مسقط 11 مايو 2025 (شينخوا) انتهت اليوم (الأحد) في العاصمة العمانية مسقط الجولة الرابعة من المحادثات بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية بشأن البرنامج النووي الإيراني، على أن تعقد جولة خامسة بعد أن يتشاور الطرفان مع قيادتيهما.

وقال وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي في منشور على منصة (أكس) "اختتمت اليوم جولة أخرى من المحادثات بين إيران والولايات المتحدة في مسقط، وتضمنت المناقشات أفكارا قيمة ومبتكرة تعكس رغبة مشتركة في التوصل إلى اتفاق مشرف".

وأضاف "أن الجولة الخامسة من المحادثات ستعقد بعد أن يتشاور الطرفان مع قيادتيهما".

وأفادت مصادر مطلعة بأن جولة اليوم (الرابعة) من المحادثات استمرت أكثر من ثلاث ساعات، وأنه شابها بعض الخلافات في وجهات النظر، خاصة فيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني.

ورأي المحلل السياسي العماني خلفان الطوقي في تصريحات خاصة لوكالة أنباء ((شينخوا)) "أن هذه الجولة من المفاوضات بين الجانبين الأمريكي والإيراني، تعد مفصلية وحاسمة، وذلك لأنه يتوقع أنها تناولت أمورا متعلقة بعمق الخلافات، وطالما أنها تمت بخير، فإنها تبشر بالتفاؤل لنتائج المفاوضات عموما".

-- الجولة المقبلة الأكثر حسما

وأردف الطوقي في تصريحاته قائلا: "غير أنني أرى أن الجولة المقبلة هي الأكثر حسما، وهي المؤشر الأقوى على نتائج المحادثات، لأنها ستكشف عن أراء من قيادتي الطرفين في القضايا العالقة أو محل الخلاف".

وأكد الطوقي أن المفاوضات بصفة عامة تسير على الطريق الصحيح، وأنها تعكس الرغبة الصادقة لكلا الطرفين للتوصل لاتفاق حقيقي، وتوقع أن تؤتي ثمارها ويتم من خلالها الوصول إلى اتفاق مرضي وحل دبلوماسي بعيدا عن التصعيد وحلول الحرب.

وتأتي هذه الجولة من المفاوضات قبيل زيارة مرتقبة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى منطقة الشرق الأوسط.

وكانت وكالة ((تسنيم)) الدولية للأنباء قد ذكرت "أن الجولة الرابعة من المفاوضات غير المباشرة بين إيران وأمريكا قد انتهت في مسقط بوساطة سلطنة عمان".

ونقلت الوكالة عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي قوله في منشور على منصة ((إكس)) "إن الجولة الرابعة من المفاوضات غير المباشرة بين إيران وأمريكا انتهت قبل دقائق، وكانت مفاوضات صعبة، لكنها مفيدة لفهم أفضل لمواقف الطرفين والبحث عن سبل معقولة وواقعية لحل القضايا الخلافية".

وأضاف أن الوسيط العماني "سيعلن عن زمان ومكان الجولة القادمة من المفاوضات".

وفي وقت سابق اليوم بدأت الجولة الرابعة من المحادثات بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية بشأن البرنامج النووي الإيراني، وسط تأكيد طهران على حقها في تخصيب اليورانيوم.

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية في تصريح لوكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) "إن هذه الجولة بدأت فور وصول الوفد الإيراني إلى مقر المفاوضات، وبعد لقاء بين وزير الخارجية عباس عراقجي مع نظيره العماني بدر البوسعيدي".

وأوضح بقائي أن الجانبين الإيراني والأمريكي "تبادلا الرسائل" خلال هذه الجولة بوساطة وزير خارجية عمان.

وعلى غرار الجولات الثلاث السابقة ترأس وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، وفد بلاده، فيما قاد الوفد الأمريكي، المبعوث الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف.

وقبيل مغادرته إلى سلطنة عُمان للمشاركة في الجولة الرابعة، قال وزير الخارجية الإيراني في تصريحات أوردها الإعلام الرسمي إن التخصيب حق لإيران "لا يمكن التفاوض عليه".

