arabic.china.org.cn | 30. 04. 2025 | ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
القاهرة 30 أبريل 2025 (شينخوا) فاقمت سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال الـ 100 يوم الأولى من ولايته الثانية الاضطرابات في الشرق الأوسط، في ظل تبنيه "سياسات عدوانية" وضعت المنطقة على شفا نزاعات كارثية، حتى أصبح ترامب جزءا من المشكلة في الشرق الأوسط وليس الحل.
-- خطاب ترامب يشوبه الغطرسة والتعالي
وأكد السفير عزت سعد مدير المجلس المصري للشؤون الخارجية أن الخطاب السياسي لترامب بعد مرور 100 يوم على تنصيبه يشوبه "أولا: قدر كبير من الغطرسة والغرور والتعالي ودائما ما يلوح باستخدام القوة، ثانيا: ليس لدي ترامب وإدارته بشكل عام استراتيجية واضحة فيما يتعلق بقضايا الشرق الأوسط أو حتى القضايا الأخرى".
وأضاف سعد، في تصريح لوكالة أنباء ((شينخوا))، أن "ترامب أظهر قدرا كبيرا من اللامبالاة فيما يتعلق بالملف الفلسطيني، ونذكر أنه قال إن غزة يمكن أن يحولها إلى ريفييرا الشرق الأوسط، وأعلن صراحة أن أمريكا تنوى الاستيلاء على غزة، وطبعا رد الفعل العربي والعالمي كان حاسما ورافضا لهذا".
وأردف أنه "لا يستطيع أي مراقب محايد أن يدعي، أنه خلال 100 يوم الأولى لترامب، أن هناك أي تقدم على أي صعيد، ففيما يتعلق بالقضية الفلسطينية مازالت إسرائيل تمارس عدوانها العسكري يوميا، ومازال هناك تصميم أمريكي على إبعاد القضية عن الأطر متعددة الأطراف وحرمان الأجهزة الأممية المعنية من القيام بدورها مثل الأونروا (وكالة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين)".
ورأى سعد أن "تصريحات ترامب غير المسؤولة ارتباطا بملف غزة أدت إلى تدهور كبير على هذا الصعيد، وحالة عدم استقرار على المستوى الإقليمي، لأنه عندما تتابع موقف إسرائيل من وقف إطلاق النار، نجد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يقول إنه يريد تطبيق خطة ترامب الذي اقترح تهجير سكان غزة".
وواصل أن "نتنياهو قال إن قيام دولة فلسطينية أمر غير وارد بالمرة، وللأسف الشديد ترامب أعطى له طوق النجاه عندما تحدث عن تهجير الفلسطينيين، وأمريكا فقدت كل مصداقية كطرف ينظر إليه تاريخيا على أنه طرف محايد يستطيع أن يقوم بدور وسيط سلام نزيه".
وأردف أن "ترامب بسلوكه خلال 100 يوم قضي على أي تفكير في أن الولايات المتحدة يمكن أن تقوم بدور وسيط نزيه في هذا الصراع".
من جانبه، أوضح رئيس معهد طريق الحرير للدراسات والأبحاث في لبنان وارف قميحة أنه "إذا كانت الإدارات الأمريكية السابقة تغاضت عن الاستيطان الإسرائيلي، فإن إدارة ترامب ذهبت إلى أبعد من ذلك بأن منحت الضوء الأخضر علنا لتوسيع الاحتلال" للأراضي الفلسطينية.
وأضاف أن ترامب في ولايته الأولى بارك تهويد القدس عبر قرار نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل إلى القدس، وأغلق ملف اللاجئين بمحاولة إنهاء عمل الأونروا.
وشدد قميحة على أن نتائج سياسة ترامب الحالية في غزة "كارثية" حيث أودى عدوان إسرائيل المدعوم من واشنطن بحياة أكثر من 51 ألف ضحية، إضافة إلى تدمير المدارس والمستشفيات والبنية التحتية الأساسية.
