share
arabic.china.org.cn | 29. 04. 2025

تعليق ((شينخوا)): سياسة الضغط أولا تجعل الولايات المتحدة أكثر دولة متنمرة في العالم

arabic.china.org.cn / 13:12:55 2025-04-29

بكين 29 أبريل 2025 (شينخوا) في عصر مليئ بتحديات عالمية ملحة، فإن المثل الشهير "مع القوة العظيمة تأتي مسؤولية كبيرة" من أفلام سبايدرمان يُلخص توقعات العالم من الدول الكبرى، ولا سيما الولايات المتحدة.

ومع ذلك، فإن مواصلة واشنطن لاستخدام سياسة الضغط في سياستها الخارجية، تحت شعار "أمريكا أولا"، يُحولها إلى الدولة الأكثر تنمرا في العالم، وذلك مع مرور 100 يوم على عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.

من التهديد بضم أراضي أجنبية إلى فرض ما يُسمى بـ "تعريفات جمركية مماثلة"، صدمت وأدهشت واشنطن العالم مرارا وتكرارا. فإن السياسة الأمريكية الحالية التي تتسم بالنظر إلى مصالحها الذاتية والضغط الصريح، تشبه حيل الأشرار في أفلام الأبطال الخارقين بهوليوود.

منذ توليها الرئاسة، أظهرت إدارة ترامب تجاهلا صارخا للسيادة الإقليمية للدول الأخرى، حيث أعلنت عن نيتها للاستيلاء على غرينلاند، واستعادة السيطرة على قناة بنما، وجعل حليفتها القديمة كندا "الولاية الـ51" للولايات المتحدة.

ومن أجل التهرب من مسؤوليتها الدولية، أعلنت الولايات المتحدة قرارات بالانسحاب مرة أخرى من منظمة الصحة العالمية واتفاقية باريس للمناخ. وفي الوقت نفسه، قلصت بشكل كبير دورها في البرامج المعنية بالمساعدة في التنمية الدولية، وذلك بذريعة الحد من الهدر وتبسيط الإجراءات الحكومية.

وتجدر الإشارة أيضا إلى أن الوساطة المُتجمدة إلى حد كبير لواشنطن الآن في الأزمة الأوكرانية أمر مُحبط للغاية. رغم الوعود المتكررة بإنهاء الحرب "خلال 24 ساعة" من توليه المنصب، لم يُحقق ترامب والولايات المتحدة حتى الآن أي تقدم يُذكر خلال الأشهر الثلاثة الماضية. ومع ذلك، لا تزال واشنطن تسعى إلى السيطرة على الثروة المعدنية لأوكرانيا، واصفة اتفاق المعادن المُحتمل بأنه "أفضل" ضمان أمني لأوكرانيا.

وفي الوقت نفسه، يعد هجوم ترامب التجاري هجوما فوضويا. فمن خلال فرض ما يُسمى بـ "تعريفات جمركية مماثلة" على جميع شركائها التجاريين تقريبا، تزعم الولايات المتحدة بأنها تسعى إلى دفع التصنيع في البلاد وتحقيق التوازن في التجارة الدولية والضغط على الدول الأخرى بشأن قضايا الهجرة والمخدرات. ومن جهة أخرى، حث العديد من الخبراء واشنطن على السعي نحو زيادة الإيرادات لسداد ديون الولايات المتحدة الخارجة عن السيطرة.

ومع ذلك، فإن الخطة المدروسة أتت بنتائج عكسية، فلم تُثير معارضة واسعة النطاق وأضرت بمصداقية الدولار الأمريكي والديون فحسب، بل ألحقت أيضا الضرر بالأسواق الأمريكية والعالمية، ما خلق حالة من عدم اليقين الشديد لدى الشركات العالمية والمستهلكين الدوليين. وفي الوقت نفسه، فقد كشف عدد كبير من الخبراء، إلى جانب استطلاعات الرأي، أن التصنيع لم يعد إلى الولايات المتحدة بسبب زيادة التعريفات الجمركية.

فإن ما قامت به الإدارة الأمريكية خلال الـ100 يوم الماضية أوضح حقيقة جلية: إنه تحت شعار "أمريكا أولا"، ترى الولايات المتحدة العالم ساحة لمصالحها الذاتية، وأنها لن تتردد في التضحية بمصالح الدول الأخرى، حتى أقرب حلفائها، من أجل مصلحتها.

وفي هذا السياق، قال جوناثان فريدلاند، كاتب عمود في صحيفة ((الغارديان))، مقال رأي نُشر مؤخرًا، أن هذه السلوكيات المتهورة "تحول أمريكا إلى دولة مافيا".

لكي "تستعيد أمريكا عظمتها"، يجب أن تنظر داخلها وتبحث بشكل جاد، بدلا من التصرف كقوة متنمرة في العالم مدفوعة بخوف متزايد من تراجع هيمنتها العالمية.

   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号