غزة 13 مايو 2025 (شينخوا) قتل ثلاثة فلسطينيين، بينهم صحفي، وأصيب آخرون، من بينهم أفراد من الطواقم الطبية، جراء قصف إسرائيلي استهدف فجر اليوم (الثلاثاء) مبنى الجراحات في مجمع ناصر الطبي بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، وفق ما أعلنت وزارة الصحة في القطاع.

وقالت الوزارة، في بيان، إن القصف ألحق دمارا واسعا في قسم الحروق وأقسام طبية أخرى داخل المستشفى، وأدى إلى إصابة عدد من العاملين الصحيين أثناء تأدية مهامهم.

وأكدت الوزارة أن "الاحتلال ارتكب جريمة نكراء باستهدافه المباشر للمرضى والجرحى داخل المستشفى"، مشيرة إلى أن الهجوم يأتي في وقت تواجه فيه المنظومة الصحية في غزة انهيارا شبه كامل بسبب استمرار الأعمال القتالية والحصار.

وذكرت مصادر طبية وصحفيون أن أحد القتلى هو الصحفي الفلسطيني حسن عبد الفتاح اصليح، الذي كان يتلقى العلاج داخل المستشفى جراء إصابة سابقة تعرض لها في السابع من أبريل الماضي، إثر غارة استهدفت خيمة للصحفيين قرب مجمع ناصر الطبي.

وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن في أبريل مسؤوليته عن قصف الخيمة، ما أدى إلى مقتل صحفي ومدني، وإصابة تسعة صحفيين آخرين.

وأوضح المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن مقتل اصليح يرفع عدد الصحفيين الذين قتلوا منذ بداية الحرب في السابع من أكتوبر 2023 إلى 215 صحفيا، مشيرا إلى أن اصليح كان يعمل مديرا ومراسلا ميدانيا محليا في وكالة "علم 24" للأنباء.

ودان المكتب ما وصفه بـ"الاستهداف الممنهج للصحفيين والمؤسسات الإعلامية"، مطالبا المجتمع الدولي بـ"إدانة هذه الجرائم ومحاسبة مرتكبيها"، محذرا من أن "الصمت الدولي يغذي استباحة أرواح الصحفيين في غزة".

من جانبه، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، إن سلاح الجو نفذ "غارة دقيقة" استهدفت "عناصر بارزين" في حركة حماس داخل ما وصفه بـ"مجمع قيادة وسيطرة أقامته الحركة داخل مستشفى ناصر".

وأضاف أدرعي، في بيان صحفي، أن "قادة حماس يواصلون استغلال المنشآت المدنية، بما فيها المستشفيات، لأغراض عسكرية، مستخدمين المدنيين كدروع بشرية"، على حد تعبيره.

وأكد أن الجيش الإسرائيلي اتخذ "إجراءات عدة لتقليل الأضرار بين المدنيين"، شملت استخدام ذخيرة دقيقة واستطلاعا جويا وجمع معلومات استخبارية.

وأشار إلى أن المستشفى ذاته استخدم سابقا من قبل إسماعيل برهوم، وهو قيادي في حماس قتل في غارة إسرائيلية في شهر مارس الماضي.

ونعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الصحفي حسن اصليح، وقالت إنه "كان من أبرز من نقلوا معاناة الفلسطينيين إلى العالم، وشكل رمزا إعلاميا في مواجهة الحرب".

وتأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه المرافق الطبية في غزة شللا شبه تام، مع نقص حاد في الإمدادات الطبية، وانقطاع متكرر للكهرباء، وعجز المستشفيات عن استقبال مزيد من الجرحى، وفق ما تفيد به وزارة الصحة.

وتقول الوزارة إن حصيلة القتلى في القطاع تجاوزت 52 ألفا منذ بداية الحرب، غالبيتهم من النساء والأطفال، بينما تؤكد منظمات إغاثة أن القطاع يواجه أزمة إنسانية غير مسبوقة في ظل الحصار والدمار الذي طال البنية التحتية والخدمات الأساسية.

وفي سياق متصل، استهدفت غارات إسرائيلية عدة مناطق في غزة، من بينها مبنى يأوي نازحين في حي الدرج بمدينة غزة، ما أدى إلى مقتل امرأة فلسطينية وإصابة آخرين.

كما شنت الطائرات الحربية والمسيرات الإسرائيلية غارات على مناطق مختلفة في مدينة خان يونس، في وقت تواصل فيه التصعيد العسكري.

وتأتي هذه الهجمات بعد ساعات من إفراج كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، عن الجندي الإسرائيلي عيدان ألكسندر، الذي يحمل الجنسية الأمريكية، في إطار جهود الوسطاء للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وفتح المعابر أمام المساعدات.

وقالت كتائب القسام في بيان إنها أفرجت عن الجندي "بعد اتصالات مع الإدارة الأمريكية أبدت فيها حركة حماس مرونة عالية"، مشيرة إلى أن "المفاوضات الجادة والمسؤولة تحقق نتائج في ملف الأسرى، في حين أن استمرار العدوان يطيل معاناتهم وقد يهدد حياتهم".

وأكدت حماس استعدادها "للشروع الفوري في مفاوضات للوصول إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار، وانسحاب الجيش الإسرائيلي، ورفع الحصار، وتبادل الأسرى، وإعادة إعمار قطاع غزة".

ودعت الحركة الإدارة الأمريكية إلى مواصلة جهودها لإنهاء ما وصفته بـ"الحرب الوحشية" التي يشنها الجيش الإسرائيلي على المدنيين في القطاع. /نهاية الخبر/