share
arabic.china.org.cn | 07. 05. 2025

تغطية حية: قصف لليوم الثالث يشل الحياة في بورتسودان

arabic.china.org.cn / 03:07:16 2025-05-07

الخرطوم 6 مايو 2025 (شينخوا) على مسافة امتدت إلى نحو كيلومتر، تكدست سيارات في طابور طويل أمام إحدى محطات الوقود وسط مدينة بورتسودان، بينما اكتست سماء المدينة باللون الأحمر وانتشرت سحب دخان سوداء، وذلك بعد ساعات فقط من قصف ثالث بالمسيرات طال منشآت نفطية ومرافق حيوية بالمدينة الساحلية اليوم (الثلاثاء).

وشكلت المنشآت النفطية أبرز المناطق المستهدفة بالقصف بواسطة طائرات مسيرة، تقول الحكومة السودانية إنها تابعة لقوات الدعم السريع شبه العسكرية، والتي تخوض منذ ما يزيد على عامين قتالا ضاريا ضد الجيش السوداني.

وبينما يستمر تصاعد النيران في مستودعات الوقود ببورتسودان بعد استهدافها بطائرات مسيّرة، تشهد محطات التزود بالوقود والتي لا تزال تعمل ازدحاما ملفتا.

ويستمر توافد سائقى السيارات إلى المحطات، وسط مخاوف متزايدة من انقطاع إمدادات الوقود.

وقال عبد المنعم الربيع، والذي يعمل سائقا، إن "هناك خوفا حقيقيا من إنعدام إمدادات الوقود، منذ يوم أمس نصطف في هذا الطابور للتزود بالوقود".

وأضاف الربيع لوكالة أنباء ((شينخوا)) "نخشى أن يتردى الوضع الأمني في المدينة، وبالتأكيد إن حدث ذلك سنفكر في الخروج إلى مدن أخرى ولابد أن تكون خزانات السيارات ممتلئة".

ووفقا لشهود عيان، فإن القصف الجديد الذي وقع اليوم، استهدف مستودعات شركة ((النيل للبترول))، وتقع قرب حي ترانزيت السكني، مما اضطر السكان إلى إخلاء منازلهم نتيجة الحرائق الضخمة التي لم يتم السيطرة عليها حتى الآن.

كما طال القصف المستودعات الاستراتيجية بميناء بشائر 2 للبترول، وهو ميناء مخصص لتصدير واستيراد المواد البترولية.

ولكن وزارة الطاقة والنفط السودانية أكدت استقرار إمداد المشتقات البترولية.

وقالت الوزارة في تعميم صحفي اليوم "تطمئن وزارة الطاقة والنفط المواطنين باستقرار إمداد المشتقات البترولية ووفرتها بكافة محطات الخدمة البترولية".

وأضاف البيان "لا يوجد ما يدعو إلى القلق لأن الوزارة تحتفظ بخطة وبدائل مناسبة لتجنب حدوث أزمة في الوقود بالسودان".

ومنذ وقت مبكر من صباح اليوم، استيقظ سكان أحياء مدينة بورتسودان على أصوات انفجارات ضخمة وارتفاع ألسنة اللهب في سماء المدينة.

وقالت المواطنة زينب صديق، والتي تسكن في حي ترانزيت، "بدا كأنه مشهد للشروق.. حرائق المستودعات أضاءت سماء المدينة، لقد استيقظنا على أصوات مخيفة".

وأضافت زينب لـ ((شينخوا)) أن "الوضع متوتر في المدينة، وهناك حالة من الرعب، لا نعلم ماذا يجري وماذا سيحدث، نفكر في المغادرة إلى أي مكان آخر".

وبعد ساعات قليلة من وقوع الهجمات على منشآت ومرافق حيوية، شهدت شوارع مدينة بورتسودان حركة أقل من المعتاد، وانقطاعا تاما للتيار الكهربائي.

وقالت شركة كهرباء السودان (حكومية) إن التيار الكهربائي انقطع بصورة كلية عن المدينة نتيجة استهداف مسيرات لمحطة بورتسودان التحويلية صباح اليوم.

وحذرت الشركة في بيان من أن "الاستهداف الممنهج لمحطات الكهرباء وبصورة متكررة، ينعكس سلبا على خدمات المواطنين في المياه والصحة وغيرها".

وأدى انقطاع الكهرباء إلى شلل في العديد من المرافق والخدمات الأساسية بمدينة بورتسودان، بما في ذلك المستشفيات، والمؤسسات الحكومية، والأنشطة التجارية والصناعية، حيث تعتمد المدينة بشكل كبير على إمدادات الكهرباء لضمان سير الحياة اليومية.

