share
arabic.china.org.cn | 01. 05. 2025

(صوت الجنوب) تقرير ميداني: سياسات ترامب تؤدي إلى قتل الأطفال والنساء بأحدث الأسلحة الأمريكية

arabic.china.org.cn / 01:46:43 2025-05-01

عواصم عربية 30 أبريل 2025 (شينخوا) في مشهد امتزجت فيه مشاعر الأسى بألم الفراق، وقفت الأربعينية الفلسطينية إيمان دلول تتذكر أطفالها الثلاثة، الذين قضوا تحت الأنقاض في غارة على مخيم النصيرات بقطاع غزة، بعد أن استهدفت إسرائيل منزلها بصاروخ أمريكي الصنع.

ودلول، التي كانت أما لثلاثة أطفال بأعمار 8 و6 و4 أعوام، واحدة من آلاف الأمهات اللاتي فقدن أطفالهن جراء الحرب الإسرائيلية الدموية المدعومة أمريكيا في غزة، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 17 ألفا و954 طفلا، من بينهم 274 رضيعا، و876 طفلا دون عام واحد، وفق جهاز الإحصاء الفلسطيني.

وقتل هؤلاء الأطفال الأبرياء رغم تعهدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مناسبات عديدة بـ "وقف الحروب في الشرق الأوسط خاصة قطاع غزة الذي يتعرض لحرب واسعة النطاق"، وهي تعهدات تحولت إلى سراب مع استمرار وتوسع ساحة الصراعات في المنطقة.

ورغم هذه التعهدات، وافقت إدارة ترامب التي تولت السلطة في 20 يناير 2025 على مبيعات أسلحة لإسرائيل بقيمة 12 مليار دولار، وفق بيان للخارجية الأمريكية في مارس الماضي.

-- ترامب لا يرى العرب إلا حطبا لنار صفقاته

وقالت دلول، إن "سياسات ترامب بالنسبة لي (لها أبعاد) شخصية وعائلية، فهو الرجل الذي شرع للقتل تحت عنوان التحالف والدعم، فالصواريخ التي مزقت أجساد أولادي الثلاثة كلها من إنتاج أمريكي، وهذا موثق".

وأضافت المرأة الغزية، لوكالة أنباء ((شينخوا))، "هو (أي ترامب) لم يضغط على الزناد، لكنه أمن السلاح (لإسرائيل) وبارك ما حدث، هو من شجع إسرائيل على ما فعلت، كل الطرق تؤدي إلى ترامب".

وأردفت أن "ترامب اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وكأنه ألغى وجودنا من الخريطة، ثم قطع تمويل وكالة الأونروا، وهي الجهة التي كانت تعلم أولادي، وتوفر لي وظيفة، لا أحد في غزة نجا من تأثير قراراته سواء بالدم أو بالفقر".

وتابعت دلول، التي كانت تعمل مدرسة رياض أطفال في إحدى مدارس الأونروا، "لقد خسرت عملي بعد أن تقلص دعم الأونروا، وأصبحت المساعدات نادرة، والغلاء لا يحتمل، ونحن نقتل، وترامب يقول إنه يدعم السلام!، أي سلام؟، السلام لا يأتي عبر قنابل تفتك بأجساد الأطفال بل عبر العدالة، واليوم لا عدالة، لا شيء سوى الرماد".

وختمت السيدة الفلسطينية، "ببساطة، ترامب لا يرى العرب إلا كحطب لنار صفقاته، من اليمن لسوريا لغزة، لا أظنه يريد السلام، لأنه لا يرى السلام فرصة بل خسارة اقتصادية، وأسلحة أمريكا لا تباع إلا عندما نحترق نحن".

-- الأكثر وقاحة في تاريخ أمريكا

الأمر نفسه تكرر مع الخمسيني محمد أبو سلمية، الذي فقد طفلته حنين (5 سنوات) في قصف إسرائيلي على رفح، حيث ضرب صاروخا فجأة منزله.

وقال أبو سلمية، الذي كان يعمل كهربائيا، لـ ((شينخوا))، إن "ترامب يتعامل مع المنطقة كأنها ملعب تجارب عسكري، وكلما أرادت إسرائيل سلاحا جديدا زودها به لتستخدمه ضد المدنيين بذريعة الدفاع عن النفس، حنين ابنتي الصغيرة كانت تلعب بلعبة بلاستيكية حين قصفت، هل هذا دفاع عن النفس؟، ترامب أعطى الشرعية لهذه الجرائم، كأنه وقع بأصابعه على جواز موت أولادي".

واستطرد "لا أنسى يوم شاهدت تصريحا لترامب، وهو يبتسم ويقول إن أمريكا لن تعتذر عن تسليح إسرائيل، لحظتها شعرت أن العالم قد باعنا رسميا، إنه رئيس وقح بل الأكثر وقاحة في تاريخ أمريكا، فهو لا يتحدث فقط إنما ينفذ، وها هو أوقف تمويل الأونروا، وهذا بمثابة إعدام جماعي بطيء للناس في غزة، فقد انخفضت الخدمات، والتعليم تدمر، والرعاية الصحية صارت ترفا".

