arabic.china.org.cn | 20. 05. 2025 | ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
20 مايو 2025 /شبكة الصين/ تبنى الاجتماع الوزاري الرابع والتاريخي لمنتدى الصين ـ مجموعة دول أمريكا اللاتينية والكاريبي "إعلان بكين"، ما جذب انتباه الجنوب العالمي وحتى العالم. وقال الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا إن إعلان بكين يشكل تشجيعا للدول النامية في أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، "ويمنحنا الأمل، ويظهر أن الدول القوية اقتصاديا مثل الصين تفكر في كيفية المساهمة في تنمية الدول الأكثر فقرا".
وأوضح الإعلامي البرازيلي الشهير ليوناردو أرتوتشي، أن إعلان بكين فتح لأميركا اللاتينية نافذة تاريخية لإعادة تشكيل مستقبلها، كما يرمز إلى "ولادة عالم جديد في نهاية عصر انهيار النظام الإمبريالي، ويعيد تشكيل العلاقات الدولية على أساس العدالة والاحترام وتقرير المصير الوطني".
فلماذا قوبل "إعلان بكين" بكل هذا الترحيب من دول أمريكا اللاتينية والكاريبي؟. يكمن الجواب في نص هذا الإعلان نفسه. ففي هذه الوثيقة التي تتجاوز كلماتها 2600 كلمة، ذُكر مصطلح "التنمية" 19 مرة، و"التعاون" 18 مرة، و"العدالة" أو "الإنصاف" أو "المساواة" 8 مرات. فتُعد هذه الكلمات المفتاحية تعبيرا واضحا عن "صدى القيم" المشترك، حيث تجسد القيم التي تسعى إليها الصين ودول أمريكا اللاتينية والكاريبي، وتمثل سببا رئيسيا لتضافر الجهود وسط التغيرات المتسارعة في الساحة الدولية. ولقد عبّر "إعلان بكين" بدقة ووضوح عن صوت العصر الذي تتوق دول الجنوب العالمي إلى إطلاقه وتأمل أن يُسمع وتتطلع إلى تحقيقه.
ويُعد "إعلان بكين" بيانًا من الجنوب العالمي يدعو إلى بناء عالم أكثر عدلاً، ويستحق أن يُقرأ بعناية من قِبل كل من يسعى لفهم الجنوب العالمي. فهو ينقل رسالة سلام، ويؤكد على أهمية الالتزام بالقانون الدولي وتعزيز مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، ويدعم حل الخلافات والنزاعات والصراعات عبر الوسائل السلمية. كما يُجسّد تحمّل الجنوب العالمي لمسؤولياته، إذ يشدد على أن الحوكمة الاقتصادية العالمية يجب أن تستجيب للهموم المشتركة لدول العالم، خاصة الدول النامية، ويُعيد التأكيد على دعمه لنظام تجاري عادل وشفاف ومتعدد الأطراف وقائمً على القواعد.
ويفيض الإعلان بروح التعاون، حيث يدعو إلى تعزيز التبادلات الحكومية وتعميق التبادل والتعلم المتبادل في مجالات البنية التحتية والربط والاتصال والابتكار العلمي والتكنولوجي والتحول في مجال الطاقة والحد من الفقر وغيرها من المجالات ذات المنفعة المتبادلة.
ويمثل الإعلان كذلك اتجاهًا نحو المستقبل، ويدعو لبناء عالم يسوده السلام ويعزز عولمة اقتصادية عادلة وشاملة ومربحة للجميع. فهو بيان يقود روح العصر، ويجسد وعي الصين ودول أمريكا اللاتينية والكاريبي بالتاريخ والاستجابة بوعي للتغيرات العالمية وتغيرات العصر وتحولات التاريخ.
