arabic.china.org.cn | 12. 05. 2025 | ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
أسوان، مصر 11 مايو 2025 (شينخوا) وقف السائح الإسباني برايس ريكاري مبهورا يتأمل عمودا ضخما داخل أحد المعابد المفتوحة في مجمع معابد فيلة على ضفاف نهر النيل في مدينة أسوان الساحرة بجنوب مصر، متأملا تناظر الأعمدة الشاهقة والنقوش الدقيقة المنحوتة منذ آلاف السنين.
وشيدت معابد فيلة خلال العصر البطلمي وكرست للإلهة إيزيس، وتتميز المعابد برؤوس أعمدة على هيئة تيجان نباتية وجدران مغطاة بالنقوش الهيروغليفية، ونقوش بارزة للآلهة القديمة، وأبدى ريكاري دهشته بمدى تعقيد وفخامة هذه الهياكل الحجرية القديمة، قائلا: "إنه مكان ساحر ومذهل".
وأُذهل ريكاري أيضا عندما علم أن مجمع معابد فيلة قد تم نقله قطعة تلو الأخرى إلى جزيرته الحالية منذ عقود، ضمن حملة بقيادة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) لإنقاذه من الغمر.
وقال السائح الإسباني لوكالة أنباء ((شينخوا)): "من الصعب تخيل الجهد الذي تطلبه نقل كل هذا إلى هنا - آلاف العمال والأثريين، رافعات ثقيلة - إنه أمر لا يُصدق".
بالنسبة لريكاري، البالغ من العمر 28 عاما، كانت الزيارة إلى جنوب مصر أكثر من مجرد محطة لمشاهدة المعالم السياحية، حيث قال: "مصر القديمة هي مهد الحضارة، فكل شيء بدأ هنا"، مضيفا: "لقد نقشوا تاريخهم كي تتوارثه الأجيال، إنها رسالة لا تزال حية ومستمرة".
وتعد أسوان والأقصر في صعيد مصر وجهتين رئيسيتين للزوار الأجانب الباحثين عن السياحة الثقافية.
وتشكل المحافظتان ممرا تاريخيا على طول نهر النيل، حيث تضمان بعض أشهر المواقع الأثرية في العالم، فبينما تتميز أسوان بفخامة وبهاء مجمع معابد فيلة، والتماثيل العملاقة المنحوتة في الصخر في أبو سمبل جنوبا، وسحر القرى النوبية النابض بالحياة، تأسر الأقصر الزوار بالمقابر الملكية في وادي الملوك، ومجمع معابد الكرنك الشاسع، ومعبد حتشبسوت الجنائزي.
وفي عام 2024، استقبلت مصر رقما قياسيا من السياح بلغ 15.7 مليون سائح، مقابل 14.9 مليون سائح في العام السابق له، وفقا لوزارة السياحة والآثار.
ولم يكن هذا التزايد مفاجئا لمحمد عثمان، رئيس لجنة تسويق السياحة الثقافية في صعيد مصر، الذي عزاه إلى تحسين البنية التحتية السياحية، والجولات الترويجية العالمية للآثار المصرية في المتاحف الدولية الكبرى، والافتتاح المرتقب للمتحف المصري الكبير.
وقال عثمان: "لقد رأينا أيضا المزيد من السياح من دول جديدة، وليس فقط من الدول التقليدية" ،مضيفا: "معظم السياح الذين يزورون الأقصر يأتون أيضا إلى أسوان والعكس صحيح، بسبب غناهما الثقافي ".
وكانت الشابة المكسيكية هيما دوران من بين الزائرين الجدد لجنوب مصر، حيث وصفت أسوان بأنها مدينة "دافئة وتلامس القلب".
واستمتعت دوران بالتسوق لشراء الهدايا التذكارية في قرية نوبية مجاورة، وقالت: "الناس هنا طيبون للغاية، ويقدمون لك ما يملكون بمحبة، حتى أنني دعيت لتناول العشاء من قبل عائلة نوبية، "قلما تجد هذا المستوى من كرم الضيافة في أماكن أخرى".
وأوضحت دوران أنها تنوي مواصلة رحلتها الثقافية في مصر، "بعد أسوان سوف أزور الأقصر، ثم مدينة الغردقة على البحر الأحمر، فأنا أريد أن استكشف الثقافة المحلية بكل طريقة ممكنة".
كما جاء الزوجان الأمريكيان بوب ميهان وجينجر إدواردز لاستكشاف سحر جنوب مصر. وبينما قال ميهان إنه عانى من ارتفاع درجات الحرارة، فقد أكد انبهاره بالمعالم الثقافية الأثرية التي زارها في البلاد.
وقال ميهان عن فيلة: "من المدهش جدا أنهم استطاعوا نقل مجمع المعابد هذا إلى هذه الجزيرة، لقد روى لنا مرشدنا بعض القصص عن إنقاذ معابد فيلة، واستمتعت فعلا بالتعرف على هذا التاريخ".
أما إدواردز، فقد تأثرت بالتفاعل الثقافي مع السكان المحليين، حيث تعرفت على بعض سكان أسوان، وتناولت معهم الطعام، وتبادلت معهم القصص، وقالت: "نحن نسافر لنرى كيف يعيش الناس حياتهم، المجيء إلى هنا، والتحدث مع المصريين، والاستماع إلى قصصهم، والتعرف على ثقافتهم… هذا هو مغزى سفرنا".
وفيما كانت شمس الظهيرة تسطع على سطح النيل، كانت خه يان جو، وهي شابة من مقاطعة سيتشوان بجنوب غربي الصين، تتمشى على ضفاف النيل في أسوان بصحبة صديقتها لو ون بي، حيث كانتا تستمتعان بالنسيم العليل والمشاهد الخلابة.
وقالت الزائرة الصينية لـ((شينخوا)): "أسوان فاقت كل توقعاتي، قبل أن آتي إلى هنا، قرأت مقالات تقول إنها ليست متطورة بالقدر الكافي، لكن ما رأيته هنا جميل، ومليء بالحياة والطاقة، أعتقد أن هذه المدينة تشهد ازدهارا".
وقد بقيت في ذاكرتها صورة عن مصر منذ طفولتها، "فقد كان أحد الأهرامات المصرية على غلاف كتاب تاريخ العالم في مدرستنا، ولذلك كان حلمنا دائما هو أن نزور مصر".
![]() |
![]() |
![]() |
انقلها الى... : |
China
Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000 京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号 |