-- مفاوضات مفيدة

وأوضح عراقجي "أن البرنامج النووي الإيراني يتمتع بأسس قانونية وتنظيمية قوية، وكانت كافة جوانبه السلمية دائما وستظل تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهذا أحد حقوق الشعب الإيراني التي لا يجوز حتى التفاوض عليها أو المتاجرة بها".

وتابع "أن التخصيب هو أحد إنجازات وافتخارات الشعب الإيراني، وقد تم دفع ثمن باهظ لهذا التخصيب ... وهو أمر غير قابل للتفاوض"، في إشارة على ما يبدو لخلاف مع الولايات المتحدة بشأن هذا الأمر.

وأعرب الوزير الإيراني عن أمله في الوصول إلى "نقطة حاسمة" خلال هذه الجولة.

وأعلن عراقجي، ان جولة المفاوضات الايرانية الأمريكية كانت مفيدة، وأصبح لدى الجانبين فهم أفضل لمواقف بعضهما، وقد تم مناقشة العديد من القضايا الخلافية، واصبحت المواقف أقرب إلى حد ما، ويمكن تقييم المفاوضات على أنها في تقدم.

وأفادت وكالة مهر للأنباء، أن عراقجي، قال في تصريح له عقب انتهاء الجولة الرابعة من المفاوضات غير المباشرة مع أمريكا: "يمكنني القول إن هذه الجولة كانت أكثر جدية وصراحة من الجولات الثلاث السابقة".

وأضاف: "ابتعدنا قليلا عن الأطر العامة ودخلنا في التفاصيل، وهو ما يجعل أجواء التفاوض أكثر صعوبة في مثل هذه الظروف".

وتابع، من المرجح أن تعقد الجولة المقبلة من المفاوضات خلال نحو أسبوع، مع احتمال تقديم أو تأخير بيوم واحد.

وقال وزير الخارجية الإيراني إن ملف تخصيب اليورانيوم "غير قابل للتفاوض بأي شكل من الأشكال"، مؤكدا أن "هذا النشاط يجب أن يستمر".

وأضاف: "قد يتم قبول بعض القيود المؤقتة على جوانب معينة من التخصيب مثل الكمية أو المستوى أو القدرة، بهدف بناء الثقة وخلال فترة زمنية محددة، كما جرى في السابق، لكن المبدأ الأساس للتخصيب ليس مطروحا للتفاوض".

-- رفع العقوبات

وفيما يتعلق بالعقوبات، أوضح عراقجي أن "موقف إيران واضح تماما، الهدف الرئيسي من المفاوضات هو رفع العقوبات، وهذا يمثل أحد الأركان الأساسية في محادثاتنا، وقد تم التوافق على هذا المبدأ من قبل الجانبين".

وأشار إلى أنه "في القضايا الخلافية، بات الطرفان اليوم أقرب إلى بعضهما البعض، وتم تحقيق فهم أفضل لمواقف كل طرف".

وأضاف: "مواقف إيران شفافة تماما، وهي واضحة ومفهومة للطرف المقابل، ونأمل أن نشهد تقدما أكبر في المسار التفاوضي في المستقبل".

وانتقد وزير الخارجية الإيراني التصريحات الأمريكية، قائلاً: "للأسف، تطرح مواقف متناقضة من قبل المسؤولين الأمريكيين، خاصة في الإعلام والرأي العام، وهذا السلوك لا يساعد مسار التفاوض، بل يعرقله".

وأضاف: "كان هذا الموضوع أحد المحاور الأساسية في جولة المحادثات الأخيرة، شددنا على ضرورة تصحيح هذا النهج، وإيران لطالما كانت ثابتة ودقيقة في إعلان مواقفها، وتجنبت التصريحات المتضاربة، لذا نتوقع من الجانب الأمريكي أن يتحلى بنفس السلوك".