وأشار إلى أن أكثر من 2.3 مليون فلسطيني في غزة يتعرضون لعمليات تهجير قسري وسط صمت دولي عززه "الفيتو" الأمريكي المتكرر ضد أي محاولة لمحاسبة إسرائيل في مجلس الأمن.
وأوضح قميحة أن دعم ترامب لإسرائيل لم يقتصر على الساحة الفلسطينية بل امتد إلى لبنان، الذي تواصل إسرائيل عدوانها عليه وتكرس سياسة الأرض المحروقة.
-- ترامب جزء من المشكلة وليس الحل
واستطرد مدير المجلس المصري للشؤون الخارجية قائلا "للأسف الشديد، ترامب جزء من المشكلة وليس الحل في الشرق الأوسط، وعندما نتحدث عن أزمة الملف النووي الإيراني، نجد أن ترامب هو من انسحب من الاتفاق النووي الذى تم في عام 2015 وتبني سياسة الضغط الأقصى التي قادت إلى مزيد من العقوبات على إيران دون مبرر".
وأكمل أنه "لا توجد استراتيجية أمريكية للتعامل مع هذا الملف وهناك تناقض كبير جدا بين أعضاء الإدارة الأمريكية حيال الملف الإيراني، وحتى الآن لا يوجد ما يبعث على التفاؤل في أنه ستكون هناك تسوية مرضية لهذا الملف".
وانتقد سعد "التهديدات المتكررة التي يطلقها ترامب (ضد إيران) دون أن يعطي بالا بأن مسألة فرض العقوبات أصبحت سياسة سخيفة ولم تجعل إيران تمضي بالشكل الذي يريده الأمريكيون، بالعكس لم تقود إلى أي شيء".
في حين رأى قميحة أن سياسات ترامب تجاه إيران وضعت المنطقة بأسرها على حافة نزاع كارثي.
وأضاف أن هذه السياسات لم تحقق أيا من أهدافها المعلنة بل أدت إلى تصعيد التوترات العسكرية في مضيق هرمز والخليج العربي، وزيادة حدة سباق التسلح الإقليمي، وتعزيز دور الفصائل المسلحة بدلا من دعم الاستقرار.
وأشار قميحة إلى سياسة ترامب في اليمن، قائلا إنها كرست منطق الحرب المفتوحة بدلا من دعم جهود السلام.
وواصل أن سياسة ترامب أبقت المنطقة رهينة لمعادلة "السلاح والدمار" وسط تزايد الاحتكاكات العسكرية في البحر الأحمر، ما وضع المنطقة على حافة الدخول في مواجهة إقليمية واسعة.
-- سياسات ترامب عدوانية
وأكد سعد أن "سياسات ترامب فاقمت الاضطرابات في الشرق الأوسط، ولا توجد أي مبادرة من جانب الإدارة الأمريكية للتهدئة، بالعكس فالحوثيون في اليمن مثلا بدأوا في إطلاق الصواريخ والمسيرات تجاه إسرائيل والسفن التي تتجه إليها بسبب استمرار إسرائيل في قتل المدنيين بغزة، وترامب بدلا من أن يطلب من إسرائيل وقف إطلاق النار، تقوم بلاده بقصف الحوثيين، والقصف المتواصل دون البحث عن حلول سياسية لن يضعف الحوثيين".
وشدد على أن "ترامب لم يكلف نفسه وفريقه عناء البحث عن حلول دبلوماسية لأي مشكلة من المشاكل في الشرق الأوسط، إما تهديدات باستخدام القوة العسكرية أو استخدامها بالفعل دون أن يكون هناك نوع من القنوات الدبلوماسية المقنعة للتعامل مع هذا الصراع".
وشاطره الرأي الخبير الإماراتي في العلاقات الدولية الدكتور محمد بن سلطان بقوله إن سياسات ترامب في الشرق الأوسط اتسمت بـ "الارتباك وعدم الاتساق، ولم تنجح في تحقيق استقرار أو سلام دائم بل على العكس ساهمت في تفاقم الأزمات وزيادة انعدام الثقة بين الولايات المتحدة والدول العربية".
