بكين 29 أبريل 2025 (شينخوا) بينما تشهد منطقة الشرق الأوسط حاليا تحولات اقتصادية عميقة لتنويع نموها الاقتصادي، تواصل الشركات الصينية لصناعة المعدات بذل جهودها لتوسيع حضورها في المنطقة من خلال تعزيز ابتكار المنتجات للتكيف مع الظروف المحلية وخدمة النمو الاقتصادي لدول الشرق الأوسط .

وتمكنت الشركات الصينية التي تمثلها مجموعة شاندونغ للصناعات الثقيلة ومقرها في جينان بمقاطعة شاندونغ، من تحقيق قفزة من "تصدير المنتجات" إلى "ترسيخ العلامة التجارية" في سوق الشرق الأوسط من خلال تحسين المنتجات والتخطيط المحلي، حسبما ذكر مسؤولون للشركات مؤخرا خلال مقابلات خاصة مع وكالة أنباء شينخوا.

وبصفتهما شركتين تابعتين للمجموعة المذكورة، قامت شركة "شانتوي" المحدودة لمعدات البناء وشركة "ويتشاي باور" المحدودة بتأسيس شركات منصات تجارية في الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، حيث بلغت إيرادات مبيعات المجموعة في العام الماضي 9.2 مليار يوان، أي ضعف ما كانت عليه في العام الأسبق، ما مكّن شاحناتها الثقيلة وحافلاتها من احتلال الحصة الأولى في سوق الشرق الأوسط، فضلا عن ارتفاع حصتها السوقية من آلات البناء بسرعة.

وفي موقع مشروع استصلاح للأراضي في أبوظبي بالإمارات، تتحرك مجموعة من جرافات الزحف التي أنتجتها شركة "شانتوي" والتي يمنع مسارها المثلث المتسع بشكل فعّال من غرق الجرافة، فيما يُمكّنها هيكلها المغلق من العمل في الماء كما تسهم مواد الختم الخاصة المستخدمة في منع التآكل في مياه البحر.

وفي هذا السياق، قال وانغ شيويه سن رئيس فرع دبي لشركة "شانتوي": "اكتسبت منتجات الشركة إقبالا متزايدا في الشرق الأوسط، كما ارتفعت مبيعاتها باستمرار بفضل أنظمة نقل الحركة الفعالة والموفرة للوقود والاستجابة السريعة والإمداد المخصص".

وتشهد دول الشرق الأوسط درجات حرارة مرتفعة في الصيف وعواصف رملية متكررة، ما يفرض ضرورة وجود متطلبات صارمة فيما يخص موثوقية المعدات.

واستجابة لذلك، نجحت شركة "ويتشاي باور" الصينية الرائدة في صناعة أنظمة المحركات ومن خلال "تخصيص عميق" في تصميم مجموعة مولدات قادرة على التكيف مع درجات الحرارة المرتفعة والعواصف الرملية بشكل يُمكّنها من العمل بشكل مستدام في درجات حرارة قصوى تبلغ 52 درجة.

وقال جيا هونغ جيه المدير العام لمنطقة الشرق الأوسط في مركز التسويق الخارجي لشركة "ويتشاي باور": "إن الشركة سرّعت إنتاج مجموعات المولدات في أسواق رئيسية مثل السعودية والعراق والإمارات، ما أكسبها سمعة طيبة في السوق".

وخلال موسم الحج في مكة المكرمة، تنقل حافلات أنتجتها شركة صينية عشرات الآلاف من الحجاج يوميا. وقامت شركة "تشونغتونغ" المحدودة القابضة للحافلات التي تعتبر واحدة من أقدم الشركات المدرجة المُصنّعة للحافلات في الصين بالتوسع في سوق الشرق الأوسط منذ عام 2004، حيث تُصدّر حافلاتها حاليا إلى العديد من البلدان بما في ذلك السعودية والإمارات.

وفي ضوء المناخ الحار والجاف وتنوع التضاريس واحتياجات الحج في الشرق الأوسط، تركز شركة "تشونغتونغ" على تحسين منتجاتها. فعلى سبيل المثال، قامت الشركة بتحسين قدرة التبريد لنظام تكييف الهواء بشكل يضمن التبريد السريع في البيئات ذات درجات الحرارة العالية وتلبية احتياجات الركاب لبيئة باردة داخل السيارة.

وبدورها، قالت سا يين لان المديرة العامة لمنطقة الشرق الأوسط لشركة "تشونغتونغ" للتسويق الخارجي، إن الشركة قامت ببناء نظام خدمة كامل لما بعد البيع في الخارج، والذي لا يوفر خدمات الإصلاح والصيانة السريعة فحسب، بل يوفر أيضا تدريبا فنيا للعملاء لضمان استخدامهم للمركبات وصيانتها بشكل صحيح.

وفي الوقت الحالي، تتماشى استراتيجيات وطنية مثل "رؤية 2030" السعودية و"مئوية الإمارات 2071" مع ظهور مطالب ضخمة في مجالات البنية التحتية والطاقة الجديدة والتصنيع الذكي، الأمر الذي دفع المزيد من شركات آلات البناء الصينية إلى زيادة صادراتها من المنتجات الراقية إلى دول الشرق الأوسط وتوسيع وجودها المحلي.

وفي عام 2024، وصلت إيرادات تصدير مجموعة "شاندونغ" للصناعات الثقيلة في السوق السعودية إلى 7 مليارات يوان، ما يجعل السعودية ثاني أكبر سوق خارجية للمجموعة. وبالنظر إلى المستقبل، ستواصل الشركات التابعة لها تعميق التعاون مع شركائها في الشرق الأوسط وتحسين تخطيط السوق بشكل مستمر وتسريع التنمية المحلية وتعزيز مختلف الأعمال التجارية سعيا إلى آفاق جديدة.