share
arabic.china.org.cn | 01. 05. 2025

مقابلة خاصة: مدير المجلس المصري للشؤون الخارجية: سياسات ترامب فاقمت الاضطرابات في الشرق الأوسط

arabic.china.org.cn / 16:27:13 2025-05-01

القاهرة أول مايو 2025 (شينخوا) أكد مدير المجلس المصري للشؤون الخارجية السفير عزت سعد، أن سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال الـ 100 يوم الأولى من ولايته الثانية فاقمت الاضطرابات في الشرق الأوسط، معتبرا أنها ذات "نزعة استعمارية".

وقال سعد في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) "كمراقب للسياسة الأمريكية في المنطقة لدي ملاحظتان، أولا: الخطاب السياسي للرئيس ترامب فيه قدر كبير من الغطرسة والغرور والتعالي ودائما ما يلوح باستخدام القوة، ثانيا: ليس لدى ترامب وإدارته بشكل عام استراتيجية واضحة فيما يتعلق بقضايا الشرق الأوسط أو حتى القضايا الأخرى".

وأضاف أن "ترامب أظهر قدرا كبيرا من اللامبالاة فيما يتعلق بالملف الفلسطيني، ونذكر أنه قال إن غزة يمكن أن يحولها إلى ريفييرا الشرق الأوسط، وأعلن بشكل صريح أن أمريكا تنوى الاستيلاء على غزة، وطبعا رد الفعل العربي والعالمي كان حاسما ورافضا لهذا".

وأردف سعد قائلا "لا يستطيع أي مراقب محايد أن يدعي أن هناك أي تقدم على أي صعيد خلال الـ100 يوم الأولى لترامب في ولايته الثانية، ففيما يتعلق بالقضية الفلسطينية مازالت إسرائيل تمارس عدوانها العسكري كل يوم، ومازال هناك تصميم أمريكي على إبعاد القضية عن الأطر متعددة الأطراف وحرمان الأجهزة المعنية في إطار الأمم المتحدة من القيام بدورها سواء الأونروا أو ممثل الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أو محكمة العدل".

ورأى أن "تصريحات ترامب غير المسؤولة ارتباطا بملف غزة أدت إلى تدهور كبير على هذا الصعيد، وحالة من عدم الاستقرار على المستوى الإقليمي بشكل واضح، والولايات المتحدة الأمريكية أصبحت جزءا من المشكلة وليست جزءا من الحل، لأنه عندما تتابع موقف إسرائيل من مسألة وقف إطلاق النار، نجد رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتانياهو، يقول إنه يريد تطبيق خطة ترامب الذي اقترح تهجير سكان غزة".

وكان ترامب قد اقترح بعد أيام من توليه منصبه نقل سكان من غزة إلى مصر والأردن قبل أن يطرح خطة للسيطرة على القطاع وتحويله إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"، وهو ما أثار تنديدا على الصعيد الدولي.

وواصل سعد أن "نتانياهو قال إن قيام دولة فلسطينية أمر غير وارد بالمرة، وللأسف الشديد ترامب أعطى له طوق النجاة عندما بدأ في الحديث عن تهجير الفلسطينيين، وأمريكا فقدت كل مصداقية كطرف ينظر إليه تاريخيا على أنه طرف محايد يستطيع أن يقوم بدور وسيط سلام نزيه".

وأردف أن "ترامب بسلوكه خلال 100 يوم قضى على أي تفكير في أن الولايات المتحدة يمكن أن تقوم بدور وسيط نزيه في هذا الصراع".

واستطرد مدير المجلس المصري للشؤون الخارجية، قائلا "للأسف الشديد، ترامب جزء من المشكلة وليس الحل في الشرق الأوسط بصفة عامة لأنه عندما نتحدث عن المشكلة الأخرى الكبرى، وهي الملف النووي الإيراني، ترامب هو من انسحب من الاتفاق النووي الذي تم في عام 2015 وتبنى سياسة الضغط الأقصى التي قادت في النهاية إلى مزيد من العقوبات على إيران دون أي مبرر على الإطلاق".

