share
arabic.china.org.cn | 11. 05. 2025

تغطية حية: فلسطينيون في غزة يرفضون خطة "الإذلال" الأمريكية لتوزيع المساعدات بالقطاع

arabic.china.org.cn / 01:48:36 2025-05-11

غزة 10 مايو 2025 (شينخوا) يرفض الفلسطيني صلاح الجعفراوي كغيره من سكان قطاع غزة خطة أمريكية جديدة لتوزيع المساعدات الإنسانية في القطاع، ويرى فيها "صيغة إذلال" للفلسطينيين "والتنازل عن الكرامة" مقابل الطعام.

ويطالب الجعفراوي مع سكان غزة بتعزيز دور الأمم المتحدة في عمليات الإغاثة بعيدًا عن أي إشراف عسكري أو تدخل مباشر من إسرائيل أو الولايات المتحدة.

ويأتي الحديث عن الخطة الأمريكية في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة جراء الحرب المتواصلة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وإغلاق إسرائيل جميع معابر قطاع غزة ومنع دخول الإمدادات منذ الثاني من مارس الماضي.

-- خطة أمريكية لتوزيع المساعدات في غزة

وأعلن السفير الأمريكي لدى إسرائيل مايك هاكابي، الجمعة أن العمل قد بدأ لإعادة إدخال مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة.

وقال هاكابي خلال مؤتمر صحفي بالقدس إنه "سيتم توزيع المساعدات في غزة بصورة فعالة وآمنة ... دون أن يكون لإسرائيل أي علاقة في توزيعها على السكان في القطاع".

وأضاف هاكابي "أن شركات حراسة خاصة سترافق العاملين الذين سيشرفون على توزيع المساعدات على الغزيين"، مشيرا إلى أن القوات الإسرائيلية لن تتواجد في نقاط التوزيع. وإنما ستؤمن الحماية لموظفي الإغاثة من أي هجمات محتملة".

وتقضي الخطة بإنشاء أربع نقاط توزيع داخل غزة بإشراف مؤسسة خاصة جديدة تدعى "مؤسسة غزة الإنسانية"، على أن يتم تأمين هذه المواقع من قبل متعاقدين عسكريين أمريكيين، فيما يتولى الجيش الإسرائيلي تأمين محيطها الخارجي، وفق هاكابي.

وأكد السفير الأمريكي أن الهدف من هذه الآلية هو "منع حماس من الوصول إلى المساعدات"، في إشارة إلى اتهامات إسرائيلية للحركة بالاستيلاء على الإغاثة.

وتهدف الخطة إلى إيصال الطعام لنحو 60% من سكان قطاع غزة، الذين يتجاوز عددهم مليوني شخص، وفق تقارير.

وبحسب هاكابي، وافق "عدد من الشركاء" على المشاركة في هذه الجهود، دون أن يسميهم، جراء "عدم الاتفاق على تفاصيل نهائية".

لكن منظمات إغاثة دولية حذرت من ربط المساعدات بترتيبات أمنية، ومن أن الخطط العسكرية قد تؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية.

وفي غزة، أثارت تفاصيل الخطة الأمريكية استياء وانتقادات العديد من السكان.

-- صيغة إذلال

وقال الجعفراوي، وهو أحد سكان مدينة غزة لوكالة أنباء ((شينخوا)) بشأن هذه الخطة "إن الشعب الفلسطيني لن يقبل بأي صيغة إذلال".

وتابع "أن الطريقة التي تفكر بها إسرائيل لن يقبل بها الشعب، ولا قادة الفصائل هنا. من صمد 18 عاما أمام الحصار، ومن واجه حرب إبادة لأكثر من 17 شهرا، لن يقبل أن يطعم فقط مقابل التنازل عن كرامته".

وأضاف "صمود الناس شيء مهم، والطعام والشراب كذلك، ولكن أن تطعمني مقابل إذلالي وامتهان كرامتي، هذا ما لن يقبله أحد".

وأردف الرجل قائلا "في السابق، كان هناك تأقلم مؤقت بين الشعب والمؤسسات الدولية، لكن أي خطة طويلة الأمد تفتقد لاحترام كرامة الناس ستُقابل بالرفض. الناس لن تقبل، والمقاومة أيضا لن تقبل".

ورفضت حركة حماس الجمعة الخطة الأمريكية، ودعت إلى ضرورة تحرك المجتمع الدولي لمنع عسكرة المساعدات وتحويلها إلى أداة لإدارة التجويع.

وأكدت الحركة في بيان حق سكان قطاع غزة في الحصول على المساعدات الإنسانية بكرامة ووفقًا للآليات المعتمدة لدى الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية الدولية.

كما رفضت حماس اتهامات السفير الأمريكي لدى إسرائيل لها بالتحكم في المساعدات، معتبرة أنها "تجافي الحقيقة" وتمثل "ترديدًا لأكاذيب إسرائيلية".

وقال الفلسطيني محمد العجرمي، وهو شاب من مدينة غزة "إن الحديث اليوم عن مساعدات تقدم بطريقة تفرض علينا الإذلال لا يقابل بأي ترحيب من الناس".

