صنعاء 5 مايو 2025 (شينخوا) أعلنت جماعة الحوثي أن سلسلة "غارات أمريكية إسرائيلية" استهدفت مساء اليوم (الإثنين) مدينة الحديدة غرب اليمن، فيما قال الجيش الإسرائيلي إنه قصف "بنى تحتية إرهابية" تابعة للجماعة في منطقة الساحل اليمني، وذلك غداة هجوم بصاروخ على مطار بن غوريون في تل أبيب.

وإثر الهجوم توعدت جماعة الحوثي بـ"توسيع بنك أهدافها" في إسرائيل.

-- "عدوان أمريكي إسرائيلي"

وأفادت قناة ((المسيرة)) الناطقة باسم الحوثيين اليوم بوقوع "عدوان أمريكي إسرائيلي على مدينة الحديدة" الساحلية على البحر الأحمر.

وتابعت أن الهجوم استهدف بـ" 6 غارات" ميناء الحديدة، وهو أكبر الموانئ اليمنية والشريان الرئيسي لإمدادات الواردات الأساسية للمناطق الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي ذات الكثافة السكانية شمالي اليمن.

وأضافت القناة أن الغارات استهدفت أيضا مصنع إسمنت في مديرية باجل الواقعة في الجهة الشرقية من محافظة الحديدة.

ويعد مصنع إسمنت باجل، واحد من أكبر المنشآت الاقتصادية في البلاد.

وتسببت الغارات على المصنع في مقتل شخصين وإصابة 42 آخرين بجروح في حصيلة غير نهائية، وفق القناة.

وكانت وزارة الصحة بحكومة الحوثيين في صنعاء غير المعترف بها من المجتمع الدولي قد أعلنت في حصيلة أولية عن إصابة 21 شخصا جراء الغارات على مصنع باجل.

وأدانت الوزارة في بيان "استمرار العدوان الأمريكي الإسرائيلي في استهداف المنشآت الخدمية والأعيان المدنية في انتهاك صارخ للقانون الإنساني الدولي".

وطالبت المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لوقف "جرائم أمريكا وإسرائيل" في اليمن وغزة.

وتسببت الغارات أيضا بخروج ميناء الحديدة عن الجاهزية، وتدمير هائل في مصنع الإسمنت.

وقال مصدر محلي في محافظة الحديدة لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن القصف الجوي على ميناء الحديدة تسبب بدمار واسع في الميناء وأخرجه عن الجاهزية بشكل كلي.

وتابع المصدر أن الميناء كان يعمل بقدرات محدودة نتيجة القصف الجوي الذي طاله خلال الفترة الماضية، إلا أن غارات اليوم دمرت باقي مرافقه ومعداته بشكل كامل.

وأكد أن الغارات تسببت أيضا في دمار هائل في المبنى الرئيسي وخطوط الإنتاج وفي كافة مرافق مصنع إسمنت باجل.

وبث نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو من موقع المصنع أظهرت تصاعد كرات نار وأعمدة دخان بشكل كثيف في المنطقة.

وسبق أن شنت إسرائيل هجمات على أهداف لجماعة الحوثي شملت موانئ وبنى تحتية للطاقة.

ويعد هجوم اليوم على الحديدة، هو الخامس من نوعه الذي تنفذه إسرائيل ضد جماعة الحوثي في اليمن، بعد أربعة هجمات خلال العام الماضي على الحديدة والعاصمة صنعاء.

-- بنى تحتية

وأعلن الجيش الإسرائيلي اليوم أنه هاجم "أهدافًا إرهابية" للحوثيين في ميناء الحديدة ومحيطه على بعد نحو 2000 كيلومتر عن إسرائيل.

وقال الجيش في بيان "إن طائرات حربية شنت قبل قليل غارات استهدفت بنى تحتية إرهابية تابعة لنظام الحوثي الإرهابي في منطقة الساحل اليمني".

وتابع "أن البنى الإرهابية التي تمت مهاجمتها في ميناء الحديدة" تعتبر "مصدر دخل مركزيا" للحوثيين، إذ "يستخدم ميناء الحديدة لصالح نقل وسائل قتالية إيرانية وعتاد عسكري وحاجات عسكرية إضافية".

وأضاف أنه "تمت مهاجمة مصنع أسمنت باجل شرق الحديدة، والذي يستخدم كمنشأة اقتصادية مهمة" من أجل "بناء الأنفاق والبنى التحتية العسكرية"، معتبرا استهدافه "بمثابة ضربة لاقتصاد النظام وتسلحه العسكري".

