ريو دي جانيرو 13 مايو 2025 (شينخوا) صرح الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا بأن بلاده تهدف إلى العمل مع الصين لتعزيز صوت دول الجنوب العالمي في الدفاع عن التعددية والتجارة الحرة.

وأشار الرئيس البرازيلي في مقابلة حديثة مع وسائل الإعلام الصينية في البرازيل، قبيل بدء زيارته الحالية للصين، إلى أن البلدين يمكنهما الاستفادة من منصات مثل منتدى الصين-سيلاك (مجموعة دول أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي)، ومجموعة بريكس، وقمة الأمم المتحدة لتغير المناخ (كوب 30) المقررة عام 2025، للتعاون في تعزيز هذه القضايا.

وقال لولا "ترى البرازيل في الصين شريكا سياسيا واقتصاديا وشريكا استراتيجيا قويا للغاية في هذا العالم المضطرب في القرن الحادي والعشرين".

وأضاف أن زيارته للصين تأتي لمواصلة العلاقات الجيدة التي أقامتها البرازيل مع الصين في السنوات الأخيرة، مشيرا إلى أن العلاقات الثنائية تتحسن وتكتسب أهمية استراتيجية أكبر.

وتابع "لا نريد هيمنة دولة واحدة على الدول الأخرى. ولا نريد هيمنة عملة واحدة على العملات الأخرى. ما نريده هو أن تكون التجارة عادلة ومتوازنة، وأن يتمكن الجميع من البيع والشراء على قدم المساواة".

وأكد لولا أنه بينما تسعى البرازيل إلى الدفاع عن السلام والتعددية ونظام تجاري عادل ومتوازن، فإن تعاونها مع الصين ودول الجنوب العالمي الأخرى من شأنه أن يمكنهم من ممارسة تأثير أكبر على الساحة الدولية.

وقال "أؤمن أن الجنوب العالمي يمثل الحداثة السياسية في القرن الواحد والعشرين. إنني فخور للغاية بوصولنا إلى ما نحن عليه الآن. من الممكن أن ننمو أكثر، لأن هناك الكثيرين الذين يرغبون في الانضمام للجنوب العالمي".

وفيما يتعلق بالتجارة، أشار الرئيس إلى أن البرازيل، أكبر اقتصاد في أمريكا اللاتينية، لديها حجم تجاري كبير مع الصين. ومع ذلك، فإن النمو السريع في العلاقات التجارية بين البلدين يشير إلى وجود إمكانات أكبر لتبادل تجاري واستثماري.

وذكر أن مجموعة من قادة الأعمال البرازيليين سيرافقونه في زيارته إلى الصين لإقامة شراكات جديدة مع رجال الأعمال الصينيين، خاصة في مجالات مثل البنية التحتية والمناجم والطاقة.

كما أعرب عن رغبته في رؤية المزيد من التعاون في مجال العلوم والتكنولوجيا، وخاصة في الفضاء. وقال "لدينا اتفاقية مع الصين بشأن الأقمار الصناعية، ونريد تحسين مشروعي القمرين الاصطناعيين المشتركين 5 و6 لمراقبة الموارد الأرضية".

وأضاف أن البرازيل ترغب في مناقشة موضوع الذكاء الاصطناعي مع الصين "لضمان استخدام الذكاء الاصطناعي لخدمة البشرية جمعاء وليس حفنة من الدول".

وقال إن البرازيل ستستضيف قمة (كوب 30) في وقت لاحق من هذا العام، وتأمل في إقامة شراكة قوية مع الصين في هذا الشأن، مشيرا إلى أن الصين حققت تقدما ملحوظا في مكافحة تغير المناخ، ويمكنها مشاركة تجربتها فيما يتعلق بانتقال الطاقة خلال المؤتمر.

ومن المقرر أن يشارك لولا في الاجتماع الوزاري الرابع لمنتدى الصين-سيلاك خلال هذه الزيارة، واصفا الحدث بأنه فرصة عظيمة لدول أمريكا اللاتينية لإقامة علاقة استراتيجية مع الصين.

وشدد على أهمية اللقاءات بين قادة الأعمال، قائلا "السياسيون يعرفون كيف يفتحون الأبواب، لكن الذين يعرفون كيف يديرون الأعمال هم قادة الأعمال".

ورفع البلدان في نوفمبر الماضي علاقاتهما إلى مستوى مجتمع صيني-برازيلي ذي مستقبل مشترك من أجل عالم أكثر عدلا وكوكب أكثر استدامة.

وتعهد لولا بأن تعمل البرازيل بجد من أجل تحقيق هذا الهدف مع الصين.