وتابع عراقجي: "أكدنا بوضوح أننا لا نقبل التأويلات الإعلامية المتناقضة، ونعتبرها عاملا مضرا بالعملية التفاوضية، وإذا استمرت مثل هذه السلوكيات، فسنتخذ الرد المناسب".

واختتم تصريحه بالقول: "يبدو أن الجانبين باتا أقرب إلى بعضهما، وهناك إدراك أفضل لهواجس الطرف الآخر".

وكان ويتكوف قد أكد في تصريحات ضرورة توقف عمليات التخصيب في إيران، معتبرا "أن تخصيب إيران اليورانيوم خط أحمر" بالنسبة لبلاده، وهو ما ترفضه طهران بشدة، وفق تقارير.

وكان من المقرر عقد هذه الجولة في الثالث من مايو الجاري إلا أنها تأجلت لأسباب فنية ولوجستية، وفق ما أعلنت أطراف التفاوض والوساطة.

وسبق أن عقد الجانبان الإيراني والأمريكي بدءا من 12 أبريل الماضي ثلاث جولات من المفاوضات غير المباشرة بوساطة عُمانية، اثنتان منها في مسقط والأخرى في روما.

-- مفاوضات لإنهاء الحظر على إيران

واستضافت سلطنة عمان الجولة الرابعة من المحادثات بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والولايات المتحدة الأمريكية، وتأتي استكمالا للمسارات التفاوضية السابقة بين الجانبين، ورغبتهما المشتركة في البحث عن حلول سلمية عبر تعزيز أجواء الحوار وبحث سبل التفاهم حول القضايا العالقة بينهما.

وكانت الجولة الثالثة من المحادثات التي استضافتها مسقط تناولت المبادئ الأساسية، والأهداف المشتركة، إضافة إلى الجوانب الفنية لدى كلا الطرفين، ويتوقع أن تواصل هذه الجولة البناء على ما تحقق سابقا.

وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية، أسماعيل بقائي قد "أعلن ختام الجولة الرابعة من المفاوضات غير المباشرة بين إيران وأمريكا التي عقدت عصر اليوم بوساطة وزير الخارجية العماني في مسقط"، حسب وكالة إرنا الإيرانية.

وكتب بقائي عبر منصة (أكس) للتواصل الاجتماعي حول هذه الجولة من المفاوضات، "لقد كانت مفاوضات صعبة ولكنها مفيدة من أجل فهم أفضل لمواقف بعضنا الأخر والتوصل إلى طرق معقولة وواقعية لحل القضايا الخلافية".

ولفت بقائي إلى أن الإعلان عن زمان ومكان الجولة التالية من هذه المحادثات، سيتم بواسطة المنسق العماني.

وأكد بقائي "أن إيران مصممة بشكل قاطع على متابعة حقوقها القانونية في الاستخدام السلمي للطاقة النووية، وفقا لمعاهدة عدم الانتشار، ومستعدة لمواصلة تفاعلاتها الدبلوماسية من أجل تقديم الضمانات بشأن الطبيعة السلمية لبرنامجها النووي".

وختم المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بالقول "إننا مصممون في الوقت نفسه على مواصلة الجهود لإنهاء الحظر غير القانوني وغير الإنساني المفروض على الشعب الإيراني منذ فترة طويلة".

ونقل أكسيوس عن مسؤول أمريكي رفيع قوله "متفائلون بنتيجة المحادثات مع إيران اليوم ونتطلع إلى اجتماعنا القادم قريبا"،حسب وكالة مهر الإيرانية للأنباء.

وأفادت الوكالة أن أكسيوس نقل عن مسؤول أمريكي رفيع قوله "إن ويتكوف أجرى محادثات مباشرة وغير مباشرة مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي".

وتابع المسؤول الأمريكي، "تم التوصل لاتفاق للمضي قدما في المحادثات مع إيران لمواصلة العمل على العناصر التقنية".

وأضاف المسؤول الأمريكي الرفيع: "متفائلون بنتيجة المحادثات مع إيران اليوم ونتطلع إلى اجتماعنا القادم قريبا".