share
arabic.china.org.cn | 18. 05. 2025

الدبيبة يؤكد أن حكومته لن تتسامح مع الميليشيات "الغاشمة والظالمة"

arabic.china.org.cn / 18:32:15 2025-05-18

طرابلس 18 مايو 2025 (شينخوا) أكد رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة أن حكومته لن تتسامح مع الميليشيات التي وصفها بـ "الغاشمة والظالمة" بعد اشتباكات عنيفة وقعت خلال الأيام الماضية بين تشكيلات عسكرية متنافسة في العاصمة طرابلس.

وقال الدبيبة في كلمة مصورة بُثت في ساعة متأخرة من مساء السبت إن "مشروعي هو ليبيا خالية من الميليشيات والفساد.. أريد دولة القانون والمؤسسات، وطرابلس آمنة وبدون ميليشيات غاشمة وظالمة.. وليبيا ستكون أفضل".

وتحدث الدبيبة في كلمته عن التطورات الأخيرة في طرابلس، قائلا إنه بعد "ثورة 17 فبراير" 2011 التي أطاحت بنظام العقيد الراحل معمر القذافي إن الميليشيات "تغولت في جميع المدن والقرى وسيطرت على المشهد المالي والاقتصادي وحتى الاجتماعي".

وأضاف أن بعض الميليشيات "استغلت نفوذها وفرضت سطوتها على المؤسسات الحكومية، وأصبحت أكبر وأقوى من الدولة"، لافتا إلى أن هذه الميليشيات "انقسمت إلى ثلاث مجموعات، الأولى انسحبت وعادت لحياتها، والثانية اندمجت في مؤسسات الدولة، والثالثة اعتمدت على ابتزاز الدولة".

وأوضح في هذا الصدد أن قائد "جهاز دعم الاستقرار" عبد الغني الككلي المعروف باسم "غنيوة"، كان "يسيطر على 6 مصارف في الدولة، ومن يخالفه يدخله السجن أو المقبرة".

وتابع قائلا إن "غنيوة صار يقبض على المواطنين دون علم من الدولة، وأنشأ سجونه الخاصة، وابن أخته سيف الككلي، أعدم 15 شخصا في ليلة واحدة بدم بارد... كما أن سجون غنيوة بها زنازين مساحتها متر مربع واحد، وفيها وسائل تعذيب مروعة منها المناشير الكهربائية، وأنا متأكد من أن رصاصة الرحمة كانت أهون على السجناء من ذلك"، على حد تعبيره.

وتطرق الدبيبة في كلمته إلى الأحداث التي وقعت في منطقة أبو سليم بالعاصمة طرابلس يوم الإثنين الماضي، التي قُتل فيها غنيوة، في عملية وُصِفت بـ "الأمنية المعقدة" داخل معسكر التكبالي، مقر "اللواء 444 قتال" الموالية لحكومة الدبيبة.

وقال إن "العملية الأمنية في أبو سليم تمت بشكل سلس وبأقل ضرر ممكن في الأرواح والممتلكات، وهي تعتبر عملية ناجحة على جميع المستويات، رغم بعض التجاوزات التي حدثت مؤخرا".

وكانت هذه العملية تسببت في اندلاع اشتباكات مُسلحة وُصفت بالعنيفة بين قوات "جهاز دعم الاستقرار" الموالية لعبد الغني الككلي "غنيوة" و"اللواء 444" الموالي للدبيبة، وخلفت 53 قتيلا بينهم مصري ونيجيري وأربع نساء ليبيات، بحسب بيان نشرته المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا في وقت سابق.

وأقر الدبيبة بحصول بعض "الأخطاء في عدد من أحياء العاصمة طرابلس منها بن عاشور"، لكنه عاد وأكد أنه لن يتراجع عن القرارات التي اتخذها قائلا "من يريد الانضمام لمؤسسة الدولة فمرحبا به، ومن يريد الابتزاز والخطف بقوة السلاح، لا يمكن أن نقبل به.. الآن كسرنا حاجز الخوف.. ولا يجب الدفاع عن المبتزين والمجرمين".

وتوقف قليلا أمام المظاهرات الشعبية الحاشدة التي عرفتها طرابلس، وقال إن تلك المظاهرات "مزعجة ولكن تحملتها، ثم أن الكثير منها كانت مدفوعة وخرجت لأغراض سياسية".

ولم يتطرق الدبيبة إلى موجة الاستقالات من تشكيلة حكومته، واكتفى بالإشارة إلى أن عددا من وزراء حكومته "صاروا يخشون فعلا من عدم تنفيذ أوامر الكابوس (أي شقيق غنيوة) لأنهم سيجدون السجون والتهديدات وأساليب التعذيب في انتظارهم".

وجاءت كلمة الدبيبة في أعقاب مظاهرات حاشدة شهدتها طرابلس ضمن إطار "جمعة الغضب" للمطالبة برحيله، وقد ترافقت تلك المظاهرات مع تسجيل سلسلة من الاستقالات لعدد من الوزراء وكبار المسؤولين الحكوميين، وضابط أمنى كبير من مناصبهم في حكومة الوحدة الوطنية.

ونفت حكومة الدبيبة في وقت سابق هذه الاستقالات، غير أن الوزراء الذين أعلنوا استقالاتهم ظهروا في مقاطع فيديو أكدوا فيها استقالتهم من مناصبهم.

وبحسب وسائل اعلام ليبية محلية، فإن هدوءا حذرا ساد يوم السبت العاصمة طرابلس، حيث بدت الحركة المرورية تسير بشكل طبيعي في معظم المحاور الرئيسية، رغم الإبقاء على طريق السكة مغلقا في الاتجاهين بسبب وجود مقر رئاسة الحكومة في المنطقة.

وتعاني ليبيا منذ الإطاحة بنظام العقيد الراحل معمر القذافي في العام 2011 من فوضى وانقسامات سياسية تعمقت بوجود حكومتين، إحداهما تحظى باعتراف دولي، وهي حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة في طرابلس، والثانية كلفها مجلس النواب برئاسة أسامة حماد ومقرها بنغازي شرق البلاد. /نهاية الخبر/

   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号