إزنيق، تركيا 13 مايو 2025 (شينخوا) قال مسؤول محلي هنا إن شراكة متنامية بين مركز صناعة السيراميك التاريخي إزنيق التركية وجينغدهتشن الصينية، التي غالبا ما يطلق عليها "عاصمة الخزف"، تهدف إلى إحياء التقاليد الحرفية التي تعود إلى قرون من خلال دمج التراث الثقافي مع التعاون الحديث.

وأصبحت إزنيق، المشهورة ببلاط الكوارتز المزجج النابض بالحياة الذي ازدهر خلال الإمبراطورية العثمانية من أواخر القرن الخامس عشر إلى القرن السابع عشر، وجينغدهتشن، التي تمتلك إرثا من صناعة الخزف يمتد لحوالي 1700 عام، مدينتين شقيقتين في عام 2021. ومنذ ذلك الحين، نضجت الشراكة إلى تعاون أوسع قائم على الحرفية والتبادل الثقافي المشترك.

وقال أحمد كايا، نائب رئيس بلدية إزنيق، في مقابلة حديثة مع وكالة ((شينخوا))، إن العلاقة بين مدينته وجينغدهتشن قد تحسنت بسبب زيادة تبادل الوفود الرسمية.

وأضاف كايا "أهم مشروع مشترك لدينا الآن هو إنشاء منشأة مشتركة لإنتاج السيراميك والخزف في إزنيق".

وتابع قائلا "هذا ليس مجرد إنتاج، إنه تكامل ثقافي يجمع الحرفيين الأتراك والصينيين جنبا إلى جنب. نرى قيمة كبيرة في مزج التقاليد والحرفية".

وأشار كايا إلى أنه بمجرد تشغيلها، من المتوقع أن تخدم المنشأة كمعلم ثقافي ومحفز اقتصادي، مما يعزز هوية إزنيق مع تعزيز العلاقات مع واحدة من أكثر مراكز الخزف تأثيرا في العالم.

ويشمل التعاون أيضا عناصر تجارية وتعليمية. وقال كايا إن المدينتين عملتا معا لفتح منفذ بيع بالتجزئة في اسطنبول، يعرض بلاط إزنيق وخزف جينغدهتشن. وأضاف "أنها خطوة أولى صغيرة ولكنها مهمة في جهود التسويق المشترك".

ويعد تبادل الحرفيين أيضا جزءا مركزيا من المبادرة. حيث زار العديد من الحرفيين الأتراك، بما في ذلك عادل كان جوفين، وهو حرفي معترف به كـ"كنز إنساني حي" من قبل وزارة الثقافة والسياحة التركية، مدينة جينغدهتشن لدراسة أساليب الإنتاج المعقدة. ويدير جوفين ورشة عمل عائلية في إزنيق ويسعى لتعليم جيل أصغر من الحرفيين في المدينة.

ويعرف بلاط إزنيق المميز بتصميماته الزرقاء الداكنة والفيروزية والخضراء والحمراء التي غالبا ما تكون زهرية، مع زهور التوليب والقرنفل حيث زُينت به القصور الإمبراطورية والمساجد ولكنه شهد تراجعا في القرون اللاحقة. وقد اكتسبت الجهود لإحياء هذا الفن زخما في السنوات الأخيرة.

وقال كايا "نحن حريصون على إرسال المزيد من حرفيينا الشباب والقدامى إلى جينغدهتشن والتعلم مباشرة من تقنياتهم وعملياتهم".

وقد سافر كايا نفسه إلى جينغدهتشن في عام 2024 لحضور معرض دولي للخزف. وقال "كان الفنانون والمتحمسون من جميع أنحاء العالم هناك. كان الأمر مثيرا للغاية بالنسبة لي"، مضيفا "ألهمنا ذلك لبدء التخطيط لندوة عن بلاط وسيراميك إزنيق. قد لا تكون بنفس الحجم في البداية، لكننا بدأنا".

وقد بدأت بالفعل الاستعدادات للندوة. ويعمل مسؤولون في التراث الخزفي من إزنيق مع جامعات وأكاديميين من تركيا والصين ودول أخرى في نفس المجال لضمان أن يكون للحدث تأثير قوي، كما أضاف المسؤول.