صنعاء 6 مايو 2025 (شينخوا) استهدفت غارات جوية عنيفة بنى تحتية حيوية في اليمن؛ قال الحوثيون إنها غارات إسرائيلية وأمريكية، وتوعدت الجماعة بأن هذا "العدوان لن يمر دون عقاب"، فيما دعت الأمم المتحدة إلى ضبط النفس وتجنب التصعيد.

وأعلنت جماعة الحوثي اليوم أن "العدوان الأمريكي الإسرائيلي" نفذ سلسلة غارات مكثفة استهدفت مطار صنعاء الدولي ومحطة كهرباء ذهبان المركزية بمديرية بني الحارث في صنعاء، (شمالا) ومحطة كهرباء حزيز جنوب العاصمة صنعاء، ومصنع أسمنت عمران، الواقع في محافظة عمران التي تبعد 50 كيلومترا شمال صنعاء.

وقالت وزارة الصحة بحكومة الحوثيين في صنعاء غير المعترف بها من المجتمع الدولي، إن ثلاثة قتلى سقطوا و38 جريحا في "العدوان الإسرائيلي على مطار صنعاء ومنطقة عصر ومحطة كهرباء حزيز ومصنع أسمنت عمران".

من جهته ذكر الدفاع المدني في صنعاء في بيان أن الفرق التابعة له "تمكنت من إخماد النيران في مطار صنعاء الدولي"، وأنها في المراحل الأخيرة من إخمادها في محطتي حزيز وذهبان بالعاصمة صنعاء.

-- دمار هائل في المطار

ألحقت الغارات الجوية على مطار صنعاء دمارا هائلا أخرجته عن الجاهزية وتسببت بتوقف كافة الرحلات الجوية، حسبما ذكر مصدر أمني وبيان.

وقال مصدر أمني في مطار صنعاء الدولي لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن الغارات الجوية على المطار خلفت دمارا هائلا في جميع المرافق، وأخرجت المطار عن الجاهزية.

وأكد أن الغارات استهدفت المدرج الرئيسي في المطار، وصالات الركاب الخاصة بالقادمين والمغادرين، والمباني الإدارية وقسم التموين والمرافق الخدمية في المطار.

وذكر أن إدارة المطار وجهت قبل القصف بإخلائه من كافة العاملين وبما في ذلك الأمن المكلف بالحماية، الأمر الذي قلل من الخسائر البشرية.

وأشار المصدر إلى أن رحلة تابعة للخطوط الجوية اليمنية كان مخطط لها أن تصل المطار، قادمة من مطار الملكة علياء في الأردن تم إلغاؤها.

وذكرت وزارة النقل في حكومة الحوثيين بصنعاء (غير معترف بها) في بيان، أن "العدوان الإسرائيلي استهدف بطريقة مباشرة الطائرات والمدرج الخاص بهبوط الطائرات وبرج المراقبة".

وأكد البيان، توقف الرحلات الجوية المدنية من مطار صنعاء الدولي للوجهة الوحيدة "الأردن"، وكذا توقف الرحلات الأممية والرحلات الإنسانية التابعة للمنظمات الإنسانية العامة في اليمن.

-- تدمير 3 طائرات مدنية

وأكدت شركة الخطوط الجوية اليمنية المشغل الدولي الوحيد في اليمن والتي تتخذ من العاصمة المؤقتة عدن مقرا لها، في بيان اليوم أن "القصف الجوي الذي استهدف مطار صنعاء الدولي، أسفر عن تدمير ثلاث طائرات، بسبب استخدام ميليشيا الحوثي المرافق المدنية لأغراض عسكرية".

وقالت الشركة، إن "طائراتها الثلاث التي دمرت من طرازات (A320-AFA, A320-AFC, A330-AFE)، والتي كانت رابضة في مطار صنعاء منذ اختطافها من قبل الحوثيين، في شهر يوليو من العام الماضي 2024".

وأكد البيان أن "تدمير الطائرات الثلاث يفاقم تحديات الشركة (الناقل الوطني الوحيد في اليمن)، ويعد خسارة كبيرة وفادحة، كونها كانت تساهم بشكل كبير في تخفيف المعاناة الإنسانية للشعب اليمني، من خلال توفير وسائل نقل دولي بين اليمن والمطارات الدولية الأخرى".

وحمل البيان "ميليشيا الحوثي المسؤولية الكاملة عن هذه الخسائر والدمار الذي طال طائراتها الثلاث"، مشيرا إلى أن الشركة طالبت مرارا بعد عدم الزج بها في الصراعات السياسية والعسكرية.

-- خسائر في البنى التحتية للطاقة

وقالت وزارة الكهرباء في صنعاء، إن أضرارا بالغة لحقت بمحطتين مركزيتين ومركز تحكم ومحولات كهربائية جراء الغارات في صنعاء.

وأوضحت الوزارة في بيان، أن "العدوان الإسرائيلي الأمريكي" استهدف محطتي كهرباء ذهبان وحزيز المركزيتين ومركز التحكم في منطقة عصر ومحولات الكهرباء في منطقة علمان وكولة جدر، في مديرية بني الحارث بأمانة العاصمة.

وأكدت أن "العدوان الهمجي"، تسبب في إلحاق أضرار بالغة في المحطتين وخزانات الوقود والمحولات، وشبكة التيار الكهربائي، مشيرة إلى أن استهداف المنشآت الخدمية والأعيان المدنية، بما فيها منشآت الكهرباء، هدفه مضاعفة معاناة المواطنين.