وواصل أنه "بسبب الحرب ودعم ترامب غير المتناهي لإسرائيل، أنا الآن مدين ولا استطيع شراء طعام لأولادي، لقد فقدت عملي لفترة طويلة، والأسعار مرتفعة بطريقة جنونية".

وأكمل الرجل الخمسيني، "ترامب المتعجرف لا يؤمن بنا كبشر، نحن عنده إما أدوات طيعة أو عبء يزال، ولو أراد السلام لما دعم حروب اليمن وسوريا، ولما بارك كل غارة على غزة، ترامب لا يبحث عن السلام بل عن عقود تسليح وولاءات مطلقة".

-- تاجر موت

أما الشاب الثلاثيني سامي الكحلوت، فقال إن "ترامب تاجر موت، ما ترك سلاحا إلا ومنحه للإسرائيليين، وسماهم حلفاء وأصدقاء، لقد كان يتفاخر بصفقات السلاح، ولا يهتم بالبيوت التي تهدم والأطفال التي تقتل".

والكحلوت كان يملك دكانا لتصليح الدراجات النارية قرب منزله في حي الشجاعية، وفي بداية الحرب تحول منزله ودكانه إلى ركام بعد أن قصفت القوات الإسرائيلية الحي، فهرب مع زوجته وأطفاله الأربعة إلى رفح، ويعيش اليوم في خيمة جماعية في مواصي خانيونس دون أي دخل.

وأضاف أن "حي الشجاعية كله صار كومة تراب، وأنا واحد من آلاف ممن فقدوا كل شيء، هذه ليست سياسة بل إبادة بموافقة أمريكية، ترامب أعطى الضوء الأخضر لإسرائيل، وقراراته أغرقتنا في الوحدة والعزلة والحصار".

وتابع "أنا عاطل عن العمل، وأعيش في خيمة مع زوجتي وأطفالي، ولا أملك مالا، وأبحث عن كسرة خبز، بينما قبل سنوات كان عندي دخل، وأرسل أولادي للمدرسة، الحرب أثرت علينا جسديا ونفسيا، لكن ترامب وسع معاناتنا أكثر بقراراته العقابية".

وقال إن "ترامب يعتبرنا عبئا، ويريد تسويق الأسلحة لا وقف النزيف، هو لا يريد السلام، والحرب عنده مشروع ناجح".

وتبدو حالة آدم الجعبري مختلفة عن المذكورين أعلاه، فهو طفل (11 عاما) فقد والديه في الحرب بغزة، لكنه اتفق معهم على أن ترامب السبب في استمرار الحرب.

وأدم واحد من أكثر من 39 ألف طفل في غزة فقدوا أحد والديهم أو كليهما، وفق جهاز الإحصاء الفلسطيني، الذي وصف الوضع بأنه "أكبر أزمة تتم في التاريخ الحديث".

وقال الطفل الغزي، " أنا لا أحب ترامب، لأنه لم يحاول وقف الحرب في غزة، بالعكس خلاهم يضربونا أكثر، أنا كنت أعيش مع ماما وبابا، ونرسم سويا ونسمع أغاني، لكن حاليا أعيش مع عمتي، وكل يوم أرى كوابيس، وكل شيء بحبه راح مع البيت".

وكان آدم يعيش مع والديه في حي التفاح شرق غزة، وكان والده يعمل ممرضا ووالدته موظفة في التعليم، وفي إحدى الليالي ضربت غارة إسرائيلية منزلهم أثناء نومهم، فقتلت الوالدين، ونجا هو بعد أن أخرجه الجيران من تحت الأنقاض.

وتابع آدم، "لو كان ترامب يحب الأطفال كان أوقف الحرب بس هو يحب الأسلحة، يمكن أنا ما أعرف شو يعني سياسة، بس بعرف إن هناك ناس ماتوا بسببه".

-- توحش أمريكي

الوضع في اليمن لا يختلف كثيرا عن غزة، في ظل "هجمات مميتة" تشنها الولايات المتحدة على الأراضي اليمنية.

وقال الشاب اليمني محمد غيلان، إن "ترامب أشاع حالة التوحش في المنطقة من خلال شن هجمات مميتة في اليمن، ودعم إسرائيل في حرب الإبادة ضد الفلسطينيين".

وأوضح غيلان، لـ((شينخوا))، أن "الطيران الأمريكي استهدف أقاربنا في صنعاء، وقتل وجرح العشرات من بينهم نساء وأطفال في جريمة مروعة، تثبت عجز وفشل أمريكا في التفريق بين الأهداف المدنية والعسكرية".

ورأى أن "ترامب حول أمريكا إلى وحش قاتل يستهدف جيشها المدنيين العزل والأعيان المدنية في اليمن، وإبقاء المنطقة ساحة حرب ساخنة".

