بكين 9 مايو 2025 (شينخوا) قال بيان قوانغ تشي نائب مدير إدارة توفير الطاقة ومعدات التكنولوجيا بالهيئة الوطنية للطاقة إن الصين برزت كرائد عالمي في طاقة إنتاج الهيدروجين المتجددة التي تمثّل أكثر من نصف إجماليها في العالم خلال العام الماضي.

وأضاف بيان أن القدرة المركبة العالمية لمشاريع الهيدروجين القائمة على الطاقة المتجددة تجاوزت 250 ألف طن متري سنويا في عام 2024، مثّلت حصة الصين منها أكثر من 50 في المائة، ما أبرز الدور الرائد للبلاد في تطوير طاقة الهيدروجين المتجددة العالمية والصناعات ذات الصلة، وفقا لما أفادت صحيفة ((تشاينا ديلي)) مؤخرا.

وجددت الهيئة الوطنية للطاقة تأكيد التزامها بتعزيز التنمية عالية الجودة لصناعة الهيدروجين، منوّهة بالدور الصيني الرائد في مجال الهيدروجين المتجدد والنمو الصناعي المتصل به.

وأشار بيان إلى أن الصين تعزز بنشاط خلال السنوات الأخيرة التعاون في سلسلة قيمة الهيدروجين وسلسلة الإمداد والنظام الإيكولوجي للابتكار بينما تشارك أيضا في تطوير المعايير الدولية وأنظمة إصدار الشهادات، وتسهم "بالحكمة الصينية" في التحول العالمي للطاقة.

ولفت بيان إلى أن أول قانون للطاقة في البلاد والذي دخل حيّز التنفيذ في الأول من شهر يناير الماضي وضع رسميا طاقة الهيدروجين على قدم المساواة مع مصادر الطاقة التقليدية.

وقال بيان إن هذا الاعتراف القانوني يؤكد عزم الحكومة على دفع الهيدروجين وتحويل هيكله الطاقي، كما يضع أيضا اتجاها واضحا لتحسين الجهاز التنظيمي للصناعة ويرفع التوقعات لتطوير وإدارة الصناعة.

ووفقا لخطة أصدرتها بشكل مشترك اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح والهيئة الوطنية للطاقة، تخطط الصين لامتلاك نحو خمسين ألف سيارة تعمل بوقود الهيدروجين ومحطات التزود بهذا النوع من الوقود بحلول عام 2025.

وتوقعت أحدث الأرقام الصادرة عن الجمعية الصينية للهيدروجين ارتفاع الطلب الصيني على الهيدروجين إلى 60 مليون طن بحلول عام 2050، ما من شأنه أن يخلق صناعة تقدّر بـ12 تريليون يوان ( حوالي 1.64 تريليون دولار أمريكي) الأمر الذي سيجعل من الهيدروجين مصدرا هاما للطاقة يمثل أكثر من 10 في المئة من إجمالي استهلاك الطاقة في البلاد.

ومع ذلك، وعلى الرغم من هذا التقدم، لا تزال هناك عقبات كبيرة بينها عدم كفاية الجدوى الاقتصادية لتطبيقات الهيدروجين، بحسب بيان الذي أشار إلى حاجة الابتكار التكنولوجي إلى مزيد من التعزيز في حين لا تزال الفجوات موجودة في الأطر التنظيمية الأساسية، ما يعيق إمكانات القطاع الكاملة.

ولمعالجة القيود الحالية ودفع القطاع إلى الأمام، قال بيان إن السلطات ستزيد من دعم السياسات وتوضيح أهداف تطوير صناعة الهيدروجين ومساراته بشكل أكبر، فضلا عن دفع التنمية المنسقة في سلسلة قيمة الهيدروجين الكاملة من الإنتاج إلى التخزين والنقل والاستخدام.

وبدوره، أكد ما يونغ شنغ رئيس مجلس إدارة الشركة الصينية للنفط والكيميائيات "سينوبك"، أكبر منتج للهيدروجين في البلاد حاليا، أكد أن صناعة الهيدروجين لا تزال إلى جد كبير في مهدها، ما يعني مجالا كبيرا للنمو والنضوج مستقبلا.

وتعمل شركة الطاقة العملاقة بنشاط على تطوير بنيتها التحتية للطاقة الهيدروجينية، حيث قامت ببناء 11 مركزا لإمداد خلايا وقود الهيدروجين بالإضافة إلى 142 محطة لتزويد الهيدروجين بالوقود في جميع أنحاء البلاد، ودمج إنتاج الهيدروجين وقدرات التزود بالوقود لتعزيز اعتماد الطاقة الهيدروجينية.

وتناول ما الوضع الحالي لمعايير ولوائح الهيدروجين التي تعاني من القصور وعدم الاكتمال، مؤكدا أن الفجوة التنظيمية القائمة تشير إلى الحاجة الماسة لتعميق التعاون العلمي والتكنولوجي الدولي.

وأضاف ما أن تعزيز التعاون العالمي في مجال البحث والتطوير أمر ضروري لوضع معايير ولوائح فعالة من شأنها أن تدعم النمو المستدام والآمن لقطاع الهيدروجين.