share
arabic.china.org.cn | 29. 04. 2025

على الولايات المتحدة إظهار حسن النية قبل التفاوض مع الصين

arabic.china.org.cn / 16:48:41 2025-04-29

جيا تشون يانغ*

29 أبريل 2025 / شبكة الصين / أدلى مسؤولون أمريكيون رفيعوا المستوى، بمن فيهم الرئيس دونالد ترامب ووزير الخزانة سكوت بيسنت والمتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، بتصريحات عديدة بشأن قضية الرسوم الجمركية بين الولايات المتحدة والصين، كاشفين عن رغبة أمريكية في عدم تصعيد حرب التعريفات الجمركية ضد الصين، معربين عن آمالهم في إجراء مفاوضات مع الصين والتوصل معها إلى اتفاق بهذا الشأن. لكن في الوقت نفسه، وجه الجانب الأمريكي اتهامات عديدة عارية من الصحة ضد الصين، لفرض شروط مسبقة لبدء المفاوضات، ومطالبة الصين بلهجة استعلائية بـ"تغيير أنماط تنميتها وتعديل الحواجز الجمركية وغير الجمركية" أولا. وجَلي أن التصريحات والممارسات الأمريكية التي تشهد تناقضا دائما لا تنم عن أي حسن نية في إجراء المفاوضات مع الصين وتسوية قضية الرسوم الجمركية.

وكررت الولايات المتحدة التلويح بعصا الرسوم الجمركية ضد الصين منذ فبراير الماضي. ففي الأول من فبراير الماضي، فرضت واشنطن رسوما جمركية إضافية بنسبة 10% على الصادرات الصينية من السلع بذريعة ما وصفته بـ"انتشار مخدر فينتانيل". ثم في 10 فبراير الماضي، أعلنت فرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 25% على واردات الصلب والألومنيوم إلى الولايات المتحدة. كما رفعت الرسوم الجمركية الإضافية بنسبة 10% على السلع الصينية تحت غطاء "قضية مخدر الفينتانيل".

وبحلول أبريل الجاري، رفعت الولايات المتحدة معدل الرسوم الجمركية المفروضة على السلع الصينية إلى 34% بذريعة "المعاملة بالمثل". ثم زادتها لتصل إلى 145% ردا على إجراءات صينية مضادة. كما تنتهج الولايات المتحدة ما يُعرف بـ"الدبلوماسية القسرية"، في محاولة لإرغام شرائكها التجاريين على الالتزام بعزل الصين اقتصاديا مقابل وعود أمريكية بتقليل القيود التجارية وخفض حواجز التعريفات الجمركية.

واتضح أنه كما قال المتحدث باسم الخارجية الصينية "لا فائز في حرب الرسوم الجمركية والحرب التجارية"، وأمام الحمائية طريق مسدود، ولا تتسبب الجهود الرامية لفك الارتباط وقطع السلاسل سوى في عزل الذات.

وفي وجه عصا الرسوم الجمركية، تتبنى الصين موقفا واضحا يتمثل في "القتال إذا كان لا بد من القتال، والأبواب مفتوحة إذا أرادت الولايات المتحدة التحدث".

واعتمدت الصين مجموعة من الإجراءات والتدابير المضادة المنظمة تشمل رفع معدلات الرسوم الجمركية المفروضة على السلع الأمريكية وفرض قيود على صادرات الأتربة النادرة وغيرها من المنتجات، وإدراج كيانات أمريكية في قائمة مراقبة الصادرات.

وسرعان ما آلمت الإجراءات الصينية المضادة الولايات المتحدة. فمنذ إشعال إدارة ترامب حرب الرسوم الجمركية، لم تقتصر تبعاتها وتداعياتها على اضطرابات الأسواق المالية الأمريكية فحسب، بل امتدت لتفجّر أكثر من مئة مظاهرة في مختلف أرجاع الولايات المتحدة احتجاجا على سياسات ترامب، ما فاقم الانقسام الاجتماعي والاستقطاب السياسي في الداخل الأمريكي.

وأدلى رؤساء أمريكيون سابقون بتصريحات انتقدوا فيها علنا السياسات التي تعتمدها إدارة ترامب ومن بينها القرارات بشأن الرسوم الجمركية. كما رفعت 12 ولاية أمريكية دعاوى قضائية ضد إدارة ترامب متهمة إياها بشبهة انتهاك الدستور لعدم إقرار الكونغرس القرارات بشأن التعريفات الجمركية.

وأظهرت استطلاعات الرأي ذات الصلة أن ثقة الأمريكيين بشأن السياسات الاقتصادية لإدارة ترامب تتراجع بشكل متواصل وقد وصلت بالفعل إلى أدنى مستوى لها منذ انتخاب ترامب رئيسا للبلاد نهاية العام الماضي. واعترفت وسائل إعلامية أمريكية بحقيقة أن واشنطن تدفع ثمنا أعلى بكثير من الصين في الحرب التجارية.

وعلى هذه الخلفية، اُضطرت إدارة ترامب إلى تخفيف حدة لهجتها وإطلاق إشارات متتالية إلى استعدادها لإجراء حوار ومفاوضات مع الصين، في حين تبنت موقفا متعاليا مدعيةً أن الولايات المتحدة هي التي تحدد قاعدة اللعبة، ما يشير إلى أنها لا تنوي التفاوض مع الصين على قدم المساواة، بل تود إرغام الصين على التراجع والاستسلام على طاولة المفاوضات. ومن الواضح أنها أخطأت في حساباتها.

ويُذكر أن الولايات المتحدة هي التي أشعلت حرب الرسوم الجمركية وليست الصين، وهي التي تكرر تغيير سياساتها وتعمل على زرع بذور الشقاق بين مختلف الأطراف وليست الصين.

وعلى الولايات المتحدة إدراك أن الصين لن تستسلم أمام التهديد والتنمر وما وصفته بـ"الضغوط القصوى". ورغم أن الجانب الصيني لا يرغب في خوض تلك المواجهة، لكنه لن يرضخ أمامها. وإذا أردت الولايات المتحدة فعليا تسوية مسألة الرسوم الجمركية مع الجانب الصيني، ينبغي لها إظهار حسن النية واتخاذ إجراءات ملموسة وإجراء الحوار مع الصين على أساس المساواة والاحترام والمنفعة المتبادلة، بدلا من التلاعب بما تسميه "فن الصفقة".

*باحث في مركز الدراسات الأمريكية التابع لمعهد الصين للعلاقات الدولية المعاصرة

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة موقف موقع شبكة الصين الإخباري


   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号