share
arabic.china.org.cn | 19. 05. 2025

مقالة خاصة: في قوانغتشو..آخر حرفي لصناعة قوالب المعجنات يصارع زحف الآلات

arabic.china.org.cn / 14:16:26 2025-05-19

قوانغتشو 19 مايو 2025 (شينخوا) في ورشة لصناعة قوالب المعجنات يدويا في مدينة قوانغتشو حاضرة مقاطعة قوانغدونغ بجنوبي الصين، يعمل يوي تشاو جي البالغ من العمر 65 عاما باقتدار على قطعة خشبية يشبه شكلها لوح تحريك البيتزا ولكنها أكثر سماكة وضيقا، مستخدما سكينه المتخصص في النقش.

وفي غضون دقائق من النقش، ظهرت خطوط دقيقة على الأخاديد الدائرية في الخشب، لتتشكل قاعدة مثالية لقالب كعكة القمر. إنها حرفة أتقنها يوي على مدار نصف قرن، فيما يواصل العمل في إرث عائلي يمتد لأكثر من 160 عاما.

تعد ورشة عائلته المعروفة باسم محل "يوي تونغ" آخر ورشة متبقية في قوانغتشو تصنع يدويا قوالب المعجنات الكانتونية التقليدية والتي أسسها الجد الأكبر لـ يوي في أواخر عهد أسرة تشينغ الإمبراطورية (1644-1911) حيث كانت تنتج قوالب منقوشة يدويا لمجموعة متنوعة من المعجنات الكانتونية مثل كعك القمر والمهر وبسكويت العنقاء لتخدم المطاعم والمخابز والمنازل على حد سواء.

لطالما لعبت القوالب اليدوية دورا أساسيا في صنع المعجنات الكانتونية حيث يتم بواسطتها ضغط العجين في نقوش فنية محفورة داخل أخاديد بأشكال متعددة.

قبل أن تبدأ الآلات في مطلع الألفية باستبدال العمل اليدوي في صناعة القوالب، كان محل "يوي تونغ" يعج بالطلبات من المطاعم والمخابز، خاصة بين سبعينيات وتسعينيات القرن الماضي.

لكن اليوم، أوضح يوي أن القوالب اليدوية تكاد تختفي من صناعة الأغذية في قوانغتشو، حيث إن عملية النقش والتلميع المعقدة تجعلها أكثر تكلفة من نظيراتها المصنعة آليا، قائلا: "السرعة هي كل شيء في عالم اليوم"، دون أن تتوقف يداه عن مواصلة النقش.

على أي حال، فإن فن صناعة قوالب المعجنات هو عكس السرعة تماما، إذ يتطلب سنوات من التعلم والممارسة حتى يتم إتقانه.

فالخشب المستخدم يجب أن يخضع لعملية تجفيف بالهواء تستمر لمدة عامين قبل أن تبدأ عملية النقش، فيما يتضمن صنع قالب معجنات يدويا عشرات الخطوات من الأعمال الدقيقة.

ومع ذلك، يؤمن يوي بأن الآلات لن تتفوق أبدا على الإنسان في هذه الحرفة، قائلا: "العمل الآلي متشابه جدا، يفتقر إلى الروح"، مشيرا إلى أن كل قطعة يدوية فريدة من نوعها، كما أن جانبي وجه الشخص ليسا متماثلين تماما.

ولا يزال يوي يصنع القوالب ويبيعها إلى مطاعم راقية في قوانغتشو وهونغ كونغ، بالإضافة إلى عملاء في أستراليا والولايات المتحدة و"أينما وُجد الصينيون"، على حد قوله.

وتابع قائلا: "بعد كل شيء، جذورهم هنا، ولديهم مشاعر عميقة بالتقاليد والأشياء التقليدية".

ورغم أن أفراد الجيل الجديد من عائلته اختاروا مهنا "أكثر ربحية" كما يقول، إلا أن يوي لا يقلق كثيرا بشأن توارث الحرفة. فقد قام بتدريب عدد من المتدربين، وإن كانت الحرفة بالنسبة لهم مجرد هواية لكنه لا يزال يأمل أن تبقى هذه الحرفة الموروثة حية للأجيال القادمة.

وفي أغسطس عام 2020، تم افتتاح أول مجمّع للتراث الثقافي غير المادي في قوانغتشو أمام العامة، حيث تم تخصيص مساحة لعرض 13 تراثا ثقافيا غير مادي، بغية دمج الثقافة بالسياحة والحفاظ على الحرف التقليدية. وقد تم نقل محل "يوي تونغ" إلى هنا.

وفي محله الجديد، يعرض يوي فنونه للزوار من الصين والخارج، ويقدم ورش عمل تعليمية لصناعة القوالب منها ورش تجارية عامة وأخرى مدعومة من الحكومة. ويتراوح المشاركون من الأطفال إلى كبار السن.

وقال يوي: "بعض المشاركين يأتون للمتعة، والبعض لتحدي أنفسهم" لافتا إلى أن الأعمال اليدوية لا تزال تحظى بإعجاب الكثيرين لأنها "مصنوعة من القلب وتحمل الدفء والمشاعر".

وختم يوي حديثه قائلا: "إذا صنعت القالب بنفسك، حتى وإن لم يكن مثاليا، فالمعجنات التي ستصنعها به ستكون ألذ طعما"، مضيفا بعد وقفة تفكير: "من الصعب وصف الشعور بالكلمات". 

   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号