share
arabic.china.org.cn | 17. 05. 2025

تقرير ميداني: غزيون ينتقدون تصريحات ترامب "الاستفزازية" تجاه غزة ويصفونها بـ"المراوغة السياسية"

arabic.china.org.cn / 01:57:37 2025-05-17

غزة 16 مايو 2025 (شينخوا) أثارت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن قطاع غزة، خلال جولته الخليجية الأخيرة، موجة غضب واستياء واسع في الأوساط الفلسطينية، إذ اعتبرها كثيرون "استفزازية" و"متناقضة"، تعكس تجاهلا لمعاناة أكثر من مليوني فلسطيني محاصرين تحت نيران الحرب.

واختتم ترامب اليوم (الجمعة) جولته إلى الشرق الأوسط، والتي استمرت أربعة أيام، حيث وصل يوم الثلاثاء إلى السعودية، ومن ثم زار قطر، فيما وصل إلى الإمارات يوم الخميس، موقعا على اتفاقيات اقتصادية "كبيرة".

غير أنه - وعلى عكس ما كان متوقعا - تجاهل ترامب التطرق إلى القضية الفلسطينية والحرب الإسرائيلية الدائرة في قطاع غزة، مكتفيا بتصريحات مقتضبة، لكنها كانت كفيلة بنزع فتيل "غضب الفلسطينيين" بشكل عام وسكان قطاع غزة بشكل خاص.

وخلال تصريحاته للصحفيين في أبو ظبي، قال ترامب إن "الناس يتضورون جوعا في غزة، وإن الولايات المتحدة ستعمل على حل المشكلة".

وجاءت هذه التصريحات بعد يوم من تصريح له في الدوحة، قال فيه إن بلاده "تريد أن تسيطر على غزة وتحولها إلى منطقة حرية".

وقوبلت هذه التصريحات بتشكيك وانتقاد واسع داخل الأراضي الفلسطينية، خاصة في ظل تجاهله الحديث عن وقف إطلاق النار، في وقت تصعد فيه إسرائيل غاراتها الجوية على القطاع، ما أسفر عن سقوط مئات الضحايا خلال الأيام الأخيرة، كانت أصعبها الليلة الماضية.

-- لعبة سياسية بمصير غزة

في حي الرمال بمدينة غزة، جلس خليل قاسم، نازح من بلدة بيت لاهيا، بجوار خيمته، يتصفح هاتفه المحمول بحثا عن أخبار جديدة، قبل أن يعلق على تصريحات ترامب قائلًا "بالنسبة لترامب، أنا لا أفهم كيف يتغير في مواقفه كما لو أنه يلعب كرة قدم مع العالم … أحيانا نشعر أن هناك أملا في تصريحاته، لكنه سرعان ما يكشف أن ما يهمه فقط هو مصلحة أمريكا وإسرائيل".

وأضاف قاسم لوكالة أنباء ((شينخوا)) "خلال زيارته للخليج، حصل على أموال طائلة، ولم يسأل عن سكان غزة، رغم أن حماس سلمته الرهينة عيدان أليكسندر"، مشددا على أن ترامب يجيد "المراوغة السياسية"، على حد قوله.

وتابع "كان من المفترض أن تتوقف الحرب ويتم إدخال المساعدات، لكن هذا لم يحدث، اليوم فقط قتل أكثر من 100 شخص في شمال غزة، فأين اهتمامه بمعالجة الوضع؟".

واستطرد "ترامب يمارس التمثيل على حماس وعلى جميع الفلسطينيين دون استثناء، لو أراد الجدية، لأجبر إسرائيل على وقف الحرب".

-- انتقادات شعبية للانحياز الأمريكي

من جهته، قال عماد أبو عمر وهو مواطن من غزة لـ((شينخوا)) إن الدور الأمريكي في الصراع "سلبي ومنحاز تماما ولا يمكن الوثوق به، لا يمكننا أن ننسى بأن ترامب هو من أعلن أن القدس عاصمة إسرائيل الأبدية خلال فترة رئاسته الأولى في العام 2018، وهو من أعلن أيضا عن صفقة القرن التي تلغي حقوق الفلسطينيين في أرضهم".

