arabic.china.org.cn | 30. 04. 2025 | ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
بيروت 29 أبريل 2025 (شينخوا) رأى رئيس معهد طريق الحرير للدراسات والأبحاث في لبنان وارف قميحة، أن الـ 100 يوم الأولى التي مرت من حكم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كانت كافية لتكشف عن ملامح سياسة خارجية أقل ما توصف به بأنها عدوانية، وارتجالية، وتقوم على منطق الصفقات التجارية على حساب المبادئ والقيم الإنساني.
وقال قميحة في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) إنه بعيدا عن الشعارات التي رفعها ترامب خلال حملته الانتخابية، فإنه تعامل مع قضايا الشرق الأوسط كأوراق مساومة في لعبة مصالح مكشوفة، غير آبه بالعواقب الكارثية التي حذر منها المجتمع الدولي، وحول خلالها الشرق الأوسط إلى ساحة دمار وصفقات.
ولفت قميحة أنه من القضية الفلسطينية إلى النزاع مع إيران، ومن استنزاف الموارد الاقتصادية إلى تكريس الاحتلال، تبدو نتائج سياسات ترامب اليوم أكثر وضوحا، حيث وضعت الشرق الأوسط على شفا نزاعات كارثية، وأثمان باهظة تدفعها شعوب المنطقة بلا هوادة.
-- دعم الاحتلال والعدوان الإسرائيلي على غزة
وأشار رئيس معهد طريق الحرير للدراسات والأبحاث في لبنان، إلى أنه إذا كانت الإدارات الأمريكية السابقة تتغاضى عن الاستيطان الإسرائيلي لدى الحديث عن "حل الدولتين"، فإن إدارة ترامب ذهبت إلى أبعد من ذلك، بأنها منحت الضوء الأخضر العلني لتوسيع الاحتلال.
وذكر بأن إدارة ترامب السابقة كانت قد باركت تهويد القدس عبر قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وأغلقت ملف اللاجئين الفلسطينيين، بمحاولة إنهاء عمل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (أونروا).
وشدد قميحة على أن نتائج سياسة ترامب الحالية على الأرض في غزة كانت كارثية، بواقع أن "العدوان الإسرائيلي المدعوم من واشنطن" أودى بحياة أكثر من 51 ألف ضحية، إضافة إلى تدمير مئات المدارس والمستشفيات والبنية التحتية الأساسية.
وأضاف أن أكثر من 2.3 مليون فلسطيني في غزة تعرضوا لعمليات تهجير قسري، وسط صمت دولي عززه "الفيتو" الأمريكي المتكرر ضد أي محاولة لمحاسبة إسرائيل في مجلس الأمن.
-- لم تحرك واشنطن ساكنا
وقال قميحة إن دعم ترامب لإسرائيل لم يقتصر على الساحة الفلسطينية فقط، بل امتد ليشمل لبنان أيضا.
وأشار إلى أن تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية على القرى الحدودية بجنوب وشرق لبنان وصولا إلى العاصمة بيروت، أوقع مئات القتلى والجرحى، بحسب وزارة الصحة اللبنانية، في حين لم تحرك واشنطن ساكنا، بل أنها ذهبت إلى تحميل حزب الله مسؤولية التصعيد، متجاهلة "حقيقة أن العدوان الإسرائيلي حول بلدات بأكملها إلى ركام".
ولفت إلى أن أكثر من مليون لبناني نزحوا من مناطقهم، وسط دعم أمريكي مفتوح لإسرائيل تحت ذريعة "حق الدفاع عن النفس"، مما شكل انتهاكا صارخا لمبادئ القانون الدولي الإنساني.
-- الملف النووي الإيراني وسياسة الضغط وإشعال التوترات
ورأى قميحة أن خروج إدارة ترامب السابقة في العام 2018 من الاتفاق النووي مع إيران الذي كان ثمرة سنوات من المفاوضات الدولية، كان قد شكل ذروة النهج التصعيدي لإدارته بإعادة فرض العقوبات القصوى دون بدائل دبلوماسية حقيقية، بحيث وضعت واشنطن المنطقة بأسرها على حافة نزاع كارثي.
وأضاف أن هذه السياسات لم تحقق أيا من أهدافها المعلنة، بل أدت إلى تصعيد التوترات العسكرية في مضيق هرمز والخليج العربي، وزيادة حدة سباق التسلح الإقليمي، وتعزيز دور الفصائل المسلحة بدلا من دعم الاستقرار.
وشدد على أنه رغم بدء محادثات لاحقة لمحاولة إنقاذ الاتفاق النووي، إلا أن الأضرار السياسية والاقتصادية التي لحقت بالمنطقة بفعل قرار ترامب لا تزال تدفع أثمانها الشعوب حتى اليوم.
-- سياسة ترامب في اليمن كرست منطق الحرب المفتوحة
وقال قميحة إن سياسة ترامب في اليمن كرست منطق الحرب المفتوحة بدلا من دعم جهود السلام.
وشرح أن سياسة ترامب أبقت المنطقة رهينة لمعادلة السلاح والدمار، وسط تزايد الاحتكاكات العسكرية في البحر الأحمر والهجمات على السفن التجارية، ما وضع المنطقة على حافة الدخول في مواجهة إقليمية واسعة لا يعرف مداها، بسبب واقع غياب الرؤية الدبلوماسية في واشنطن.
ولاحظ قميحة أن تعامل ترامب مع السياسة الخارجية بدا وكأنه نسخة طبق الأصل عن شخصيته كرجل صفقات ومساومات تجارية رخيصة، بلا أدنى اهتمام بمبادئ العدالة أو احترام حقوق الشعوب.
وأشار أنه عوضا عن دعم السلام العادل، روجت الإدارة الأمريكية لمشاريع استثمارية شكلية تخفي خلفها صفقات تسليح ضخمة، ومشاريع "تطبيع اقتصادي" تسعى لفرض أمر واقع يتجاهل قضايا العرب الجوهرية، وعلى رأسها قضية فلسطين.
وأكد قميحة أن الشرق الأوسط لا يحتاج إلى وعود استثمارية، بل إلى سياسات تقوم على العدل والكرامة الإنسانية، مشيرا في المقابل إلى أن ترامب ، يبدو كما أسلافه لا يعرف سوى لغة واحدة هي لغة القوة والدمار. /نهاية الخبر/
![]() |
![]() |
![]() |
انقلها الى... : |
China
Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000 京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号 |