وتابع "نحن لا نريد ... أن نتلقى مساعدات مشروطة من أطراف ساهمت في معاناتنا"، مضيفا "الناس هنا فقدت الثقة بأي خطط أو ترتيبات تشبه تلك التي فُرضت علينا سابقا".

ويفضل سكان غزة دخول المساعدات عبر الأمم المتحدة، وفق العجرمي، موضحا "أن المؤسسات الدولية تتعامل معنا بإنسانية واحترام، وهم أقدر على تقديم العون دون شروط. ما نريده هو فقط أن تصان كرامتنا في الحد الأدنى".

ويعاني قطاع غزة من أزمة إنسانية حادة في ظل مواصلة إسرائيل منع دخول المساعدات الإنسانية إليه منذ الثاني من مارس الماضي، في خطوة ربطتها بتطورات المفاوضات حول وقف إطلاق النار.

وحذرت منظمات إنسانية مرارا من أن استمرار إغلاق المعابر يفاقم الأزمة بشكل غير مسبوق، ويدفع المزيد من السكان نحو الجوع والأمراض.

وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مطلع مايو الجاري إن الاستجابة الإنسانية في قطاع غزة باتت "على وشك الانهيار التام"، في ظل استمرار إسرائيل في منع دخول المساعدات إلى القطاع منذ شهرين.

وفي ظل هذه المعاناة، يطمح الفلسطينيون في غزة إلى توفير المساعدات دون ربطها بـ"أي أجندات أخرى"، وفق رامي النجار، وهو فلسطيني من سكان مدينة غزة يعمل في مجال الإغاثة الإنسانية.

-- مساعدة إنسانية أم خطة ذات أهداف أمنية

وقال النجار لـ((شينخوا)) "الشعب هنا لا يثق في أي خطة تأتي مع إشراف عسكري إسرائيلي. نحن بحاجة إلى مساعدات إنسانية حقيقية تصل بشكل مباشر للمحتاجين دون أي شروط سياسية أو عسكرية".

وتابع "نعرف جيدا كيف يتم التعامل مع المساعدات عبر المنظمات الدولية، ونعلم أنها تصل إلى الناس دون تدخلات غير مبررة. أما أن تأتي المساعدات تحت إشراف الجيش الإسرائيلي فهذا أمر غير مقبول على الإطلاق".

وأكد النجار أن الكرامة الإنسانية يجب أن تكون أساس أي خطة إغاثة.

لكن هذه الخطة الأمريكية تأتي في سياق سياسي يهدف إلى تحقيق أهداف أمنية أكثر من كونها مساعدة إنسانية، بحسب المحلل السياسي الفلسطيني حسام الدجني.

وقال الدجني "من الواضح أن الهدف الأساسي من هذه الخطة ليس تقديم المساعدات بقدر ما هو تقليص تأثير حماس على المساعدات وتوجيهها حسب الإرادة الإسرائيلية والأمريكية".

ورأى "أن الشعب الفلسطيني ... لن يقبل بأي خطة يكون فيها جيش الاحتلال حاضرا بشكل مباشر"، معتبرا أن "الاعتماد على إشراف عسكري أمريكي وإسرائيلي في توزيع المساعدات يهدف إلى جعل الفلسطينيين أكثر خضوعا، ويعتبر في نظر الفلسطينيين جزءًا من سياسة الإذلال التي يواجهونها على الأرض".

وشدد الدجني على أن دور الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الدولية هو الأهم في هذه المرحلة، قائلا "إذا كانت الأمم المتحدة قادرة على ضمان وصول المساعدات بشكل حيادي وآمن، فهي أفضل من أي طرف آخر".

ووفق المحلل السياسي، فإن الفلسطينيين في غزة يتطلعون إلى خطة إغاثية تقودها الأمم المتحدة بعيدًا عن أي تدخلات إسرائيلية أو أمريكية "قد تسيء إلى كرامتهم وتزيد من معاناتهم".

والجمعة اعتبر رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح، أن الخطة الأمريكية لتوزيع المساعدات في غزة "لا تمت إلى العمل الإنساني بصلة".

وقال فتوح في بيان إن الخطة التي تقضي بإسناد مهمة توزيع المساعدات إلى شركات دولية "تمثل مشروعا عنصريا خطيرا يهدف إلى عزل الفلسطينيين في معازل سكنية ومعسكرات فصل عنصري، وتجريدهم من أبسط مقومات الحياة، في مسعى لإذلالهم ودفعهم نحو الهجرة القسرية".

وأضاف أن هذه الخطة تُعد "سابقة في سياق المخطط الأوسع لتصفية القضية الفلسطينية من خلال استهداف وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، ومحاولة إنهاء دورها الإنساني والتاريخي".

ومنذ السابع من أكتوبر 2023 تخوض إسرائيل حرباً واسعة في قطاع غزة في أعقاب هجوم غير مسبوق نفذته حركة حماس على جنوب إسرائيل، أسفر، وفق السلطات الإسرائيلية، عن مقتل أكثر من 1200 شخص واحتجاز رهائن.

وتسببت الحرب حتى الآن في مقتل أكثر من 52 ألف فلسطيني، بحسب وزارة الصحة في قطاع غزة، وتدمير البنية التحتية للقطاع وتشريد أكثر من 1.9 مليون فلسطيني. /نهاية الخبر/

   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号