arabic.china.org.cn | 04. 05. 2025 | ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
القاهرة 30 أبريل 2025 (شينخوا) في شقة مستأجرة في حي مدينة نصر بالقاهرة، أضاء وهج شاشتي هاتفين وجهي غزل معتز (15 عاما)، وشقيقتها الصغرى صبا (11 عاما)، أثناء متباعتهما لدرس تعليمي افتراضي ضمن مبادرة أطلقتها وزارة التربية والتعليم الفلسطينية للطلاب النازحين بمصر بفعل الحرب الإسرائيلية المتواصلة في غزة.
وكانت رحلة غزل وصبا إلى هذه المنصة التعليمية المؤقتة عصيبة، بعد نزوحهما مع أبويهما في مارس 2024، من غزة قبل أسابيع من إغلاق الجيش الإسرائيلي لمعبر رفح، بوابتهم الوحيدة للعالم الخارجي.
لم تترك العائلة وراءها ممتلكاتها المادية فحسب، بل تركت أيضا علامات ملموسة على ماضيهم؛ مثل شركة مزدهرة لأبيهم تحولت إلى أنقاض، ومنزل من ثلاثة طوابق أصبح الآن مجرد ذكرى مؤلمة.
ومع ذلك، ظل أمل الوالدين بمستقبل ابنتيهما، وخاصة تعليمهما، راسخا غير قابل للمخاطرة به.
وقالت داليا أحمد، والدة غزل وصبا، لوكالة أنباء ((شينخوا)) "جلب وصولنا إلى مصر تحديات جديدة، فبدون وثائق الإقامة، شكل الالتحاق بالمدارس المصرية المحلية عقبة. وخشينا أن تكون رحلة ابنتينا التعليمية قد شارفت على الانتهاء".
ولكن بعد ذلك، برز بصيص أمل عندما قدمت مبادرة أطلقتها وزارة التربية والتعليم الفلسطينية في رام الله بالتعاون مع السفارة الفلسطينية في القاهرة، طوق نجاة وفرصة لمواصلة التعلم رغم كل الصعاب.
وبالنسبة لغزل، الفتاة الذكية والطموحة التي تحلم بأن تصبح طبيبة أطفال، شكل التعلم عن بعد راحة كبيرة لها.
وقالت غزل لـ ((شينخوا)) بصوت يحمل إصرارا "لا أفوت حصة دراسية أبدا. أتبع تعليمات أساتذتي بجد، وتعطشي للمعرفة لا تثنيه الفجوة الرقمية".
وأقرت بالعقبات الأولية، وأبرزها الانقطاع المفاجئ و"المحبط" للإنترنت أو التيار الكهربائي في الضفة الغربية أثناء الدروس، مما يعطل عملية التعليم الافتراضية. ومع ذلك، فقد طغت على هذه التحديات فرصة هائلة تتيحها هذه المبادرة.
وقالت الفتاة البالغة من العمر 15 عاما "هذه المبادرة فرصة لإبقاء طموحاتي حية، ولرعاية بذور مستقبلي حتى في ظل النزوح".
وتقول صبا، الشقيقة الصغرى، بصوت يملؤه الشوق، إنه لا يوجد شيء يضاهي المدرسة، مضيفة بصوت حزين "أفتقد أيامي المألوفة في غزة، ومدرستي التي دمرت، وأحاديثي مع زملائي في الصف".
ورغم بعد المسافة، أبدت صبا إعجابها بتفاني معلميها في المنصة الرقمية، مشيرة إلى أنهم يبذلون جهدا كبيرا لإيصال المعلومات ومتابعة الدروس.
وأضافت صبا "المنهج الدراسي لا يزال كما هو، لكن غياب مقعدي، وضحكات زملائي التي تتردد في ساحة المدرسة، لا يمكن تعويضها بالتعليم الافتراضي".
من جهتها قالت الأم الثلاثينية "لقد كانت هذه المبادرة بمثابة شريان حياة لابنتي"، مضيفة أنها كانت قلقة للغاية من أن يصبح تعليم طفلتيها ضحية أخرى للحرب.
وأوضحت "لقد سلبت الحرب كل شيء منا. فقدنا منزلنا، والعديد من أقاربنا وأصدقائنا، لكن لا يمكننا أن ندعها تدمر مستقبل أطفالنا".
وتعلق الأم أملها الآن على توقف الصراع، وعلى إمكانية العودة إلى وطنهم، لإعادة بناء ليس فقط منزلهم، بل حياتهم أيضا.
وأردفت "أحلم بيوم تستطيع فيه بناتي العودة إلى بوابات مدرستهن، ويتردد صدى ضحكاتهن في ردهاتها".
بدوره، قال مسؤول الشؤون الأكاديمية بالسفارة الفلسطينية بالقاهرة إياد أبو الهنود إن أكثر من 100 ألف فلسطيني لجأوا إلى مصر منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023، من بينهم حوالي 23 ألف طفل في سن الدراسة من الصف الأول إلى الصف الثاني عشر.
وأضاف أبو الهنود لـ ((شينخوا)) أن "الحاجة الملحة لضمان استمرار تعليمهم أدت إلى التبني السريع لنظام التعلم عن بعد، وهو جهد تعاوني مع وزارة التربية والتعليم الفلسطينية".
وأوضح أنه في العام الأول وحده، تمكن 10 آلاف طالب من التسجيل والمثابرة في بيئة التعلم الافتراضية، وتمكنوا من الحصول على شهادات إتمام الدراسة.
وأشار إلى أن هذا العام الدراسي شهد زيادة أكبر، حيث أصبح نحو 23 ألف طالب متصلين الآن بتعليمهم من خلال هذا الجسر الرقمي.
وألقى أبو الهنود الضوء على الترتيبات الخاصة بطلاب المرحلة الثانوية، وهي مرحلة حاسمة في مسيرتهم الأكاديمية.
وأضاف انه في حين تجرى غالبية الامتحانات إلكترونيا، تمكن ما يقرب من 1300 طالب وطالبة من طلاب المرحلة الثانوية في مصر من أداء امتحاناتهم النهائية حضوريا العام الماضي، ويستعد 2000 طالب وطالبة آخرين للقيام بذلك هذا العام.
وأكد أن المعلمين في الضفة الغربية، الذين يظهرون تفانيا ملحوظا، يتطوعون بوقتهم بعد ساعات العمل العادية لضمان نجاح هذه المبادرة، جاعلين من التزامهم جسرا للبعد الجغرافي.
وأردف "كانت التحديات الأولية كبيرة، حيث لم يتمكن آلاف الطلاب من الانضمام إلى البرنامج في عامه الأول. ومع ذلك، نفذت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية برامج مكثفة لمساعدة هؤلاء الطلاب على اللحاق بالركب، وتمكينهم من الانضمام إلى العام الدراسي الجديد".
![]() |
![]() |
![]() |
انقلها الى... : |
China
Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000 京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号 |