28 أبريل 2025 / شبكة الصين /أجرى النجم الافتراضي "سبيد" بثا مباشرا خلال جولته في الصين عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث قدم فيها مدنا صينية لمتابعيه البالغ عددهم 40 مليونا. وكتب أحد متابعيه في خانة التعليقات "الصين مستخف بها.. أدركت أن آرائي بشأن الصين كانت سخيفة للغاية".

وبحسب تقرير موقع "اتلانتيكو.كوم" الفرنسي فقد أبرز ذلك أن معايير القوة الناعمة في العالم طرأ عليها تحولات كبيرة، وأن الأسباب وراء تمكّن الصين من جذب الشباب من أنحاء العالم متعددة.

وفي الحقيقة، ما زالت الولايات المتحدة دولة قوية في مجال الثقافة، ولكن هناك علامات أظهرت أن الصين تزعزع الهيمنة الثقافية الأمريكية. وبأخذ الأفلام كمثال، فقد كان الإنتاج الصيني قبل فترة غير مقبول إلا على نطاق محدود في الخارج، ولكن فيلم الرسوم المتحركة "نه تشا 2" الذي يُنظر إليه على أنه رمز نهضة الصين في صناعة الابتكار وقوتها الناعمة، سجل أرقاما قياسيا في شباك التذاكر حول العالم.

وأشار التقرير إلى أن هوليوود التي ظلت تحدوها ثقة في هيمنتها الثقافية، فوجئت بخصمها القوي، وهو منافس قادر على تحدي الهيمنة الغربية على الثقافات الشعبية ويكتسب تأييد 1.4 مليار نسمة.

علاوة على ذلك، ظلت الولايات المتحدة واليابان تمتلكان ناصية الألعاب الالكترونية، ولكن الوضع تغير مؤخرا، بعد أن حظيت "بلاك ميث: ووكونغ" التي طورها أستوديو صيني، بقبول واسع في مختلف أرجاع العالم.

وفي حين قضاء مئات آلاف الشباب ما يترواح بين 30 و40 ساعة أسبوعا في مغامرات "ووكونغ" ، يتأرجح مركز الثقل الثقافي إلى الشرق بشكل خفي، ما يظهر أن الأساطير الصينية، مثل نظيرتها الغربية، أصبحت شائعة في أنحاء العالم، ويمثل ذلك القوة الناعمة للصين.

ونوه التقرير إلى أن تطبيق "تيك توك" الذي وُلد في الصين، يعمل على ترسيخ جذوره في الثقافات العالمية. وقد نجح في تشكيل اتجاه جديد للثقافة الشعبية عبر الحدود.

وتشير كل هذه المعطيات إلى واقع مهم، وهو أن الصين تعمل على تسريع بناء قوتها الناعمة. ففي حين تعمل الولايات المتحدة على تقليص مساعداتها للدول الأجنبية، تبذل الصين جهودا لتعزيز بناء مبادرة "الحزام والطريق" التي تهدف لتعميق التواصل والترابط بين دول العالم. وفي الوقت الذي تعمل فيه الولايات المتحدة على خفض منح تأشيرات الدخول للطلبة والعلماء الوافدين، أصبحت الجامعات الصينية وجهات تتمتع بمزيد من الجاذبية.

وأوضح التقرير أن الولايات المتحدة كانت قد حددت لهجة الثقافات العالمية في الماضي، ولكن هناك علامات واضحة تظهر أن الصادرات الثقافية الصينية حظيت بمزيد من الترحيب وسط الجيل الجديد، مع تكثيف جهود الصين لدعم صناعات الابتكار والمنصات الرقمية.

ويبدو أن المسألة الراهنة لم تعد "ما إذا كانت الصين قادرة على المنافسة من خلال قوتها الناعمة"، بل "ما إذا كانت الولايات المتحدة تمتلك خططا للوقوف في وجهها".