28 إبريل 2025 / شبكة الصين/ ذكرت مجلة "ذا أتلانتيك" الأمريكية مؤخرًا أن مدينة ييوو الصينية تضم أكبر سوق جملة في العالم. واستنادًا إلى التصريحات المُلهمة لبائعي ييوو، فإن التجار الصينيين، الذين يتصدرون هذا التنافس الدولي على "الإرادة"، على أتم الاستعداد في ظل التلاشي التدريجي لطلبات الشراء من الولايات المتحدة، وتأخير الشحنات المتجهة إليها. 

ومن بين التجار الذين تحدثت المجلة معهم، فإن قرابة 10% و20% من أعمالهم ترتبط بالولايات المتحدة. ورغم حالة عدم اليقين، فإنهم لا يرغبون في اتخاذ موقف "المساوم" بشأن سياسات التعريفات الجمركية الأمريكية.

ولأكثر من 20 عامًا، تدير يانغ لانغ هوا مصنعًا لإنتاج الألعاب المحشوة المستوحاة من ثقافة أعياد الميلاد، وحوالي 20% من أعمالها تأتي من السوق الأمريكية. وقبيل وبعد إعلان الولايات المتحدة "يوم التحرير"، سألها أحد عملائها الأمريكيين القدامى إن كان بإمكانها تخفيض الأسعار بنسبة 10%، فقالت إنها لا تستطيع قبول ذلك "أرباحي الإجمالية لا تتجاوز 10%، وإذا خفضتُ السعر مجددًا، فلن أحقق أي ربح". وأضافت أنه على العالم أجمع أن يتحد ويتوقف عن التعامل مع الولايات المتحدة، وتركا تتدبر أمرها بنفسها.

وتُطبّق العديد من الشركات الصينية الخبرة المكتسبة من الخلافات التجارية السابقة. فقد أوضح شيوي الموظف في شركة قطع غيار سيارات ببلدية شانغهاي كانت تُصدّر بشكل رئيسي إلى مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، أن صادرات شركته إلى الولايات المتحدة انخفضت بنسبة 40% خلال السنوات الثلاث الماضية، وحلّت محلها عملاء من أمريكا اللاتينية، وقال "انطلقت الشركات الصينية نحو التصدير للعالم، وأسسوا أعمالا في الشرق الأوسط وأمريكا الجنوبية وأوروبا الشرقية ــ الصين اليوم لم تعد تخشى الرسوم الجمركية الأمريكية".

وذكرت المجلة أن أكثر ما سمعته في ييوو كان أن الحكومة الأمريكية بالغت في تقدير نفوذها. ففي نهاية هذه المواجهة، ستكون الصين، وليس الولايات المتحدة، هي الأقوى وأكثر اعتمادا على الذات في الداخل وأكثر احتراما في الخارج. وأكد باحثون صينيون أن الرسوم الجمركية الأمريكية تتيح للصين فرصة لتحويل محرك اقتصادها من الصادرات إلى الاستهلاك.

ونظرا لسياسة الرسوم الجمركية التعسفية والمدمرة التي تنتهجها الحكومة الأمريكية، قد ترى الدول الأوروبية في الصين ذات التوجه الاستهلاكي، شريكًا تجارياً أكثر جاذبية. 

وقالت المجلة إن أمام حلفاء الولايات المتحدة خياران في المستقبل "هل يريدون التجارة مع الولايات المتحدة المتقلبة والمستغلة؟ أم مع الصين القادرة على أن تكون شريكا تجاريا يتطور ويتحسن باستمرار؟".

وأشارت المجلة إلى أن كلمة "أزمة" باللغة الصينية تتكون من مقطعين- "خطر" و"فرصة". وفي هذا الاحتكاك التجاري الذي أثارته الولايات المتحدة، ترى الصين فرصةً لتعزيز التغييرات لتحقيق إعادة التوازن الاقتصادي. كما ترى الحكومة الصينية فرصةً لتعزيز وضع البلاد كـ"شريك أقل تقلبا" في الشرق الأوسط، والجنوب العالمي، وحتى في أوروبا. وفي الوقت الذي تعتقد فيه واشنطن أنها تعزل بكين، فإنها في الواقع تعزل نفسها عن العالم.