وأكمل أنه "لا توجد استراتيجية أمريكية للتعامل مع هذا الملف، وهناك تناقض كبير جدا بين أعضاء الإدارة الامريكية حيال الملف الإيراني، وحتى الآن لا يوجد ما يبعث على التفاؤل في أنه ستكون هناك تسوية مرضية لهذا الملف".

وتجري الولايات المتحدة الأمريكية وإيران منذ 12 أبريل الماضي محادثات غير مباشرة حول الملف النووي الإيراني بوساطة سلطنة عمان. وعقد البلدان ثلاث جولات من المحادثات النووية، ومن المقرر أن تعقد جولة رابعة السبت.

وانتقد سعد "التهديدات المتكررة التي يطلقها ترامب (ضد إيران) دون أن يعطي بالا بأن الأمر يتعلق بمصالح أطراف أخرى، وأن التوازن في المصالح قضية مهمة"، معتبرا أن "مسألة فرض العقوبات أصبحت سياسة سخيفة ولم تجعل إيران تمضي بالشكل الذي يريده الأمريكيون، بالعكس لم تقد إلى أي شيء".

وأكد أن "سياسة ترامب فاقمت الاضطرابات في الشرق الأوسط، لأنه لا توجد أي مبادرة من جانب هذه الإدارة (الأمريكية) للتهدئة".

وأوضح "نحن نعلم مثلا أن الحوثيين في اليمن بدأوا في إطلاق الصواريخ والمسيرات تجاه إسرائيل وعلى السفن التي تتجه إليها بسبب استمرارها في قتل المدنيين في غزة، وبدلا من أن يطلب ترامب من حكومة إسرائيل وقف إطلاق النار، تقوم بلاده بقصف الحوثيين، والقصف المتواصل دون البحث عن حلول سياسية لن يضعف الحوثيين".

وشدد على أن "ترامب لم يكلف نفسه وفريقه عناء البحث عن حلول دبلوماسية لأي مشكلة من المشاكل الموجودة (في الشرق الأوسط)، إما تهديدات باستخدام القوة العسكرية أو استخدامها بالفعل دون أن يكون هناك نوع من القنوات الدبلوماسية المقنعة للتعامل مع هذا الصراع".

وتابع سعد، أن "ترامب بسياسته الخارجية هذه لم يختص خصومه فقط بهذه المواقف الغريبة لكن أيضا حلفاءه، فقد قال إنه سوف يستحوذ على جرينلاند وقناة بنما وكندا".

ومضى قائلا "في الواقع ترامب يعود بنا إلى الواقع الاستعماري، هذا صحيح 100%، وهذا ليس تقييمي بل هناك تقديرات من مراكز فكر في أمريكا والغرب تؤكد هذا، فكيف لرئيس دولة تدعي أنها ساهمت في قيام النظام الدولي القائم، أن يدعي الحق في تملك جزء من دولة أخرى أو ضم دولة أخرى إلا إذا كان هو صدى للنزعة الاستعمارية التي سادت الغرب في القرن التاسع عشر".

ورفض سعد "التوجه الاستعماري" الذي لا يفهم الحقائق السياسية للقرن الواحد والعشرين، ووصف أعضاء إدارة ترامب بأنهم "هواة ليست لديهم خلفيات تسمح لهم بالتعامل مع ملفات معينة"، ما تسبب في "سوء إدارة" هذه الملفات.

وختم قائلا "لا يبدو أن لدى ترامب إرادة سياسية للتعايش أو التفاعل مع الوضع الدولي، الذي تعد أمريكا جزءا منه، فهو يتحدث عن أمريكا أولا، وعنده رؤية صفرية لكل المشكلات، رغم أن المصالح المشتركة هي قاعدة ذهبية في العلاقات الدولية، فلا تستطيع أن تحقق مصالحك على حساب الأطراف الأخرى، والـ 100 يوم الأولى لترامب توحي بأنه ليس لديه فهم عميق ومنصف لماهية العلاقات الدولية".

   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号