عمان 14 مايو 2025 (شينخوا) "طيَّ القماش وربطه، ثم وضعه في الصبغة، وبعد فترة يتم إخراجه منها"، هكذا شرحت الفتاة لينا مرعي عودة، باللغة الصينية عملية فن الصباغة الصينية، وهي تؤدي عرض المواهب خلال مسابقة جسر اللغة الصينية لطلاب جامعات الأردن.

وما قدمته لينا، وهي إحدى المشاركات في النهائي الإقليمي للمسابقة، هو فن الصباغة بالربط المشهور في مقاطعة يوننان جنوب غربي الصين، والذي شغفت به الفتاة مؤخرا عندما تعلمته في معهد طلال أبوغزالة كونفوشيوس.

وقررت لينا أن تعرض هذا الفن في مسابقة "جسر اللغة الصينية"، التي أقيمت اليوم (الأربعاء) في كلية الآداب في الجامعة الأردنية وبالتعاون بين الجامعة والمركز الثقافي الصيني في عمان وبرعاية السفارة الصينية لدى الأردن.

وتعتبر المسابقة جزءا من الدورة الـ24 لمسابقة "جسر للغة الصينية" لطلاب الجامعات في العالم، حيث أظهرت شغف الطلاب الجامعيين الأردنيين باللغة والثقافة الصينية.

وقدم 13 طالبا من مختلف الجامعات الأردنية أداء رائعا من خلال ثلاث فقرات: الأولى في الخطابة في مدة أقل من ثلاث دقائق، تليها فقرة السؤال والجواب حول معلومات عن الثقافة والمعرفة الصينية، وأخيرا تقديم عرض المواهب.

وعرض المتسابقون من خلال خطاباتهم مفهومهم لموضوع المسابقة "عالم واحد عائلة واحدة"، وقالوا إن الصينيين منذ القدم اعتبروا أن العالم عائلة واحدة بالرغم من اختلاف الثقافات، ولا يمكن للبشر تحقيق مستقبل مشترك إلا من خلال التعاون والتضامن والاحترام المتبادل، وهذا ما ينعكس في الثقافة الأردنية والعربية.

وفي هذه الفقرة، اقتبس المتسابقون كثيرا من الشعر الصيني القديم والحديث لتفسير موضوع خطاباتهم.

وفي فقرة السؤال والجواب، اختار الطلاب عشوائيا مجموعة من الأسئلة للإجابة عنها، وغطت الأسئلة المعلومات الثقافية واللغوية والتاريخية وغيرها من الأسئلة المتعلقة بالصين.

ومع تنوع الأسئلة والمجالات التي تغطيها، كانت إجابات المتسابقين عفوية وصحيحة.

وفي الفقرة الثالثة، قدم المتسابقون عروضا شملت البرنامج الحواري وإلقاء قصيدة أو تقديم أغنية أو تعليق صوتي على مقطع فيديو.

ووصفت المديرة الأردنية لمعهد كونفوشيوس في جامعة فيلادلفيا ديما الملاحمة المسابقة بأنها رائعة جدا، حيث قدم الطلبة مواهبهم من عدة جوانب، سواء كان الغناء بالصينية والعروض الفكاهية والمهارات الأخرى، مشيرة إلى أن ذلك يعكس اهتمام الطلاب الأردنيين بتعلم اللغة الصينية والثقافة الصينية.

وأضافت أن الجامعات والمعاهد والمراكز المتوفرة في الأردن لتعليم اللغة الصينية شهدت إقبالا كبيرا من الطلاب وتطورا مستمرا في مستوى الطلبة من عام إلى عام.

وقالت لينا، وهي طالبة في السنة الرابعة في الجامعة الأردنية، إنها بعد دراسة اللغة الصينية، أصبحت تحب الثقافة الصينية أكثر فأكثر، وخاصة العناصر الثقافية التي تظهر في مختلف القوميات الصينية.

من جهته، قال يونس أبو السندس الفائز بجائزة الدرجة الأولى، وهو في السنة الرابعة في جامعة فيلادلفيا، إنه سعيد جدا اليوم للمشاركة في المسابقة التي عكست جميع المواهب المتعلقة باللغة الصينية، منها الشعر والأغاني والعروض الكوميدية، مضيفا أنه فخور بجميع زملائه لأنهم أبهروه بالمواهب المتعلقة بالصينية.

وقام السفير الصيني لدى الأردن تشن تشوان دونغ خلال الحفل بتسليم الجائزة ليونس.

وقال السفير تشن في كلمة له خلال الحفل إن اللغة هي جسر يربط بين الأرواح والقلوب، وهكذا يتعرف الشباب الأردنيون، عبر هذا الجسر،على الصين، ويفهمون ثقافتها ويتذوقون جمالها وينسجون مع الصين علاقات من المودة والمحبة.

وأضاف أن اللغة هي نافذة معرفتنا بالعالم، ومن خلالها نتمكن من اكتشاف الكون بكل تفاصيله. من خلال اللغة الصينية نلمس جمال الحروف الصينية المتقنة ونستمتع بألحان الشعر الفاتنة ونغوص في عمق الحضارة الصينية. ومن خلال اللغة الصينية، نلمس نبض التحولات الزمنية ونقترب من الصين الحديثة التي تتسم بالانفتاح والتسامح وتطورها السريع الذي لايتوقف.

ويعد الأردن من أوائل الدول العربية التي أسست معهد كونفوشيوس، حيث يضم اليوم معهدي كونفوشيوس وسبعة مراكز تعليمية لتعليم اللغة الصينية، وقد زاد عدد الطلاب الذين يتعلمون اللغة الصينية عن ألف طالب.

بدوره، قال هو شو هونغ، وهو أستاذ في قسم اللغة الصينية بكلية اللغات الأجنبية بالجامعة الأردنية، والذي قد قام بتدريس اللغة الصينية في الأردن لثلاثة أعوام، إن المستوى اللغوي للطلاب الأردنيين ارتفع بسرعة خلال هذه السنوات سواء من ناحية اللغة الشفوية أو إتقان القواعد اللغوية.

وأضاف أنه نظرا لتطور الانترنت وشغف الطلاب باللغة الصينية والثقافة الصينية، ازدادت حماسة دراستهم لاتقان اللغة الصينية، ليتعرفوا على الثقافة الصينية أكثر فأكثر.