share
arabic.china.org.cn | 28. 04. 2025

رؤية شرق أوسطية: الجولة الثالثة من المفاوضات النووية تؤكد وجود "أرضية مشتركة" للوصول إلى اتفاق جديد

arabic.china.org.cn / 01:46:11 2025-04-28

القاهرة 27 أبريل 2025 (شينخوا) كشفت الجولة الثالثة من المفاوضات الأمريكية الإيرانية حول الملف النووي الإيراني عن وجود "أرضية مشتركة مبدئية" بين الجانبين، تسمح باستمرار المباحثات سعيا نحو "اتفاق نووي جديد".

واختتمت أمس السبت في مسقط الجولة الثالثة من المحادثات الأمريكية الإيرانية غير المباشرة، بوساطة سلطنة عمان، والتي شهدت "مناقشات أكثر تفصيلا وفنية وتقنية".

ورغم تأكيد إيران "رضاها" عن مسار ووتيرة المفاوضات، إلا أنها أقرت بوجود "خلافات جدية للغاية" بين الجانبين.

-- تقدم حذر

قال الخبير العراقي ياسر مطلك الجبوري، إن الجولة الثالثة من المحادثات الأمريكية الإيرانية أظهرت "تقدما حذرا لكنها لم تخل من التوترات الجوهرية".

وأضاف الجبوري، وهو رئيس مؤسسة (فواصل للبحوث والدراسات) العراقية، لوكالة أنباء ((شينخوا))، "لقد أبدت إيران رضاها عن سير المفاوضات وأشارت إلى جدية أمريكية، لكن هذا لا يعني أن الاتفاق بات قريبا، بل يعكس أن الطرفين وجدا أرضية مشتركة مبدئية تسمح بالاستمرار، دون أن تحل القضايا الكبرى العالقة بعد".

وأردف أن "الولايات المتحدة ترغب في ضبط البرنامج النووي الإيراني من المنظور الأمني والإقليمي الخاص بها، وليس بالضرورة إنهاء الملف بشكل نهائي كما تأمل طهران، فهدف واشنطن هو منع إيران من تطوير سلاح نووي مع الحفاظ على قدرة الضغط السياسي والاقتصادي عليها، وبالتالي فهي (أمريكا) تريد إدارة هذا الملف لا إغلاقه بالكامل".

بدوره وصف المحلل السياسي السوري عماد سالم الجولة الثالثة من المفاوضات بـ "الإيجابية عموما".

وقال سالم لـ ((شينخوا))، إن هذه الجولة "تعكس رغبة الجانبين بالتوصل إلى اتفاق نووي جديد، لكن يبقى النجاح مرتبط إلى حد بعيد بالاتفاق على التفاصيل، التي يمكن أن تنسف المفاوضات في حال إصرار الطرفين على التمسك بمطالبهما".

وتوقع قيام إيران بـ "تليين مواقفها خلال جولات التفاوض القادمة" في ظل المتغيرات الاستراتيجية في المنطقة بعد 7 أكتوبر 2023 (عملية طوفان الأقصى)، حيث ضعف المحور الإيراني، وكذلك حزب الله اللبناني، وسقط النظام السوري السابق، مشيرا إلى أن "هذه التحولات الكبيرة أضعفت نفوذ إيران في المنطقة".

من جهته، قال المحلل السياسي اليمني عبد العزيز المجيدي إن التصريحات الرسمية التي أعقبت الجولة الثالثة من المفاوضات تحدثت عن "أجواء إيجابية ومشجعة، وأن هناك ربما تقدما ملموسا، لكن لم يتم الحديث عن التفاصيل".

وأضاف "اعتقد أن المفاوضات يمكن أن تتيح لإيران تخصيب النسبة المحددة في برنامجها النووي، لكن فيما يتعلق ببرنامج إيران الصاروخي الذي تتعامل معه طهران على أنه خط أحمر، يبدو أن لدى الأمريكان رؤية لأن يكون هذا البرنامج ضمن الإطار التفاوضي".

وأشار إلى أن "نتائج المفاوضات لم تكشف بعد بشكل كامل، لكن ما هو مؤكد أن إسرائيل تضغط من جانبها على سير المفاوضات، في محاولة للوصول إلى خطوط اتفاق تضمن حل البرنامج النووي الإيراني بشكل كلي وتفكيك البرنامج الصاروخي الإيراني".

