غزة 2 مايو 2025 (شينخوا) حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر اليوم (الجمعة) من أن الاستجابة الإنسانية في قطاع غزة باتت "على وشك الانهيار التام"، وذلك في ظل استمرار إسرائيل في منع دخول المساعدات إلى القطاع منذ شهرين.

وقالت اللجنة في بيان صحفي إن "ستة أسابيع من الأعمال العدائية المكثفة، إلى جانب المنع الكامل لدخول المساعدات منذ شهرين، حرمت المدنيين من المقومات الأساسية للبقاء على قيد الحياة".

وأضاف البيان أن عدم استئناف تسليم المساعدات الإنسانية فورا سيؤدي إلى عجز اللجنة عن التزود بالمواد الغذائية والأدوية والإمدادات المنقذة للحياة، مما يهدد استمرارية برامجها الحيوية في القطاع.

وقال نائب مدير عمليات اللجنة باسكال هونت، إن "المدنيين في غزة يكابدون يوميا معاناة شديدة للبقاء على قيد الحياة وسط أخطار القتال المتواصل، والنزوح المتكرر، والحرمان من المساعدات الإنسانية العاجلة".

وأكد هونت أن الوضع لا يحتمل مزيدا من التصعيد، مشددا على أن القانون الدولي الإنساني يحمل إسرائيل، بصفتها قوة احتلال، مسؤولية ضمان تلبية الاحتياجات الأساسية للسكان المدنيين الخاضعين لسيطرتها.

وحذر من أن استمرار الحصار سيجعل اللجنة الدولية للصليب الأحمر غير قادرة على مواصلة تنفيذ برامج أساسية، مثل دعم المطابخ المجتمعية التي تقدم الوجبة الوحيدة للكثير من السكان، إلا لبضعة أسابيع قادمة.

كما أشار إلى أن المواد الغذائية والإمدادات الطبية في مستشفى الصليب الأحمر الميداني في غزة أوشكت على النفاد، مع استنفاد بعض الأدوية والمستهلكات الأساسية بالفعل، في وقت يشهد فيه القطاع تدهورا خطيرا في خدمات المياه والصرف الصحي.

وأوضح البيان أن إغلاق خطوط أنابيب المياه وتدمير شاحنات الصرف الصحي أدى إلى ارتفاع خطر تفشي الأمراض المنقولة بالمياه إلى مستويات مقلقة، في ظل انهيار شبه كامل لنظم النظافة والصحة العامة.

وأكد التزام اللجنة بخدمة المدنيين في غزة، لكنه أشار إلى أن تدهور الأوضاع الأمنية يقيد بشدة قدرة طواقمها وشركائها على العمل والتنقل.

وشدد البيان على ضرورة احترام وحماية الطواقم الطبية والمرافق الصحية في جميع الظروف، وفق ما ينص عليه القانون الدولي الإنساني، داعيا إلى ضمان بقاء المستشفيات والمراكز الطبية ملاذًا آمنًا للمدنيين.

وطالبت اللجنة بالسماح الفوري بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، وإطلاق سراح الرهائن، وحماية المدنيين، محذرة من أن غياب إجراءات عاجلة سيدفع القطاع نحو مزيد من الفوضى، وسيقوض قدرة الاستجابة الإنسانية على التخفيف من تداعيات الأزمة.

وأعلنت إسرائيل في الثاني من مارس الماضي وقف دخول البضائع والإمدادات إلى غزة، واستأنفت في يوم 18 من نفس الشهر عملياتها العسكرية بعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، دون التوصل إلى اتفاق لتمديده أو بدء مرحلة ثانية. /نهاية الخبر/