24 إبريل 2025 / شبكة الصين/ ذكرت صحيفة ستريتس تايمز السنغافورية مؤخرا أن الشاب فانغ وي وافق قبل شهرين على ترتيبات شركته دون تردد، بشأن نقله إلى مدينة تشنغدو للعمل هناك. ورغم ثبات راتبه، إلا أنه سيحصل على إعانة سكن، وهو الأمر الذي لم يحصل عليه خلال السنوات العشر التي قضاها في العمل بالعاصمة بكين. 

وأوضح فانغ (37 سنة) أنه إضافة إلى انخفاض تكاليف المعيشة، فإن تشنغدو تتمتع بوتيرة حياة بطيئة نسبيا. ومن الجميل قضاء عطلات نهاية الأسبوع فيها، وقال "أحب المشي لمسافات طويلة، وتقع تشنغدو على مقربة من بعض أفضل مسارات المشي في الصين، وتتميز بمناظر طبيعية خلابة".

وكما هو الحال مع فانغ وي، فإن العديد من الصينيين يكنون مشاعر جيدة لمدينة تشنغدو حاضرة مقاطعة سيتشوان جنوب غربي الصين، وذلك بحسب أحدث البيانات الديموغرافية الصادرة بمختلف أنحاء الصين في شهر مارس الماضي. ففي نهاية عام 2024، ارتفع عدد سكان تشنغدو الدائمين بمقدار 71 ألف نسمة مقارنة بنهاية عام 2023. 

ومن بين المدن الأربع الصينية التي بلغ عدد سكانها الدائمين أكثر من 20 مليون نسمة، تعد تشنغدو المدينة الوحيدة التي شهدت نمواً سكانياً.

ومع تزايد أعداد المسنين في الصين، والذي يؤدي إلى انكماش القوى العاملة، تتنافس مدن الصين على جذب الشباب والمواهب لدفع عجلة النمو المحلي. 

ولجذب المواهب الشابة، وخاصة تلك العاملة في الصناعات التكنولوجية المتطورة، تتنافس الحكومات المحلية لتزويدهم بإعانات السكن وبدلات المعيشة وتمويل الأبحاث. 

وقال يوان شين، الأستاذ في كلية الاقتصاد بجامعة نانكاي ونائب رئيس جمعية السكان الصينية، إن فرص العمل المتزايدة هي السبب الرئيسي لنمو عدد سكان تشنغدو، و"تدعم الصين بقوة تطوير الدائرة الاقتصادية للمدينتين التوأم تشنغدو وتشونغتشينغ".

وتُظهر "خطة مشاريع تشنغدو الرئيسية 2025" الصادرة في فبراير الماضي أن المدينة ستروج لـ936 مشروعًا رئيسيًا هذا العام، بدءًا من قطاع العلوم والتكنولوجيا وصولًا إلى المجال البيئي، بزيادة 36 مشروعًا عن عام 2024. 

ومن بين المواقع التي لا يصل فيها متوسط مستوى الثروة إلى مستوى المقاطعات الساحلية الجنوبية الشرقية مثل جيانغسو وتشجيانغ وقوانغدونغ، تُعتبر تشنغدو وتشونغتشينغ الأفضل. كما تعد المدينتان من المدن الرئيسية في خطة التنمية الشاملة للصين. وتهدف تشنغدو إلى أن تصبح مركزًا تجاريًا واستثماريًا على المستوى الوطني.

وإضافة إلى كونها موطنًا للكنز الوطني الصيني- الباندا العملاقة، تشتهر تشنغدو أيضًا بأسلوب حياتها المريح، بما في ذلك تناول وجبة الوعاء الساخن، وزيارة بيوت الشاي. ويقول الشباب الصينيون الذين ينتقلون للعيش في تشنغدو إنهم ينجذبون إلى نمط الحياة الأكثر راحة في المدينة، وانخفاض تكاليف المعيشة، والفرص الاقتصادية الأفضل، ومشاعر السكان المحليين. 

وانتقلت إيمي هو، البالغة من العمر 31 سنة، إلى تشنغدو من مقاطعة شاندونغ شرقي الصين في عام 2023. ورغم أن راتبها الحالي "منخفض" قليلا، لكنها لا تمانع لأنها تعتقد أنها فرصة "للبدء من جديد". 

وبالنسبة إلى فانغ وي، الذي زادت مدخراته بنحو 30% في مارس الماضي رغم تغير طفيف في نمط حياته، فقد قال "لست متأكدًا بعد من أنني سأستقر في النهاية في تشنغدو"، مضيفا أن وتيرة الحياة في تشنغدو أبطأ من بكين، والطقس والطعام أفضل.