أسوان، مصر، 4 مايو 2025 (شينخوا) يواصل مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة في دورته التاسعة تأكيد التزامه بدعم قضايا المرأة وإعلاء صوتها من خلال السينما، مع عرض 61 فيلما من أكثر من 30 دولة، بالإضافة إلى 11 فيلما ضمن ورش أسوان السينمائية، ليصل إجمالي عدد الأفلام المعروضة إلى 72 فيلما.

وبجانب الأفلام التي تتناول قضايا المرأة، شملت فعاليات المهرجان أيضا ندوات ومناقشات عامة سلطت الضوء على دور المرأة وصوتها في المجتمع، من بينها ندوة حول "دور المؤسسات الوطنية والدولية في تمكين المرأة"، وأخرى بعنوان "المرأة رائدة الحركة الفنية التشكيلية في مصر"، شارك فيها نخبة من الفنانين والخبراء.

وفي إطار تعزيز الرسائل الاجتماعية التي يتبناها المهرجان، افتتح منتدى "نوت" لقضايا المرأة أنشطته بعرض مجموعة من الأفلام القصيرة ضمن مشروع "نجوم من أجل التغيير"، برعاية الاتحاد الأوروبي، لمناقشة قضايا مثل ختان الإناث، وزواج القاصرات، والتحرش، وتمكين فتيات الجنوب.

وتناول المنتدى نماذج من المعاناة والرفض المجتمعي لتلك الممارسات، وسط دعوات لاستخدام السينما كوسيلة للتوعية وتسليط الضوء على مثل هذه الظواهر الخطرة.

وقال مدير المهرجان حسن أبو العلا في مقابلة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) إن "المهرجان يساهم من خلال عرض أفلام تتناول قضايا المرأة، ليس فقط في مصر، بل في العالم، كما لدينا منتدى "نوت" لقضايا المرأة، الذي يضم جلسات نقاشية وندوات تتناول قضايا حقيقية تهم المرأة، بمشاركة متخصصين".

وأضاف أنه "لأول مرة يخرج المهرجان من قاعات السينما والندوات إلى الشوارع"، مشيرا إلى إقامة فعاليات جديدة في أحد ميادين أسوان ومكتبة أسوان العامة تتضمن عروضا لبعض أفلام المهرجان، وندوات، ومناقشات، وفقرات ترفيهية لجذب أكبر عدد من الجماهير، خاصة ممن لا يذهبون إلى دور العرض.

وتكتسب هذه الدورة من المهرجان "أهمية كبيرة" لأنها تحمل اسم أيقونة الغناء المصري والعربي أم كلثوم، المعروفة باسم "كوكب الشرق" و"سيدة الغناء العربي"، في الذكرى الخمسين لرحيلها، "أم كلثوم ليست فقط قصة نجاح في الفن، بل قصة نجاح في الحياة، لامرأة بسيطة خرجت من ريف مصر العظيم لتحقق شهرة ونجومية مستمرة حتى بعد خمسين عاما على رحيلها"، بحسب مدير المهرجان.

وتشمل مسابقات المهرجان هذا العام 10 أفلام روائية طويلة و20 فيلما قصيرا من عدد من الدول منها نيجيريا، والإمارات، وسويسرا، وفنلندا، والأرجنتين، وهولندا، وتتنوع بين الروائي والوثائقي، مما يعكس تنوعا في التجارب النسائية والقضايا الاجتماعية المطروحة.

وقالت الممثلة المصرية داليا البحيري، عضو لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، في تصريح لـ((شينخوا))، "إن أفلام هذا العام قوية جدا. لقد أعجبني اختيار الأفلام، خاصة أنها من بلدان مختلفة مثل كوريا الجنوبية، وسويسرا، والنمسا، ونيجيريا، والإمارات، وغيرها، هذا التنوع مبهر فعلا، وأنا سعيدة جدا بالأفلام التي شاهدتها حتى الآن".

وأشارت داليا البحيري إلى أن موقع إقامة المهرجان في أسوان يمنحه طابعا فريدا، قائلة إن "أجواء أسوان تشبه المرأة المصرية في حنانها وطبيعتها، فهي مزيج رائع ومكان جميل لإقامة مثل هذا المهرجان".

ويضم المهرجان أيضا قسمين للأفلام القصيرة يركزان على الإنتاج المحلي هما مسابقة "أفلام ذات أثر" التي تعرض 10 أفلام مصرية تتناول قضايا اجتماعية ونسائية ملحة، ومسابقة "أفلام الجنوب" التي تشمل 15 فيلما من أو عن جنوب مصر.

وبالتعاون مع مهرجان لندن بريز السينمائي، يتضمن مهرجان أسوان لهذا العام عرضا خاصا لستة أفلام بريطانية.

ويكرم مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة فنانات وصانعات أفلام من مصر وخارجها، واحتفى هذا العام بالفنانة المصرية الكبيرة لبلبة، والنجمة السورية كندة علوش، ومخرجة الأفلام الوثائقية الهولندية إليزابيث فرانيه.

وأعربت فرانيه عن شعورها بالسعادة والامتنان لدعوتها إلى مهرجان أسوان، الذي يبذل جهدا في عرض أفلام من صنع النساء أو تتناول قضايا المرأة.

وأضافت المخرجة الهولندية لـ((شينخوا))، "أعتقد أن مهرجان أسوان منصة مهمة للغاية لإعطاء صوت لقصص النساء، التي لم تكن لتسمع لولا وجود منصات مثل هذا المهرجان".

من جانبها، قالت كندة علوش إن "مهرجان أسوان من المهرجانات القليلة التي تحتفي بصانعات السينما والأفلام التي تعالج قضايا المرأة، وسعيدة أنني كرّمت فيه هذا العام، وهذا تكريم أفتخر به جدا، ولو سئلت عن أكثر أربع أو خمس مدن أعشقها في العالم، فأسوان بالتأكيد واحدة منها".

ويقام المهرجان تحت رعاية وزارتي الثقافة والسياحة والآثار في مصر، وبدعم من منظمات ومؤسسات محلية ودولية منها المجلس القومي للمرأة، ومحافظة أسوان، والاتحاد الأوروبي، وهيئة الأمم المتحدة للمرأة.