ويمكن ملاحظة القيم والمبادئ التي يجسدها "إعلان بكين" بوضوح من خلال تفصيل واحد، وهو ما تجلى في الإشارة إلى قضية هايتي ضمن نص الإعلان. فجمهورية هايتي، التي كانت أول دولة في أمريكا اللاتينية تعلن استقلالها، عانت طويلاً من الاحتلال العسكري والتدخلات الخارجية، مما أدى إلى تقلبات قاسية في مصيرها، وتعرض شعبها لمعاناة تستدعي التعاطف.
وعلى الرغم من أن هايتي لم تُقم بعد علاقات دبلوماسية رسمية مع الصين، إلا أن "إعلان بكين" بين الصين ودول أمريكا اللاتينية والكاريبي تعهّد بالتعاون مع المجتمع الدولي والأمم المتحدة من أجل دعم هايتي في إعادة بناء بيئة آمنة، وذلك من خلال نهج التنمية الشاملة.
وهذا الأسلوب القائم على "التنمية الشاملة" لمعالجة التحديات الاجتماعية لا يُمثل فقط رؤية لحل قضية هايتي، بل يعكس أيضًا نموذجًا مبتكرًا للتعاون الدولي، يمكن أن يُشكل مصدر إلهام للدول الأخرى التي تواجه تحديات مشابهة في مجالي التنمية والأمن.
وفي ظل الواقع الدولي الحالي، تُعد مظاهر الصراع وعدم الاستقرار في العديد من المناطق مرتبطة بشكل وثيق بتأخر التنمية. ومن خلال النظر إلى قضية هايتي، يمكن إدراك الأهمية العالمية لـ"إعلان بكين" بوضوح.
ويمتاز التعاون بين الصين وأمريكا اللاتينية والكاريبي بخصوصية تمثيلية فريدة في سياق الصعود الجماعي لدول الجنوب العالمي. وباعتبارها دولا نامية عانت من الحكم الاستعماري، فإن الصين ودول مجموعة دول أمريكا اللاتينية والكاريبي تتقاسم بطبيعة الحال رؤية مشتركة لتحقيق الاستقلال والاعتماد على الذات والتنمية والنهضة.
فمن حجم التجارة الذي تجاوز 500 مليار دولار أمريكي لأول مرة إلى تشغيل ميناء تشانكاي؛ ومن صياغة "خطة العمل المشتركة بين الصين ودول أمريكا اللاتينية والكاريبي للتعاون في المجالات الرئيسية (2025-2027)" إلى إطلاق "المشاريع الخمسة الكبرى"، أثبت بناء شبكة تعاون شاملة وعميقة بين الصين ودول أمريكا اللاتينية والكاريبي والنتائج المثمرة التي تحققت للتو أنه من خلال التخلص من فخ التنمية التبعية الذي تهيمن عليه الهيمنة، يمكن لدول الجنوب العالمي أيضًا أن تشرع في مسار التنمية والنهضة بحيوية قوية من خلال التعاون العملي القائم على الاحترام المتبادل والمساواة والمنفعة المتبادلة والنتائج المربحة للجميع.
وقد أطلق "إعلان بكين" إشارة مهمة، فقد أشار الرئيس شي جين بينغ إلى أن "الصين ودول أمريكا اللاتينية والكاريبي جميعها من الأعضاء المهمين في الجنوب العالمي، والاستقلال والسيادة تقليد نفخر به، والتنمية والنهضة حق طبيعي لنا، والعدالة والإنصاف هدف نسعى إليه جميعا".
وفي المستقبل، ستواصل الصين ودول أمريكا اللاتينية والكاريبي دعم بعضهما البعض في القضايا المتعلقة بالمصالح الجوهرية والشواغل الكبرى للطرفين، وستتمسكان بحزم بنظام التجارة المتعدد الأطراف، وتحافظان على استقرار وسلاسة سلاسل الصناعة والإمداد العالمية، وتصونان بيئة دولية منفتحة وتعاونية، وتتصديان معاً للتحديات العالمية، ليصبح التعاون بين الصين وأمريكا اللاتينية والكاريبي أكثر ازدهاراً وحيوية".
![]() |
![]() |
![]() |
انقلها الى... : |
China
Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000 京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号 |