وأكد الجيش أن الغارات تأتي "ردا على الهجمات المتكررة لنظام الحوثي الإرهابي نحو دولة إسرائيل"، والتي شملت "إطلاق صواريخ أرض-أرض، ومسيرات نحو الأراضي الإسرائيلية".

من جهتها، أكدت وسائل إعلام إسرائيلية أن إسرائيل شنت غارات واسعة على اليمن بتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية.

وذكرت صحيفة ((يديعوت أحرونوت)) مساء اليوم نقلا عن مصادر إسرائيلية "أن إسرائيل شنت غارات جوية واسعة النطاق في اليمن، بمشاركة عشرات الطائرات الحربية، بالتنسيق مع الولايات المتحدة".

فيما نقلت قناة ((كان)) عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن الهجوم استهدف "الميناء ومطارا في منطقة الحديدة وبنى تحتية مزدوجة الاستخدام مدني وعسكري".

وأفادت القناة بأن الهجوم تم بإشراف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يسرائيل كاتس، إضافة لرئيس الأركان أيال زامير وقائد سلاح الجو تومير بار، الذين تواجدوا في غرفة العمليات الخاصة بسلاح الجو في مقر قيادة وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب.

وأطلقت إسرائيل على عمليتها العسكرية اسم "مدينة الموانئ"، وفق القناة 14 الإسرائيلية.

وتأتي هذه الغارات ردا على إطلاق الحوثيين صاروخا الأحد سقط في محيط مطار بن غوريون الدولي وسط إسرائيل، وفق الإعلام الإسرائيلي.

-- بنك أهداف

وتبنت جماعة الحوثي الأحد استهداف مطار بن غوريون في تل أبيب بصاروخ باليستي، بعد وقت قصير من إعلان السلطات الإسرائيلية سقوط صاروخ في محيط المطار الدولي.

وقال المتحدث العسكري للحوثيين العميد يحيى سريع، في بيان أمس "إن القوة الصاروخية في القوات المسلحة اليمنية نفذت عملية عسكرية استهدفت مطار بن غوريون في منطقة يافا المحتلة (تل أبيب) وذلك بصاروخ باليستي فرط صوتي، وقد أصاب هدفه بنجاح".

وإثر هجوم اليوم، توعدت جماعة الحوثي بـ"توسيع بنك الأهداف" في إسرائيل.

ونقلت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) التي تديرها الجماعة عن المتحدث باسم حكومة الحوثيين بصنعاء هاشم شرف الدين، قوله "إن استهداف العدو الإسرائيلي لميناء ومصنع إسمنت في اليمن يوسع بنك أهداف القوات المسلحة اليمنية في إسرائيل".

والأحد، قالت جماعة الحوثي إنها ستعمل على فرض حصار جوي شامل على إسرائيل من خلال تكرار استهداف المطارات، وعلى رأسِها مطار بن غوريون في تل أبيب وسط البلاد.

وأهابت في بيان "بكافة شركات الطيران العالمية أخذ ما ورد في هذا البيان بعين الاعتبار منذ ساعة إعلانه ونشره وإلغاء كافة رحلاتها إلى مطارات" إسرائيل "حفاظا على سلامة طائراتها وعملائها".

وبجانب الغارات على الحديدة، استهدفت ثلاث غارات أمريكية مساء اليوم منطقة السواد بمديرية سنحان في الأطراف الجنوبية الشرقية من العاصمة صنعاء.

كما استهدفت 15 غارة مديرية الحزم مركز محافظة الجوف الواقعة على بعد (143 كلم شمال شرق صنعاء)، وفق إعلام الحوثيين.

وتشن الولايات المتحدة الأمريكية غارات جوية مكثفة منذ منتصف شهر مارس الماضي على مناطق واسعة خاضعة لسيطرة جماعة الحوثي في اليمن، ما أوقع ضحايا مدنيين.

وردا على الهجوم الأمريكي، أعلنت جماعة الحوثي أكثر من مرة استهداف حاملة الطائرات الأمريكية (يو إس إس هاري ترومان) وقطع حربية تابعة لها في البحر الأحمر، واستأنفت هجماتها على أهداف في إسرائيل لإظهار "التضامن" مع الفلسطينيين في غزة.

وتشن جماعة الحوثي هجمات متكررة بالصواريخ والطائرات المستمرة ضد أهداف متعددة في إسرائيل منذ أكتوبر 2023، دعما للفلسطينيين في غزة.

وتوقفت هذه الهجمات عند سريان اتفاق وقف إطلاق النار في غزة لمدة شهرين، قبل أن يعاود الحوثيون في مارس الماضي هجماتهم ضد إسرائيل عقب انهيار الاتفاق واستئناف العمليات العسكرية الإسرائيلية في القطاع ضد حركة المقاومة الإسلامية (حماس).