريكية في 19 يناير 2025، في ظل عدم التفاهم بين الطرفين بشأن بدء مرحلته الثانية أو تمديده.

وشنت إسرائيل حربا واسعة في القطاع منذ 7 أكتوبر 2023، إثر هجوم مفاجئ شنته حركة حماس على جنوب إسرائيل، أسفر، بحسب السلطات الإسرائيلية، عن مقتل أكثر من 1200 شخص واحتجاز رهائن.

وأدت الحرب إلى مقتل أكثر من 53 ألف فلسطيني، بحسب وزارة الصحة في قطاع غزة.