دمشق 29 أبريل 2025 (شينخوا) سقط قتلى وجرحى اليوم (الثلاثاء) من بينهم عناصر من قوى الأمن العام المنتشرة في المنطقة، جراء هجوم مسلح على أحياء في مدينة جرمانا شرق العاصمة دمشق، من قبل مسلحين بأسلحة خفيفة ومتوسطة بعد انتشار تسجيل صوتي منسوب لشخص من طائفة الموحدين الدروز، يحمل إساءة إلى شخص الرسول الكريم (ص)، بحسب ما ذكرت وسائل إعلام سورية محلية.

ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) عن المكتب الإعلامي التابع لسلطة الداخلية السورية قوله "في ظل الأحداث الراهنة، وعلى خلفية انتشار مقطع صوتي يتضمن إساءة لمقام النبي الكريم محمد عليه الصلاة والسلام، (...) ، شهدت منطقة جرمانا اشتباكات متقطعة بين مجموعات لمسلحين، بعضهم من خارج المنطقة وبعضهم الآخر من داخلها، وقد أسفرت هذه الاشتباكات عن وقوع قتلى وجرحى، من بينهم عناصر من قوى الأمن المنتشرة في المنطقة".

وأشار المكتب الإعلامي في سلطة الداخلية السورية إلى أن وحدات من قوى الأمن العام مدعومة بقوات من سلطة الدفاع توجت إثر ذلك لفض الاشتباك وحماية الأهالي والحفاظ على السلم المجتمعي، مؤكدا أنه تم فرض طوق أمني حول المنطقة لمنع تكرار أي حوادث مشابهة.

وأكد المكتب الإعلامي حرصه على ملاحقة المتورطين ومحاسبتهم وفق القانون، مع استمرار التحقيقات لكشف هوية صاحب المقطع الصوتي المسيء للنبي محمد (ص)، مبينا عدم تسأهله في تقديم كل من ساهم في إثارة الفوضى وتقويض الاستقرار إلى العدالة.

من جانبه، قال رجل دين درزي مقرب من الهيئة الروحية، فضل عدم الكشف عن اسمه، لمراسل وكالة أنباء ((شينخوا)) إن 5 أشخاص قتلوا وأصيب أكثر من 12 آخرين بجروح نتيجة الاشتباكات التي وقعت بعد منتصف ليل (الاثنين ـ الثلاثاء) في الأحياء الشرقية والجنوبية من مدينة جرمانا، بين فصائل مسلحة محلية في جرمانا، ومسلحين من مدينة المليحة في الغوطة الشرقية، المجاورة لمدينة جرمانا.

وأوضح رجل الدين الدرزي أن "الاشتباكات توقفت فجر اليوم، بعد تدخل الأمن العام التابعة لسلطة الداخلية السورية"، مؤكدا أن حالة من التوتر مازالت تسيطر على المشهد حاليا.

إلى ذلك، سمع مراسل وكالة أنباء ((شينخوا)) الموجود في أحد أحياء مدينة جرمانا، أصواتا لرشقات الرصاص والتى استمرت لأكثر من ساعة بعد منتصف ليل (الاثنين ـ الثلاثاء)، بالإضافة إلى سماع دوي عدة انفجارات جراء سقوط عدة قذائف هاون على بعض الأحياء في مدينة جرمانا، وسط حالة من الخوف والترقب عند أهالي سكان مدينة جرمانا.

وتشهد الشوارع الرئيسة والفرعية في مدينة جرمانا حالة من انعدام الحركة بالمارة والسيارات العامة والخاصة، مع إغلاق للمحلات التجارية، بحسب مراسل ((شينخوا)).

وفي سياق متصل، أصدرت الهيئة الروحية لطائفة المسلمين الموحدين الدروز في جرمانا بيانا استنكرت فيه الإساءة "للذات النبوية"، وشجبت بذات الوقت الهجوم المسلح على مدينة جرمانا.

وقال البيان "إننا إذ نستنكر أشد الاستنكار أيَّ تعرض بالإساءة إلى النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، فإننا نعتبر ما تمَّ تلفيقه من مقطع صوتي بهذا الخصوص ( كما أكد بيان الداخلية) مشروعَ فتنة وزرعا للانقسام بين أبناء الوطن الواحد"، على حد قوله.

وتابع "وفي الوقت ذاته، فإننا نستنكر بشدة، ونشجب، وندين الهجوم المسلح غير المبرر على مدينة جرمانا، الذي استُخدمت فيه مختلف أنواع الأسلحة، واستهدف المدنيين الأبرياء، وروَّع السكان الآمنين بغير وجه حق".

وأكد البيان أن غالبية من أصيبوا أو قتلوا من أبناء المدينة هم من منتسبي جهاز الأمن العام، وكانوا في مواقع عملهم حينما فاجأهم الهجوم.

وأشار إلى أن حماية أرواح المواطنين وممتلكاتهم هي من أبسط مسؤوليات الدولة والأجهزة الأمنية، التي يجب عليها التحرك فوراً لوقف هذا الاعتداء السافر وضمان عدم تكراره.

من جانبه، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره لندن اليوم أن الاشتباكات العنيفة تتواصل في مدينة جرمانا بريف دمشق منذ مساء أمس (الاثنين)، بين مجموعات مسلحة محلية وأخرى هاجمت المدينة.

وأسفرت الاشتباكات حتى الآن عن مقتل 6 من أبناء المدينة وإصابة 15 آخرين، بالإضافة إلى مقتل 3 من المجموعة المهاجمة، وإصابة آخرين، في حصيلة مرشحة للارتفاع نتيجة استمرار المواجهات وصعوبة إسعاف المصابين في بعض الأحياء التي تشهد إطلاق نار كثيف، بحسب المرصد السوري.

وفي الأول من مارس الماضي، قتل شخص وأصيب 5 أخرون بجروح جراء اشتباكات بين جهاز الأمن العام وفصائل مسلحة محلية في مدينة جرمانا ذات الغالبية الدرزية (شرق دمشق)، بحسب وسائل إعلام سورية محلية ومرصد حقوقي. /نهاية الخبر/