ببساطة، أضاف أبو عمر "ترامب جاء اليوم ليكمل مسيرته في تحقيق أحلام إسرائيل، وأن ينفذ صفقة القرن".

وتابع "غزة بالنسبة لترامب ولغير ترامب من الرؤساء الأمريكان ما هي سوى لعبة شطرنج يتحكمون بها وفق أهدافهم السياسية، دون الاكتراث بالوضع الإنساني الصعب في غزة".

أما صفية أبو جامع من مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، فقالت إنها لم تستغرب التصريحات، التي أدلى بها ترامب خاصة وأنه "معروف عنه عداؤه للوجود الفلسطيني ومساندته غير المتناهية لإسرائيل".

وقالت أبو جامع لـ((شينخوا)) "لن يكون هناك سلام في غزة، ولن يفعل ترامب أي شيء لأهل غزة سوى منح إسرائيل الضوء الأخضر لقتل أكبر عدد ممكن منا وتهجير من سيبقى على قيد الحياة".

وأضافت "هذا غير مستبعد، فلا يمكن إنكار حقيقة أن الولايات المتحدة الأمريكية أقامت دولتها على أنقاض الهنود الحمر"، متسائلة "فماذا لو أبادوا أهل غزة كي يقيم مشروعه الاستعماري الأكبر - ريفيرا الشرق الأوسط - فوق أنقاض حياتنا وأرضنا وجثثنا؟"، على حد تعبيرها.

أما إبراهيم أصليح من مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، فيؤمن بأن واشنطن لن تساهم في وقف الحرب إلا إذا وجدت مصلحتها في ذلك.

وقال أصليح لـ((شينخوا)) "منذ أكثر من 19 شهرا ونحن نقتل وتدمر بيوتنا بالسلاح الأمريكي، لا يمكن للجلاد أن يحمي الضحية إلا لو أراد مصلحة من وراء ذلك".

وأضاف أن تصريحات ترامب "تعكس رغباته الشخصية، لكنها تصطدم بإرادة شعب فلسطيني متمسك بأرضه، لن يقبل بمثل هذه التصريحات لا الآن ولا لاحقًا".

-- تجاهل وقف إطلاق النار

ويرى محللون فلسطينيون أن ترامب، الذي يسعى إلى تحقيق مكسب شخصي، يحاول تقديم نفسه كفاعل إقليمي، لكن خطابه لا يعكس إدراكا حقيقيا لتعقيدات الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي.

وقال أمجد أبو العز، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العربية الأمريكية، إن تصريحات ترامب "افتقرت إلى التوازن"، مشيرا إلى تجاهله الصريح لملف وقف إطلاق النار.

وأضاف لـ((شينخوا)) "لم يتطرق ترامب إلى وقف الحرب إلا ضمنيا خلال القمة الخليجية الأمريكية، حين دعا إلى الإفراج عن جميع الرهائن والعمل من أجل إحلال السلام، دون تفاصيل أو التزام واضح".

وأكد أبو العز أن "واشنطن لن تتخلى عن إسرائيل، فهي دولة وظيفية بالنسبة للولايات المتحدة ذات مهام استراتيجية"، لكنه لفت في المقابل إلى أن "هناك محاولة أمريكية لإعادة صياغة التحالفات الإقليمية، قد تضع إسرائيل أمام خيارات صعبة، خاصة في ظل التوتر المتزايد بين ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو".

وأوضح أن "ما يجري ليس سياسة قائمة على مبادئ، بل إعادة ترتيب للمصالح، وقد تجد إسرائيل نفسها أمام اختبار جدي، إما الاندماج في محور إقليمي جديد أو فقدان مكانتها كمركز ثقل في السياسة الأمريكية بالشرق الأوسط". /نهاية الخبر/

   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号