وشاطره الرأي مواطنه عباس طاهر، من أبناء محافظة ذمار جنوب صنعاء، بقوله إن "ترامب لا يرغب في تحقيق السلام في المنطقة، وذلك في سياق انحيازه الواضح والعلني لإسرائيل، وتماشيا مع خطة صفقة القرن التي تتجاهل الحقوق الأساسية للفلسطينيين، وهذا لن يتحقق إلا من خلال زعزعة أمن المنطقة عن طريق إثارة الحروب والصراعات" .

واعتبر طاهر، الذي ينشط في العمل الحقوقي، أن "ترامب أظهر الوجه القبيح لبلاده، وسياسته الدموية ليست غريبة على أمريكا المعروفة بالتوحش خاصة في المنطقة، بالنظر الى أعداد القتلى الكبيرة واستهداف المدنيين مباشرة خاصة في غزة".

-- بلطجة اقتصادية

من الحرب في غزة واليمن إلى العقوبات الاقتصادية على سوريا، حيث يعاني السوريون من تداعيات العقوبات الأمريكية.

وقال السوري محمد هرموش إنه "لا شك أن العقوبات الاقتصادية الأمريكية تزيد من معاناة السوريين الذين يقع معظمهم تحت خط الفقر، وليس آخرها وقف التمويل عن المنظمات الإغاثية العاملة في المجال الإنساني".

وأضاف هرموش، وهو مدرس في أحد مدارس دمشق، "لقد أثرت قرارات ترامب مباشرة على السوريين، وأنا واحد منهم، وأدت إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية والذهب، كما أني لا أشعر بالاستقرار والسلام الذي يدعي ترامب أنه سيوفره للعالم، فهو يبحث عن التوظيف السياسي لخدمة أجندته الاقتصادية التي تعتمد على البلطجة الاقتصادية".

وأشار إلى أن "سياسة ترامب تجاه الشرق الاوسط سياسة متخبطة لتشابك المصالح، وليست ذات أجندة واحدة، ففي غزة يريدها بلا شعب ولا هوية، وفي سوريا لم يعط ترامب أي ضوء أخضر للحكومة المؤقتة، ولا يزال يبتز في ملفات حساسة لإبقاء دمشق بلا استقرار، وذلك لاستخدام الملف السوري في أجنداته مع كل المتصارعين على ثروات سوريا".

وأوضح أن ترامب لا يرغب في تحقيق السلام في الشرق الأوسط، " لإبقائها بؤرة توتر وأداة ضغط على الأطراف الإقليمية".

أما هناء غانم، وهي سورية مهجرة من محافظة دير الزور وتعيش بريف دمشق، رأت أن "العقوبات الأمريكية شلت حركة الاقتصاد السوري، ولا يمكن لسوريا أن تتعافى، وتبدأ في عمليات إعادة الإعمار، طالما أن العقوبات مفروضة عليها".

ونوهت بأن العقوبات الأمريكية على سوريا استهدفت منذ سنوات طويلة قطاعات حيوية مثل الطاقة والتجارة والمالية، مما خلف اقتصادا هشا لايمكن أن يتعافى بسهولة.

-- سياسات عدوانية

ورأى الشاب اللبناني طارق الأحمر (26 عاما) أن "سياسات ترامب دموية وعدوانية تجاه الدول والقضايا العربية، ومجردة من القيم الإنسانية، وتكيل بمكيالين خصوصا فيما يخص الدعم المباشر لإسرائيل، الذي وصل إلى حد المشاركة بحرب الإبادة ضد الفلسطينيين".

وقال الأحمر، "لقد دمرت إسرائيل معظم القرى بجنوب لبنان، وترامب يمنحها الإذن تلو الإذن لضرب المناطق اللبنانية وصولا إلى حد منع إعمار القرى المدمرة، كما يواصل مبعوثو ترامب فرض الشروط والإملااءت على لبنان وربط تنفيذها بالمساعدات الأمريكية".

وأضاف أن "سياسات ترامب أوقعت العالم في دوامة من القلق والاضطراب، من خلال الحرب التجارية التي بدأها بفرض الرسوم الجمركية" على واردات بلاده.

وبينما وصف الخمسيني اللبناني صادق فرنسيس، ترامب بأنه "نيرون العصر الحديث"، وأن سياسته تتسم بـ "الرعونة فهي سياسة تاجر نرجسي"، بينما قال مواطنه الأربعيني أسامة الشاعر إن "ترامب وعد بجعل الشرق الأوسط منطقة آمنة إلا أن النتيجة جاءت معكوسة".

وأوضح الشاعر، أنه "بعد إقرار اتفاق وقف النار بين حزب الله وإسرائيل في نوفمبر الماضي برعاية أمريكية فرنسية، دعم ترامب بقاء الجيش الإسرائيلي في الأراضي اللبنانية، حيث تشن إسرائيل غارات يومية أفضت لمقتل أكثر من 150 شخصا خلال 5 أشهر". / نهاية الخبر/

   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号