وتزداد مخاوف المواطنين من استمرار الانقطاع لفترة طويلة، مما قد يؤثر على توفير المياه، وحركة المواصلات، وانسياب الخدمات الأساسية.

وبينما لم ترد بيانات رسمية عن وقوع خسائر بشرية جراء القصف اليوم، أعلنت وزارة الصحة السودانية تشكيل لجنة مشتركة ووضع خطة للطوارئ لمواجهة التحديات نتيجة هجوم المسيرات، والتي "قد تؤدي الي إصابات وجرحي"، وفقا لبيان رسمي صادر عن الوزارة.

وقال المحلل السياسي السوداني أحمد سر الختم إن القصف بالمسيرات يركز على منشآت حيوية، وهي مستودعات الوقود والمطار والميناء.

وأضاف سر الختم لـ ((شينخوا)) "هذه ثلاثة مرافق إستراتيجية، واستهدافها سيؤدي إلى أزمة غير مسبوقة في قطاعات النقل والشحن والخدمات البترولية".

وشدد سر الختم على أهمية أن تضع السلطات الحكومية تدابير أمنية لحماية المنشآت الاستراتيجية وأبرزها المطار الدولي وميناء بورتسودان ومستودعات الوقود.

وقال "لقد بلغت هجمات الدعم السريع عبر الطيران المسير ذروتها اليوم بالوصول إلى أهداف في وسط المدينة ومنها فندق كورال الذي يستضيف وفودا أجنبية، هذا التطور يستدعي تدابير أمنية جديدة".

ووصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يوم أمس (الاثنين) الهجمات عبر الطائرات المسيرة على منشآت ببورتسودان بأنها تشكل "تطورا مثيرا للقلق يهدد حماية المدنيين والعمليات الإنسانية".

واستهدفت طائرات مسيرة مواقع إستراتيجية بمدينة بورتسودان اليوم (الثلاثاء) أبرزها المطار الدولي وفندق قرب القصر الرئاسي المؤقت وميناء لتصدير النفط.

وعلقت سلطات الطيران المدني العمليات الجوية بمطار بورتسودان، في إجراء مؤقت.

وبث ناشطون مقاطع فيديو تظهر تصاعد أعمدة الدخان في سماء مدينة بورتسودان، التي تتعرض لهجمات بالمسيرات لليوم الثالث على التوالي.

واتهمت الحكومة السودانية قوات الدعم السريع بشن ما وصفتها "هجمات إرهابية" عبر الطائرات المسيرة، فيما لم تعلق قوات الدعم السريع على ذلك.

وقالت الخارجية السودانية في بيان إن الهجمات استهدفت المرافق المدنية الرئيسية، وشملت المطار المدني ومستودعات الوقود الاستراتيجي، وجزءا من ميناء بشائر، وفندقا يقيم فيه دبلوماسيون وضيوف أجانب.

وتحدث البيان عن استخدام "مسيرات استراتيجية وأسلحة متقدمة لا تتوفر إلا لدول بعينها"، وقال "لقد توفرت للأجهزة المختصة معلومات موثقة حول نوعية ومصادر تلك الأسلحة سيعلن عنها في حينها".

ولاحقا، أعلن مجلس الأمن والدفاع في السودان، وهو أعلى هيئة عسكرية بالبلاد، قطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة الإمارات العربية المتحدة.

واتهم المجلس في بيان تلاه وزير الدفاع السوداني الفريق متقاعد ياسين إبراهيم، الإمارات بـ"تصعيد دعمها" لقوات الدعم السريع ومدها بـ"أسلحة متطورة" استهدفت بها المنشآت الحيوية في البلاد.

وفي 4 مايو الجاري، وصلت هجمات قوات الدعم السريع، لأول مرة، إلى مدينة بورتسودان، ونفذت طائرات مسيرة هجمات استهدفت قاعدة جوية عسكرية ومنشآت مدنية.

كما هاجمت مسيرات أمس مستودعا للوقود بمدينة بورتسودان، مما أدى إلى تدميره بالكامل، وفقا لوزارة الطاقة والنفط السودانية.

ومنذ مايو 2023، أصبحت بورتسودان العاصمة المؤقتة للسودان، ومقرا للحكومة والبعثات الدبلوماسية بالبلاد، ويستقبل مطار المدينة الدولي الرحلات الجوية من وإلى السودان.

كما تستضيف بورتسودان أيضا وكالات تابعة للأمم المتحدة، وتؤوي مئات الآلاف من النازحين السودانيين.

وكثفت قوات الدعم السريع في الآونة الأخيرة هجماتها بالمسيرات على مواقع عسكرية ومنشآت حيوية داخل مناطق سيطرة الجيش السوداني في خضم الصراع الناشب بين الجانبين منذ منتصف أبريل 2023. 

   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号