وتابع أن "كل المؤشرات توضح أن هناك عقبات للوصول إلى تسوية نهائية بين أمريكا وإيران".

لكن المحلل السياسي اللبناني جورج علم، أكد أن "المفاوضات الحقيقية لم تبدأ بعد، وأن الولايات المتحدة لم تتقدم حتى الآن بكل مطالبها لإيران، وأن ما يجري حاليا هو جس نبض وعملية بناء ثقة" .

وشدد علم، على أن وشنطن تريد إنهاء الملف النووي الإيراني وفق شروطها، لإعلان انتصارها في الشرق الأوسط، وموقفها في المفاوضات قوي.

-- نقاط خلافية

ورأى الجبوري، أن الخلافات بين واشنطن وطهران تدور حول عدة نقاط محورية، أهمها "الضمانات"، حيث "تطالب إيران بضمانات بعدم انسحاب أي إدارة أمريكية مستقبلية من الاتفاق، وهو أمر تجد واشنطن صعوبة في تقديمه ضمن نظامها السياسي".

وانسحبت الولايات المتحدة في العام 2018، خلال ولاية ترامب الأولى، من الاتفاق النووي مع إيران، الذي تم التوصل إليه في العام 2015.

ووفق المحلل العراقي، "لا توجد ضمانات حقيقية ضد تراجع واشنطن مستقبلا إلا عبر خلق وقائع اقتصادية وسياسية، تجعل الانسحاب مكلفا لأي إدارة أمريكية مستقبلية".

وطرح الجبوري، بعض الأفكار في إطار الضمانات مثل "رفع بعض العقوبات عبر الكونجرس، وليس فقط بأوامر تنفيذية من الإدارة الأمريكية، وتضمين الاتفاق آليات دولية أوسع بإشراف أطراف متعددة كالأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، وإقامة ترتيبات تجارية طويلة الأمد مع الشركات الكبرى يصعب نقضها لاحقا".

ومن بين نقاط الخلاف أيضا، وفق الجبوري، "تخفيف العقوبات"، حيث "تطالب إيران برفع كامل للعقوبات، بينما تفضل واشنطن رفعا تدريجيا ومشروطا".

وتشمل الخلافات كذلك "ملفات إقليمية"، حيث "تسعى الولايات المتحدة لربط البرنامج النووي بسلوك إيران الإقليمي وبرنامج الصواريخ الباليستية، وهو ما ترفضه طهران بشدة".

من جانبه، أوضح سالم أن الخلاف الأساسي بين إيران والولايات المتحدة حول "نسبة تخصيب اليورانيوم"، حيث تعتبر إيران أن "من حقها مواصلة التخصيب لأغراض سلمية كتوليد الطاقة، وتتعهد بعدم صناعة سلاح نووي، إلا أن ذلك لا يقنع الإدارة الأمريكية التي تريد إبقاء المنشآت النووية الإيرانية تحت الرقابة الدولية، وهذا ما تزال ترفضه إيران كونه ينتهك سيادتها".

فيما رأى المجيدي أن "إيران ترغب في ابتكار اتفاق مؤقت فيما يتعلق بنسبة التخصيب في برنامجها النووي، لكن المعضلة تكمن في التفاصيل، فأين سيتم الذهاب باليورانيوم المخصب حتى اليوم بنسبة 60%، بالإضافة إلى معضلة أخرى مهمة وهي كيفية التعامل مع أجهزة الطرد المركزي".

وأردف أن "المفاوضات ستستمر لكن هناك عقبات كبيرة، وطهران تطالب بضمانات حتى لا تتراجع واشنطن عن أي اتفاق، لذلك أي اتفاق سيكون مشروطا بموافقة الكونجرس الأمريكي عليه".

-- العصا والجزرة

وأشار الجبوري، إلى أن "أفق المفاوضات يبدو ضبابيا لكنه ليس مغلقا"، ولفت إلى أن "استمرار الجولات يشير إلى أن هناك مصلحة مشتركة في إبقاء الباب مفتوحا".

ومع ذلك، فإن فرص الوصول لاتفاق شامل خلال فترة قصيرة تبقى محدودة، بسبب تعقيد الملفات السياسية في كلا البلدين، وفق الجبوري.

