غزة 2 مايو 2025 (شينخوا) أعلن تحالف "أسطول الحرية" تعرض سفينة مساعدات إنسانية كانت في طريقها إلى قطاع غزة في وقت مبكر اليوم (الجمعة) لهجوم من قبل طائرة مسيرة في أثناء إبحارها في المياه الدولية قرب مالطا.

وقال التحالف في بيان إن السفينة تدعى "الضمير" وتقل نحو 30 شخصا، مشيرا إلى أنها تعرضت لإصابتين في مقدمتها، ما تسبب في اندلاع حريق وحدوث ثقب في الهيكل.

وأضاف أن السفينة أطلقت إشارة استغاثة (SOS) لكنها لم تتلق أي استجابة حتى الآن.

وأظهرت مقاطع مصورة نشرت عبر الإنترنت ألسنة لهب وأعمدة من الدخان تتصاعد من السفينة، بينما سمعت أصوات انفجارات في الخلفية.

وأدانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الهجوم، واتهمت إسرائيل بالوقوف خلفه، معتبرة أنه "جريمة قرصنة وإرهاب دولة منظم".

وقالت الحركة في بيان إن "هجوم مسيرات جيش الاحتلال على سفينة الضمير جريمة تعكس طبيعة الاحتلال وتحديه السافر لإرادة الإنسانية والعدالة".

وحمل البيان الحكومة الإسرائيلية "المسؤولية الكاملة عن سلامة السفينة وطاقمها الذي يواجه خطر الموت جراء هذا الاستهداف".

ودعت حماس الأمم المتحدة إلى التدخل العاجل، وطالبت دول العالم بإدانة الهجوم ومحاسبة المسؤولين عنه.

ولم يصدر تعليق فوري من الجيش الإسرائيلي على الحادث، ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم.

ويأتي الحادث في وقت تواجه فيه إسرائيل ضغوطا متزايدة بسبب القيود المفروضة على دخول المساعدات إلى قطاع غزة، الذي يشهد أزمة إنسانية متفاقمة منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023.

وتعد هذه الخطوة هي الأحدث ضمن محاولات نشطاء دوليين كسر الحصار البحري المفروض على غزة، والذي تسري عليه القيود الإسرائيلية منذ عام 2007.

وكانت أبرز تلك المحاولات، هي أسطول الحرية عام 2010، الذي تعرض لاقتحام من البحرية الإسرائيلية، ما أدى إلى مقتل عشرة ناشطين أتراك وإثارة ردود فعل دولية واسعة.

وتفرض إسرائيل حصارا بريا وبحريا وجويا على قطاع غزة، وتقول إن الهدف منه هو منع تهريب الأسلحة إلى حركة حماس، التي تسيطر على القطاع.

فيما تقول منظمات حقوقية إن الحصار يفاقم الأزمة الإنسانية، ويقيد حرية حركة المدنيين والبضائع.

من جهتها، قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إن الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ الثاني من مارس الماضي "يقتل يوميا الأطفال والنساء بصمت".

وذكرت الأونروا في بيان بمناسبة مرور شهرين على وقف دخول المساعدات الدولية الطارئة لسكان غزة أنه "مع كل يوم إضافي، يواصل الحصار قتل الأطفال والنساء بصمت، إضافة إلى أولئك الذين يقتلون جراء القصف".

وتابع البيان أن الحصار "يستهدف الأطفال والنساء وكبار السن والرجال العاديين ويعاقب هؤلاء جماعيا لمجرد أنهم ولدوا ويعيشون في غزة، وهو أمر لا يد لهم فيه".

ودعا البيان إسرائيل إلى وقف القيود المفروضة على قطاع غزة منذ الثاني من مارس الماضي والسماح بتدفق الإمدادات الأساسية، مطالبا في الوقت ذاته بالإفراج عن جميع الرهائن والمختطفين.

وشدد على أن الوقت قد حان "لنثبت أننا لم نفقد إنسانيتنا بالكامل"، في إشارة إلى ضرورة سرعة فتح المعابر والبدء بتدفق المساعدات الإغاثية والغذائية والدواء.

وأعلنت إسرائيل في الثاني من مارس الماضي وقف دخول البضائع والإمدادات إلى غزة بما فيها تلك التي تقدمها مؤسسات الأمم المتحدة، مع انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار دون اتفاق.

واستأنفت إسرائيل في 18 مارس الماضي عملياتها العسكرية في قطاع غزة بعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، الذي تم التوصل إليه بوساطة مصرية قطرية أمريكية في 19 يناير 2025، في ظل عدم التفاهم بين الطرفين بشأن بدء مرحلته الثانية أو تمديده.

وشنت إسرائيل حربا واسعة النطاق في قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023، بعد أن نفذت حماس هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل أسفر، وفق السلطات الإسرائيلية، عن مقتل أكثر من 1200 إسرائيلي واحتجاز رهائن.