أورومتشي 25 أبريل 2025 (شينخوا) على الرغم من أن شهر أبريل يُعد موسم زراعة القطن في منطقة شينجيانغ الويغورية ذاتية الحكم بشمال غربي الصين، فإن المصانع المحلية لإنتاج حصادات القطن تعمل بأقصى طاقتها منذ الآن استعدادا لحصاد الخريف.

ومن بين هذه المصانع، يبرز فرع شينجيانغ لشركة الصين لبناء السكك الحديدية للصناعات الثقيلة المحدودة (CRCHI) ، والذي شهد ارتفاعا في الطلبات الخارجية على مدار العامين الماضيين. وفي خطوة لتلبية احتياجات أسواق آسيا الوسطى المجاورة، طرحت الشركة في عام 2024 حصادة قطن هجينة تعمل بالديزل والكهرباء.

وكانت الحصادات الأمريكية لعبت دورا رئيسيا في ميكنة زراعة القطن في شينجيانغ لسنوات طويلة. إلا أن التحولات جاءت عقب الحصار التكنولوجي والمزاعم المتعلقة بـ"العمل القسري"، ما دفع منطقة شينجيانغ نحو تسريع وتيرة الابتكار الصناعي وتحقيق تقدم ملموس في تصنيع الآلات الزراعية.

تظهر البيانات الواردة من جمارك أورومتشي أن صادرات حصادات القطن في المنطقة ارتفعت من 44 وحدة في عام 2022 إلى 223 وحدة في عام 2024، وفي الشهرين الأولين من هذا العام، ارتفعت الصادرات بنسبة 350 في المائة على أساس سنوي. من بين وجهات التصدير الرئيسية دول آسيا الوسطى، وكذلك تركيا ومصر والهند.

ولا يعد هذا التقدم وليد المصادفة، إذ تعتبر المنطقة واحدة من المناطق الرائدة في إنتاج القطن على مستوى العالم، حيث بلغ إنتاجها 5.69 مليون طن في عام 2024، أي ما يعادل أكثر من خمس الإجمالي العالمي. وساهمت حقول القطن الضخمة والميكنة الزراعية في خلق سوق مزدهرة للآلات الزراعية.

وأظهرت البيانات أن معدل الحصاد الآلي في شينجيانغ كان حوالي 35 في المائة في عام 2014. وبحلول عام 2024، شهدت المنطقة معدل ميكنة بنسبة 100 في المائة لزراعة القطن وحوالي 90 في المائة للحصاد. وفي السنوات الأخيرة، نشرت شينجيانغ أكثر من 7000 آلة سنويا خلال عمليات حصاد القطن.

في الماضي، اعتمدت شينجيانغ على حصادات تحمل علامات تجارية أمريكية، والتي دخلت السوق في وقت مبكر من عام 1996 وسيطرت على حقول القطن في المنطقة لمدة عقدين.

غير أن العقوبات الغربية الأخيرة ومزاعم "العمل القسري" ألقت بظلالها على صناعة القطن، وتسببت في تراجع في واردات الحصادات الأمريكية باهظة الثمن. في وقت بدأت فيه الشركات المحلية بالتوسع، مستفيدة من تكاليفها المنخفضة وكفاءتها المتزايدة للاستحواذ على حصة أكبر في السوق.

وأشار وانغ تشونغ، رئيس جمعية شينجيانغ للقطن، إلى أنه في عام 2018، بدأت مبيعات حصادات القطن المنتجة محليا في التفوق على تلك المستوردة في المنطقة. الآن، استحوذت العلامات التجارية الصينية على حصة تزيد عن 80 في المائة في سوق شينجيانغ.

وأوضح وانغ أن الحصادات محلية الصنع تُطرح بأسعار تقل بنسبة كبيرة عن المنتجات الأجنبية، إذ تبلغ أسعار بعض الطرازات نصف أسعار المستوردة، مع تشغيل بتكاليف تصل إلى ثلث تكلفة نظيراتها الأجنبية.

وأضاف وانغ أنه على الرغم من أن حصادات القطن الأميركية لا تزال تحتفظ ببعض التفوق التكنولوجي، إلا أن "حصادات القطن الصينية تضيق الفجوة التكنولوجية من خلال الابتكار الدؤوب".

وقال منتجو الحصادات في شينجيانغ لوكالة أنباء شينخوا إن الحصار التكنولوجي الذي تفرضه الولايات المتحدة وحملات التشهير ضد قطن شينجيانغ دفعتهم إلى مضاعفة الابتكار التكنولوجي وتحقيق إنتاج مستقل في نهاية المطاف.