بدوره، رأى سالم أن "إدارة ترامب جادة في التوصل إلى اتفاق بما يتناسب مع مصالحها في المنطقة ويحفظ أمن حلفائها خاصة إسرائيل، لذلك تتبع سياسة (العصا والجزرة) مع إيران، حيث تبدي رغبتها بإنجاز اتفاق نووي جديد مقابل تقديم حوافز اقتصادية وسياسية لإيران، وفي نفس الوقت تلوح بشن حرب على إيران لتدمير منشآتها النووية في حال فشلت عملية التفاوض".

وأردف أنه "من المستبعد أن تشن أمريكا هذه الحرب كونها ستؤدي إلى نتائج كارثية على دول المنطقة ولا تخدم مصالح أمريكا، وبالتالي هي تريد من خلال التلويح بعصا الحرب الضغط على إيران، لتقديم تنازلات ترضي جيران إيران من العرب وإسرائيل".

وأشار إلى أن "الظروف المستجدة في المنطقة، وهزيمة الفصائل التي تدعمها إيران في غزة وجنوب لبنان يمكن أن تسهل التوصل لاتفاق نووي جديد، ومن المرجح أن يلبي هذا الاتفاق مطالب أمريكا ويطمئن دول الخليج ويبدد هواجس إسرائيل الأمنية، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى اتفاق دائم يرضي أي إدارة أمريكية قادمة للبيت الأبيض طالما كانت إسرائيل راضية عنه".

في حين حذر جورج علم من أن "فشل التفاوض قد يعني استهداف النظام الإيراني، في وقت يبدو فيه محور الممانعة مصابا بانتكاسات كبيرة من غزة إلى لبنان واليمن التي تتلقى ضربات مباشرة".

ومع ذلك، استبعد علم حصول حرب أو مواجهة مباشرة بين الجانبين الإيراني والأمريكي، منوها بأن نتائج الجولة الثالثة تشير إلى حرص الجانبين على التوصل الى "اتفاق وتسوية وتفاهمات".

-- تهدئة مؤقتة

وأكد الجبوري، أن "أي تقدم في المفاوضات يقلل من احتمالات التصعيد العسكري بين إيران وجيرانها أو مع الولايات المتحدة"، ويحقق "تهدئة مؤقتة للتوترات الإقليمية".

وأشار إلى أن "ملفات مثل اليمن وسوريا والعراق قد تشهد نوعا من الهدوء أو إعادة التموضع إذا تم تخفيف الضغط عن إيران".

وأوضح أن "رفع بعض العقوبات عن إيران قد يزيد صادراتها النفطية، مما يؤثر على أسعار الطاقة العالمية".

أما سالم، فرأى أن التوصل إلى اتفاق نووي جديد مع إيران "سيؤدي إلى حلحلة جميع الملفات الساخنة في المنطقة بدءاً من سوريا ولبنان وصولا إلى اليمن والعراق، وبالتالي إنعاش المنطقة اقتصادياً وإنهاء الحروب والتوترات الأمنية".

وتابع "أما فشل المفاوضات، سيزيد من هذه التوترات وتبقى المنطقة في حالة من اللا سلم واللا حرب، وسباق نحو زيادة التسلح والذي سيؤدي إلى انعكاسات سلبية على التنمية الاقتصادية في المنطقة".

في حين رأى جورج علم أنه في حال الوصول إلى اتفاق بين طهران وواشنطن، فإن ذلك "سيؤدي إلى رسم خريطة طريق للشرق الأوسط".

وكان وزير الخارجية الإيرانية عباس عراقجي قد أعلن أمس السبت عن ارتياحه إزاء الجولات الأخيرة من المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة، حسبما أفادت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية ((إرنا)).

وأدلى الوزير الإيراني بهذه التصريحات في أثناء حديثه للصحفيين في ختام الجولة الثالثة من المفاوضات غير المباشرة، بين وفدي البلدين في العاصمة العمانية مسقط، والتي ترأسها عراقجي إلى جانب المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، حيث ناقش الجانبان البرنامج النووي الإيراني ورفع العقوبات الأمريكية.

وقال عراقجي "أشعر بالارتياح إزاء سير المفاوضات ووتيرتها"، مشيرا إلى أن المفاوضات "تظهر عملية جيدة ومرضية". 






   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号