30 إبريل 2025 /شبكة الصين/ بفضل الدعم السياسي وطلب السوق، تجاوز حجم صناعة الذكاء الاصطناعي في الصين 700 مليار يوان (96.06 مليار دولار) في عام 2024، مع الحفاظ على معدل نمو يزيد عن 20% لعدة سنوات متتالية، وفق تقرير صادر عن مركز الصين لتطوير صناعة المعلومات في 26 أبريل الجاري.

وهذا الرقم لا يُعد دليلاً على الحيوية المتزايدة لصناعة الذكاء الاصطناعي في الصين فحسب، بل ينذر بفرص جديدة للتقدم التكنولوجي العالمي والسوق الاستهلاكية.

ولم يأتِ هذا الرقم من فراغ، بل بُني على الأساس الصلب للبنية التحتية الرقمية في الصين. فقد تجاوز عدد مستخدمي الذكاء الاصطناعي في الصين 250 مليون مستخدم. ويبلغ عدد مستخدمي الإنترنت في الصين أكثر من 1.1 مليار مستخدم، فيما وصلت نسبة انتشار المدفوعات عبر الهواتف المحمولة بين مستخدمي الإنترنت عبر الهاتف إلى 86%، وتمثل محطات الجيل الخامس في الصين أكثر من 60% من إجمالي عددها في العالم. وجميع هذه العوامل أسهمت في تهيئة أرضية خصبة لنشر تقنيات الذكاء الاصطناعي بسرعة، مما دعم التوسع المستمر في حجم صناعة الذكاء الاصطناعي.

ويرجع هذا النمو الصناعي الملحوظ إلى التفاعل التكاملي بين الأطر السياسية الطموحة والطلب القوي في السوق والابتكار التكنولوجي المتواصل، ما أسهم في بناء منظومة دعم متكاملة لصناعة الذكاء الاصطناعي، من البحث والتطوير إلى التطبيق. 

ومنذ أن أصدر مجلس الدولة خطة تطوير الجيل الجديد من الذكاء الاصطناعي عام 2017، طُبِّقت حوافز سياسية على المستويين المركزي والمحلي. ولم تقتصر هذه السياسات على توفير حوافز مالية فحسب، بل ساهمت أيضًا في تسريع البحث والتطوير العلمي وبناء البنية التحتية لقوة الحوسبة، مما سهّل تسويق التكنولوجيا بسرعة.

وكان لطلب السوق دورٌ بالغ الأهمية، فقد أحدثت تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجالات الرعاية الصحية والتمويل والتعليم والتصنيع ثورةً في الكفاءة وجودة الحياة، مما شجع الشركات على زيادة استثماراتها في البحث والتطوير. 

ووفقا للمنظمة العالمية للملكية الفكرية، برزت الصين كدولة رائدة عالميًا من حيث حيازات براءات الاختراع المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، حيث تمثل 60% من إجمالي براءات الاختراع العالمية. وبحسب تقرير الأكاديمية الصينية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات الصادر في يوليو 2024، فقد بلغ عدد نماذج اللغات الكبيرة للذكاء الاصطناعي عالميًا 1328 نموذجًا، منها 36% في الصين، وهي ثاني أكبر نسبة بعد الولايات المتحدة. 

ما يلفت الانتباه بشكل خاص هو أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الصين تقود اتجاهات سوق تطبيقات الذكاء الاصطناعي والسوق الاستهلاكية العالمية. فمن خلال الاستفادة من قاعدتها التصنيعية القوية، تمكنت الصين من دمج الذكاء الاصطناعي بفعالية مع مختلف التقنيات والمنتجات التطبيقية، ما أدى إلى طرح ابتكارات متواصلة تسهم في تشكيل اتجاهات المستهلكين وكسب زخم متزايد في السوق الدولية. وبأخد قطاع المنازل الذكية كمثال، فقد حققت الأجهزة الصينية المطورة مثل مكبرات الصوت الذكية وأقفال الأبواب الذكية والأجهزة المنزلية الذكية نجاحًا كبيرًا في السوق المحلية، وتزداد شعبيتها تدريجيًا على المستوى العالمي. وأظهرت بيانات صادرة عن شركتي أومديا (Omdia) وإنترناشونال داتا كورب (International Data Corp) أن العلامات التجارية الصينية احتلت ثمانية مراكز من بين المراكز العشرة الأولى في سوق المكانس الكهربائية الروبوتية الذكية العالمية خلال الربع الثالث من عام 2024، بحصة سوقية إجمالية تجاوزت 60%.

وفي مجال المركبات الذكية، تتعاون شركات صناعة السيارات وشركات التكنولوجيا الصينية في تطوير أنظمة القيادة الذاتية والمقصورات الذكية، ما جذب اهتمامًا متزايدًا داخل الصناعة العالمية. 

إضافة إلى ذلك، فقد حققت الصين تقدمًا ملحوظًا في تطوير الروبوتات المدعومة بالذكاء الاصطناعي. فمن روبوتات التنظيف المنزلية إلى الروبوتات التعليمية، تزداد جاذبية الروبوتات الصينية المدعومة بالذكاء الاصطناعي لدى المستهلكين. 

ومع تقدم التكنولوجيا وانخفاض التكاليف، من المتوقع أن تصبح الروبوتات المدعومة بالذكاء الاصطناعي توجهًا جديدًا في سوق المستهلكين العالمي خلال السنوات القادمة. وبفضل ما تقوده الصين من تطورات في مجال الذكاء الاصطناعي، من المرجح أن تطلق المزيد من إمكانات سوق الاستهلاك العالمية، وخاصة سوق الإلكترونيات الاستهلاكية.

ومع التغلغل المستمر للذكاء الاصطناعي في الاقتصادات العالمية، سيزداد دور الصين كمحرك للنمو الشامل والمبتكر بشكل واضح.