طرابلس 19 مايو 2025 (شينخوا) أعلن جهاز أمني ليبي، اليوم (الإثنين) العثور على مقبرة جماعية بداخلها 10 جثث، في منطقة أبو سليم وسط العاصمة طرابلس، التي شهدت خلال الأيام القليلة الماضية اشتباكات عنيفة بين تشكيلات مسلحة متنافسة.

ونقلت وكالة الأنباء الليبية (وال) مساء اليوم عن اللواء 444 قتال الموالي لحكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، قوله إنه " اكتشف مقبرة جماعية داخل مقر في منطقة أبو سليم، بعد إلقاء القبض على عدد من أفراد العصابة التابعة لبلقاسم ابن غنيوة الككلي ".

وأوضح أنه " باشر فورا عملية انتشال الجثث من الموقع، والتي بلغت حتى الآن 10 جثث تعود لرجال ونساء، وسط إجراءات ميدانية دقيقة ومراعاة تامة للجوانب الإنسانية والقانونية".

وأضاف أن جهاز المباحث الجنائية " بدأ بالتعاون مع الجهات المختصة عملية تحليل وتوثيق للتعرف على هوية الجثث، عبر الإجراءات الفنية المعتمدة، وتحت إشراف النيابة العامة".

وسبق للسلطات الأمنية الليبية أن أعلنت خلال الأسابيع القليلة الماضية عن اكتشاف أكثر من مقبرة جماعية، منها مقبرة في منطقة الكفرة، وأخرى في منطقة الواحات، الأمر الذي أثار في حينه قلق بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، التي دعت في بيان وزعته في شهر فبراير الماضي، إلى إجراء تحقيق كامل وسريع وشفاف لضمان تقديم الجناة إلى العدالة.

لكنها المرة الأولى التي تُعلن فيها عن العثور على مقبرة جماعية وسط العاصمة طرابلس، علما وأن منطقة أبو سليم كان يسيطر عليها قائد ما كان يسمى بجهاز دعم الاستقرار عبد الغني الككلي المعروف بـ "غنيوة" الذي قتل الأسبوع الماضي، خلال اشتباكات مسلحة بين قواته وقوات اللواء 444 قتال.

وكان الدبيبة قد أكد يوم السبت الماضي أن "غنيوة"، كان قد فرض سطوته على المنطقة، حيث "أنشأ سجونه الخاصة، بها زنازين مساحتها متر مربع واحد، وفيها وسائل تعذيب مروعة منها المناشير الكهربائية".

وتابع قائلا في كلمة ألقاها ليلة السبت-الأحد الماضية " كان كل من يخالفه يدخله السجن أو المقبرة، وأنا متأكد من أن رصاصة الرحمة كانت أهون على السجناء من ذلك"، على حد تعبيره.

وشهدت العاصمة الليبية طرابلس اشتباكات مسلحة بين تشكيلات عسكرية متنافسة بدأت الإثنين الماضي وتواصلت لساعة متأخرة من ليل الأربعاء-الخميس الماضي، بحسب وسائل إعلام محلية ليبية.

وساد هدوء حذر يوم السبت الماضي في طرابلس، حيث بدت الحركة المرورية تسير بشكل طبيعي في معظم المحاور الرئيسية، رغم الإبقاء على طريق السكة مغلق في الاتجاهين، بسبب وجود مقر رئاسة الحكومة في المنطقة.

وتعاني ليبيا من حالة انعدام الأمن والفوضى منذ سقوط نظام العقيد الراحل معمر القذافي في العام عام 2011، ساهمت في تزايد الانقسامات السياسية التي تعمقت بوجود حكومتين، إحداهما تحظى باعتراف دولي، وهي حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، ومقرها العاصمة طرابلس، وتدير منها غرب البلاد بالكامل.

أما الحكومة الثانية فكلفها مجلس النواب (البرلمان)، وهي برئاسة أسامة حماد، ومقرها في بنغازي، وتدير شرق البلاد بالكامل ومدنا في جنوب البلاد. /نهاية الخبر/