غزة 3 مايو 2025 (شينخوا) قال مسؤول طبي فلسطيني اليوم (السبت) إن 57 شخصا على الأقل، معظمهم من الأطفال، توفوا في قطاع غزة نتيجة مضاعفات مرتبطة بسوء التغذية، وسط أزمة إنسانية متفاقمة نتيجة الحصار الإسرائيلي المتواصل.

وأوضح مروان الهمص، مدير المستشفيات الميدانية في وزارة الصحة بغزة، أن الوفيات الـ 57 سجلت منذ بدء الهجوم الإسرائيلي على القطاع في السابع من أكتوبر 2023، محذرا من أن الأعداد مرشحة للارتفاع في ظل الانهيار الواسع للخدمات الصحية واستمرار نقص الغذاء والمياه النظيفة.

وأضاف الهمص أن "غالبية سكان القطاع يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، وانتشار فقر الدم، خاصة بين النساء والأطفال"، مشيرا إلى أن تدهور الوضع الصحي، أثر أيضا على قدرة المستشفيات على تنفيذ عمليات أساسية مثل نقل والتبرع بالدم.

وتابع أن "معظم المتبرعين بالدم أنفسهم يعانون من فقر الدم، ما يحد من قدرة الطواقم الطبية على إنقاذ الأرواح".

وبحسب المسؤول، فإن المرضى المصابين بالسرطان أو بأمراض الكلى، يواجهون مخاطر متزايدة في ظل نقص الأدوية التخصصية، قائلا إن "الكثير منهم يموتون بصمت نتيجة توقف العلاج".

وأشار إلى أن القطاع يعاني أيضا من انتشار الأمراض الجلدية المعدية، فضلا عن غياب شبه تام للمياه الصالحة للشرب، بينما تصطف آلاف النساء والأطفال يوميا أمام مراكز توزيع الطعام.

وذكر الهمص "أن حالة نادرة سجلت يوم أمس الجمعة، حيث ولدت طفلة بدون دماغ، يرجح أنها نتيجة سوء تغذية حاد أثناء الحمل".

ويأتي هذا في وقت تواصل فيه إسرائيل فرض الحصار على قطاع غزة، حيث تمنع دخول المساعدات الإنسانية منذ مطلع مارس الماضي، في خطوة تربطها بتطورات المفاوضات حول وقف إطلاق النار.

وحذرت منظمات إنسانية من أن استمرار إغلاق المعابر يفاقم الأزمة بشكل غير مسبوق، ويدفع المزيد من السكان نحو الجوع والأمراض.

كما حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أمس الجمعة من أن الاستجابة الإنسانية في قطاع غزة باتت "على وشك الانهيار التام"، وذلك في ظل استمرار إسرائيل في منع دخول المساعدات إلى القطاع منذ شهرين.

وقالت اللجنة في بيان صحفي إن "ستة أسابيع من الأعمال العدائية المكثفة، إلى جانب المنع الكامل لدخول المساعدات منذ شهرين، حرمت المدنيين من المقومات الأساسية للبقاء على قيد الحياة".

وأضاف البيان أن عدم استئناف تسليم المساعدات الإنسانية فورا سيؤدي إلى عجز اللجنة عن التزود بالمواد الغذائية والأدوية والإمدادات المنقذة للحياة، مما يهدد استمرارية برامجها الحيوية في القطاع.

من جهته، أدان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بشدة ما وصفه بـ "استخدام إسرائيل الغذاء كسلاح حرب"، قائلا "إن الحصار المفروض منذ 63 يوما أدى إلى ارتفاع عدد ضحايا الجوع وسوء التغذية، غالبيتهم من الأطفال، مشددا على أن العدد مرشح للزيادة".

وأضاف البيان أن "ما يجري في غزة يمثل جريمة إبادة جماعية مكتملة الأركان"، محملا المجتمع الدولي "المسؤولية القانونية والإنسانية في حماية المدنيين والمنشآت الصحية".

ودعا المكتب الإعلامي إلى "تحرك عاجل لفتح جميع المعابر، وضمان إدخال الغذاء والدواء والمساعدات الإنسانية، قبل فوات الأوان".

واستأنفت إسرائيل في 18 مارس الماضي عملياتها العسكرية في قطاع غزة بعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، الذي تم التوصل إليه بوساطة مصرية قطرية أمريكية في 19 يناير 2025، في ظل عدم التفاهم بين الطرفين بشأن بدء مرحلته الثانية أو تمديده.

وشنت إسرائيل حربا واسعة النطاق في قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023، بعد أن نفذت حماس هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل أسفر، وفق السلطات الإسرائيلية، عن مقتل أكثر من 1200 إسرائيلي واحتجاز رهائن.

وأدت الحرب الإسرائيلية في غزة إلى مقتل أكثر من 52 ألف فلسطيني، بحسب وزارة الصحة في.