وقال بن سلطان لـ ((شينخوا)) إن سياسات ترامب في الشرق الأوسط منذ بداية فترته الثانية "مثار جدل كبير ونقد واسع، وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، تحديدا غزة، لم تقدم إدارة ترامب أي خطوات حقيقية نحو تحقيق السلام".
في حين رأى قميحة أن سياسات ترامب حولت الشرق الأوسط خلال 100 يوم فقط إلى "ساحة دمار وصفقات".
ووصف قميحة السياسة الخارجية لترامب بأنها "عدوانية وارتجالية وتقوم على منطق الصفقات التجارية، وعلى حساب المبادئ والقيم الإنسانية".
وأضاف أن "ترامب تعامل مع قضايا الشرق الأوسط كأوراق مساومة في لعبة مصالح مكشوفة، غير آبه بالعواقب الكارثية" لذلك.
وتابع قميحة أنه "من القضية الفلسطينية إلى النزاع مع إيران، ومن استنزاف الموارد الاقتصادية إلى تكريس الاحتلال، وضعت سياسات ترامب الشرق الأوسط على شفا نزاعات كارثية، وأثمان باهظة تدفعها شعوب المنطقة بلا هوادة".
-- ترامب ذو "توجه استعماري" وأعضاء إدارته "هواة"
وتابع سعد أن "ترامب بسياسته الخارجية هذه لم يختص خصومه فقط بهذه المواقف الغريبة لكن أيضا حلفائه، فقد قال إنه يريد الاستحواذ على جرينلاند وقناة بنما وكندا، وفي الواقع ترامب يعود بنا إلى الواقع الاستعماري، هذا صحيح 100 %، وهذا ليس تقييمي بل هناك تقديرات من مراكز فكر في أمريكا والغرب تؤكد هذا، فكيف لرئيس دولة، تدعى أنها ساهمت في قيام النظام الدولي القائم، أن يدعى الحق في تملك جزء من دولة أخرى أو ضم دولة أخرى إلا إذا كان هو صدى للنزعة الاستعمارية التي سادت الغرب في القرن التاسع عشر".
ورفض "التوجه الاستعماري" الذي لا يفهم الحقائق السياسية للقرن الـ 21، ووصف أعضاء إدارة ترامب بأنهم "هواة ليست لديهم خلفيات تسمح لهم بالتعامل مع ملفات معينة"، ما تسبب في "سوء إدارة" هذه الملفات.
-- رؤية ترامب صفرية
وقال سعد "لا يبدو أن لدى ترامب إرادة سياسية للتعايش أو التفاعل مع الوضع الدولي، فهو يتحدث عن أمريكا أولا، وعنده رؤية صفرية لكل المشكلات، رغم أن المصالح المشتركة هي قاعدة ذهبية في العلاقات الدولية، فلا تستطيع أن تحقق مصالحك على حساب الأطراف الأخرى، والـ 100 يوم الأولى لترامب توحي بأنه ليس لديه فهم عميق ومنصف لماهية العلاقات الدولية".
وأوضح قميحة أن تعامل ترامب مع السياسة الخارجية بدا كأنه نسخة طبق الأصل من شخصيته كـ "رجل صفقات ومساومات تجارية رخيصة، بلا أدنى اهتمام بمبادئ العدالة أو احترام حقوق الشعوب".
وأشار إلى أنه "عوضا عن دعم السلام العادل، روجت الإدارة الأمريكية لمشاريع استثمارية شكلية تخفي خلفها صفقات تسليح ضخمة ومشاريع تطبيع اقتصادي، تسعى لفرض أمر واقع يتجاهل قضايا العرب الجوهرية، وعلى رأسها قضية فلسطين".
وأكد أن "ترامب، كما أسلافه، لا يعرف سوى لغة واحدة هي لغة القوة والدمار". /نهاية الخبر/
![]() |
![]() |
![]() |
انقلها الى... : |
China
Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000 京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号 |