وأظهرت مشاهد بثها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي دمار عشرات السيارات المدنية وتضرر عدة منازل ومحال تجارية، نتيجة الغارات على محطة كهرباء ذهبان المركزية شمال العاصمة صنعاء.

-- تقويض الاستقرار

توعدت جماعة الحوثي بالرد على الغارات، معتبرة أن"عربدة إسرائيل" في اليمن تقوض الأمن والاستقرار في المنطقة.

وأدانت وزارة الخارجية في حكومة الحوثيين بصنعاء (غير معترف بها) في بيان، "العدوان الإسرائيلي" على الأعيان المدنية في اليمن، مؤكدة أنه "لن يمر دون عقاب".

وأوضح البيان، أن هذا العدوان على الأعيان المدنية، انتهاك صارخ لسيادة اليمن وأمنه واستقراره وسلامة أراضيه ولميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، ويضرب بالقانون الدولي عرض الحائط، ويستخف بكافة الأعراف والمواثيق والقوانين الدولية.

وأكد أن استهداف الأعيان المدنية يعكس فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها في اليمن، ومحاولة البحث عن نصر زائف.

وأشار البيان إلى أن الوزارة سبق وسلمت المنسق المقيم للأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر، قائمة بإحداثيات الأعيان المدنية، بما فيها المواقع التي استهدفتها إسرائيل، داعية في الوقت ذاته "المجتمع الدولي وفي المقدمة مجلس الأمن إلى إدانة العدوان السافر، ووقف العربدة الإسرائيلية في اليمن وجرائم الإبادة في غزة والتي تقوض الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم".

-- أهداف تستخدم لأغراض عسكرية

من جانبه، أكد الجيش الإسرائيلي اليوم مهاجمة أهداف للحوثيين في العاصمة صنعاء ومحافظة عمران في اليمن يستخدمها الحوثيون لأغراض عسكرية.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي في بيان "للمرة الثانية خلال يوم واحد سلاح الجو يهاجم أهدافا إرهابية لنظام الحوثي الإرهابي في اليمن".

وأوضح أن سلاح الجو هاجم ودمر بنى تحتية تابعة للحوثيين في المطار المركزي في صنعاء، مما أدى إلى تعطيل عمل المطار بشكل كامل، في إطار الرد على الهجوم الصاروخي الذي شنه الحوثيون يوم الأحد الماضي على مطار بن غوريون الدولي وسط إسرائيل.

واتهم أدرعي الحوثيين بأنهم يستخدمون مطار صنعاء "لنقل وسائل قتالية ونشطاء ويتم تشغيله بشكل متواصل لأغراض إرهابية"، مثل ميناء الحديدة.

وبحسب أدرعي، هاجم سلاح الجو أيضا عدة محطات طاقة مركزية في منطقة صنعاء، يستغلها نظام الحوثي كبنية تحتية لنقل الكهرباء لصالحه.

وأضاف أنه تمت مهاجمة مصنع العمران للأسمنت شمال صنعاء، والذي يعتبر أحد أهم الموارد التابعة للحوثيين، لبناء الأنفاق والبنى التحتية العسكرية، ويشكل استهداف المصنع، ضربة تستهدف اقتصاد النظام وطرق تسلحه العسكرية، وفق أدرعي.

وكان الجيش الإسرائيلي قد أصدر قبل الهجوم، تحذيرا لجميع المتواجدين في منطقة مطار صنعاء تمهيدا لقصفه.

-- تصعيد خطير

قال المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ في بيان تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه، إن الضربة الجوية التي نفذها الحوثيون في إسرائيل يوم الأحد الماضي، وما اعقبتها من ضربات شنتها إسرائيل على مطار صنعاء وميناء الحديدة في اليمن، تمثل "تصعيداً خطيراً".

وجدد المبعوث الأممي دعوته لجميع الأطراف المعنية إلى التحلي بأقصى درجات ضبط النفس وتجنب أي أعمال تصعيدية قد تفاقم معاناة المدنيين.

وأشار البيان إلى ضرورة أن يلتزم جميع الفاعلين بالتزاماتهم بموجب القانون الدولي لحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية، مؤكدا أن "العودة إلى الحوار يظل السبيل الوحيد المستدام لضمان السلامة والأمن الدائمين لليمن والمنطقة بأسرها".

وسبق أن شنت إسرائيل هجمات على أهداف عدة لجماعة الحوثي، شملت بنى تحتية حيوية في اليمن.

ويعد هجوم اليوم على العاصمة صنعاء وفي محافظة عمران، هو السادس من نوعه الذي تنفذه إسرائيل ضد جماعة الحوثي في اليمن منذ يوليو من العام الماضي.

ويأتي هجوم اليوم غداة إعلان الحوثيين عن سلسلة "غارات أمريكية إسرائيلية"، استهدفت مصنع أسمنت "باجل" وميناء الحديدة غرب اليمن، فيما قال الجيش الإسرائيلي إنه قصف "بنى تحتية إرهابية" تابعة للجماعة في منطقة الساحل اليمني.

وتأتي هذه الغارات بعد إطلاق الحوثيين الأحد الماضي، صاروخا سقط في محيط مطار بن غوريون الدولي وسط إسرائيل، وفق الإعلام الإسرائيلي.

وتشن جماعة الحوثي هجمات متكررة بالصواريخ والطائرات، ضد أهداف متعددة في إسرائيل منذ أكتوبر 2023 دعما للفلسطينيين في غزة.